روسيا اليوم تكشف عن صفقة بين بوتين وترامب في سوريا
تتناقل وسائل الإعلام الأمريكية أنباء مفادها أن واشنطن خلصت إلى ضرورة التنازل لموسكو في سوريا، وأن ترامب سيضع جملة من التنازلات على طاولة بوتين في لقائهما الأول على هامش الـ"20".
ويؤكد الإعلام الأمريكي وفي مقدمته موقع The Daily Beast نقلا عن مصادر في البيت الأبيض والكونجرس، أن تنازلات إدارة الرئيس دونالد ترامب تتلخص في الموافقة على بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، ونشر موسكو شرطتها العسكرية في مناطق وقف التصعيد في سوريا، لقاء القضاء على "داعش"، والتعاون مع الروس في المناطق الآمنة التي اقترحتها موسكو مؤخرا في سوريا، بحسب ورسيا اليوم.
أما المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية في الوقت الراهن، فتخضع حسب التنازلات الأمريكية المفترضة للقوى الموالية لواشنطن في سوريا وفي مقدمتها "قوات سوريا الديمقراطية" الكردية.
واعتبر الخبير الروسي في الشئون الإستراتيجية، إيفان كونوفالوف، أن جميع التطورات في سوريا سارت في الآونة الأخيرة على غرار ما شهدته الجبهات الألمانية سنة 1944، حينما قرر حلفاء موسكو الأنجلوساكسونيون فتح الجبهة الثانية على ألمانيا النازية التي كانت تحتضر مع تقدم الجيش الأحمر، الذي وصل آنذاك إلى مشارفها واجتاح أراضِ واسعة لها قبل بلوغ عاصمتها برلين.
وأضاف: "هم الآن، أي الحلفاء إن صح التعبير، التحقوا بالقتال في مراحله الأخيرة حتى خلصت جهودهم آنذاك إلى تقسيم أوروبا وهذا ما ينتظر سوريا على ما يبدو في صيفنا هذا".
وتابع: "الأمريكان لا يريدون شيئا في سوريا سوى البقاء في المناطق التي يشغلها حلفاؤهم الآن على الضفة الشرقية للفرات".
واعتبر كونوفالوف أن روسيا " الوجهة الوحيدة التي يمكن للولايات المتحدة مخاطبته على الحلبة السورية، لثبات مناطق وقف التصعيد، حيث إن الاتفاق مع إيران يعني ابتلاع السكين بالنسبة إلى واشنطن، التي يستحيل عليها كذلك الاتفاق مع أنقرة ظل الدعم الأمريكي المستمر للأكراد.
وأضاف: "واشنطن تسعى من خلال الاتفاق مع موسكو، تعزيز مواقفها في المفاوضات مع الأتراك، وتأجيج المواجهة مع إيران.
وتابع، أن العلاقات الروسية الأمريكية في الوقت الراهن باتت على مفترق واسع، وصار العالم يرى كيف يقرن الرئيس بوتين القول بالفعل وينتهج سياسة عقلانية وواضحة للجميع، فيما نظيره الأمريكي ترامب مقيد في مناوراته رئيسا لبلاده إلى درجة تجعل قراراته موضعا للطرفة والتندر".
وقال: "حتى ولو اتفق بوتين وترامب على خطة ما في سوريا، فإنه سيتعذر على الرئيس الأمريكي تطبيقها، والتاريخ شاهد على واشنطن التي فقدت مصداقيتها لتقلّب مواقفها والإخلال بوعودها.
وهذا الواقع يحملني على استبعاد إتمام أي اتفاق بين موسكو وواشنطن حول الأزمة السورية وربما سواها من النقاط الخلافية بين البلدين على حلبة السياسة الدولية، قمة بوتين ترامب، سوف تمثل انطلاقة جديدة في العلاقات الروسية الأمريكية، لكن من نقطة الصفر".