رئيس التحرير
عصام كامل

صحف ألمانية: الشرطة تتحمل جزءا من المسئولية عن التصعيد في هامبورج

فيتو

رأت بعض الصحف الألمانية أن أعمال الشغب على هامش قمة العشرين أدت لتضيع فرصة ثمينة. بينما ذهب بعضها الآخر إلى القول إن اتفاق بوتين وترامب على وقف إطلاق النار في جزء من سوريا يكفي وحده للتدليل على نجاح القمة.

كتبت صحيفة "لاندس تسايتونغ" المحلية في مدينة لوينبورغ أن فرصة ثمينة تم تضيعها:

لا يخفى على أحد أن ممارسة العنف ضد البشر وإضرام النار بالسيارات وتحطيم واجهات المحال التجارية لن تساهم بتحسين أوضاع عالمنا الذي نعيش فيه. بمثل تلك الممارسات يضر الفوضويون المجرمون بالقضايا العادلة لغيرهم من المتظاهرين.

كان من الممكن أن تُوظف المظاهرات على هامش قمة العشرين ضد سياسات رجال السياسة المتسلطين. كان يمكن للتعاون بين الكثير من المبادرات والمواطنين إيصال رسالة لأردوغان وبوتين والرئيس الصيني أن حرية الرأي، المقموعة في بلدانهم، هي أساس الديمقراطية وأن حرية الرأي هي من تغذي الفكر وتدفع به للأمام.

ولكن ومع الأسف بدل من ذلك أدت أعمال العنف لاستدعاء تعزيزات من الشرطة. وهذا لا يبشر بالخير لإحراز تقدم في ذلك المضمار. للأسف تم تضيع فرصة ثمينة!

أما صحيفة "برلينر تسايتونغ" البرلينية فقد أنحت بجزء من اللائمة على الشرطة:

تتحمل الشرطة جزءا من المسئولية عن التصعيد. فقد تعرضت الطريقة التي تعاملت بها الشرطة ضد المظاهرات عشية القمة للانتقاد. وكان النقد في محله؛ فطريقة تعامل الشرطة كانت لا يمكن أن تؤدي إلى تخفيض حدة التصعيد والتهدئة. تم أخذ الخوف من اندلاع أعمال شغب كمبرر لتفريق متظاهري "أهلا بكم في الجحيم". وللحق كان هناك عدد كبير من المتظاهرين الملثمين. ولكن ذلك لا يبرر منع التظاهر المشروع لآلاف المتظاهرين السلميين. التظاهر حق ديمقراطي أساسي ولا يجب تعليق العمل به خلال القمة في مدينة هامبورغ المليونية.

قدمت ألمانيا نفسها للعالم في قمة العشرين على أنها بلد ديمقراطي يضمن حرية التظاهر. لو أرادت ألمانيا أن تجعل نفسها قدوة لغيرها وترسل إشارة للعالم على أنها مجتمع ديمقراطي، ما كان على الشرطة أن تتصرف بتلك الطريقة، والتي تذكرنا بالقمع الممارس في أنقرة وموسكو.

وبدورها تطرقت يومية "فولكس شتيمه" للقاء ترامب وبوتين:

لقاء الرئيسين الروسي والأمريكي في الأوقات الصعبة يعيد إلى الأذهان أزمة الصواريخ السوفيتية في كوبا في عهدي نيكيتا خروتشوف وجون كينيدي. آنذاك، في عام 1962، أفلح الزعيمان في منع اندلاع حرب نووية. تغير العالم اليوم، غير أن الخطر لا يقل عما كان موجودًا قبل أكثر من نصف قرن. ومن هنا فإن الحوار بين القوتين، أمريكا وروسيا، جوهريًا للنظام العالمي-مع أنه وفي الوقت الحاضر يمكننا الحديث عن اللانظام العالمي.

حتى يتمكن الثنائي، بوتين وترامب، من الفعل لا بد من مشروع يبشر بالنجاح. قد يكون إنهاء الحرب السورية أو كبح جماح كوريا الشمالية هو ذلك المشروع. بيّد أن التصورات المتناقضة اليوم هي من تحكم العلاقة بين واشنطن وموسكو، مما يحدوا بالقوتين إلى التمسك بالصورة الذهنية المشوهة عن الآخر وترسيخها. قد تكون محادثات هامبورغ بالفعل بداية جديدة للعلاقة بين البلدين. ما يدعم هذا القول هو الأجواء الودية للغاية. أما من ناحية المضمون فلم يرشح أي شيء حتى اللحظة.

كما ركزت صحيفة "شفيبشا تسايتونغ" على ما توصل إليه بوتين وترامب في لقائهما بخصوص الوضع السوري:

يكفي خبر اتفاق روسيا وأمريكا على وقف جديد لإطلاق النار في أجزاء من سوريا خلال لقائمةا على هامش قمة العشرين في هامبورغ للقول أن القمة كانت ذات فائدة. إذا توصل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وخصمه الروسي، فلاديمير بوتين، لاتفاق يمكنه الصمود فإن ذلك سيكون خطوة مهمة للنضال من أجل إنهاء الحرب المأساوية في سوريا. غير أن هذا لا يعني أن الأمور ستسير في القريب بشكل جيد في سوريا، ولكن اتفاق القوتين النوويتين يعني تجنب خطر مزيد من التصعيد.

أدت المشكلات التي لا تحصى إلى تعذر عقد لقاء قمة بين بوتين وترامب في كل من واشنطن وموسكو. ولكن قدمت قمة العشرين في هامبورغ فرصة للرئيسين لعقد لقاء دون أن يفقد أي منهما ماء وجهه. التقارب في تقييم الوضع في سوريا يمكن أن يؤدي إلى حدوث تقدم في الأزمة الأوكرانية. في زمان الحرب الباردة كنا نطلق على مثل تلك الاتفاقات إجراءات زرع الثقة.

إعداد: ح.ع.ح، ف.ي/خ.س

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية