رئيس التحرير
عصام كامل

"فاينانشيال تايمز" تحث أوباما على بدء الدعم العلني للمعارضة السورية

الرئيس الأمريكي باراك
الرئيس الأمريكي باراك أوباما

أكدت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن الوقت قد حان ليتخلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن النهج الحذر الذي يستخدمه في التعامل مع الأزمة السورية، والبدء في تقديم الدعم العلني للمعارضة السورية.


ولفتت الصحيفة - في مقال افتتاحي أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة - إلى أنه منذ بدء الصراع في سوريا، لجأ الرئيس السوري بشار الأسد إلى اللغة ذاتها التي استخدمها وسيستخدمها قادة آخرون في المنطقة العربية، والتي تتمثل في "نظرية المؤامرة الغربية وخطر تنظيم القاعدة على استقرار البلاد".

وتابعت الصحيفة قولها "وقد استخدم الأسد هذه اللغة مجددا في حديثه الأخير مع التلفزيون السوري أول أمس، قائلا "إن الغرب دفع ثمن رعاية تنظيم القاعدة في الماضي، واليوم يدفع الثمن مجددا لما حدث في ليبيا ولا يزال يحدث في سوريا".

ورأت أنه في ظل تصاعد وتيرة الحرب الأهلية في سوريا، فإن الدبلوماسية الغربية تبدو وكأنها عالقة ما بين حذر يمكن تفهمه ولا مبالاة تهدد بفشل الدولة السورية وسقوطها في أيدي الجهاديين.

ومن هذا المنطلق، حثت الصحيفة أوباما وحلفاءه على ضرورة تعديل سياستهم تجاه سوريا،لاسيما وأن سياسة أوباما الحالية يبدو أنها باتت تتسبب في النتيجة التي طالما أراد أوباما أن يتفادها.

وأردفت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية تقول "وبرغم أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما يرى نفسه قائدا أنقذ بلاده من مستنقع العراق وأفغانستان،كما أنه ساعد في قيادة ودعم العمليات العسكرية في ليبيا لإسقاط العقيد الراحل معمر القذافي إبان فترة الثورة الليبية 2011، إلا أن قراره بالتراجع عن التدخل في سوريا، متجاهلا آراء مستشاريه الأمنيين فتح الطريق أمام دول عربية خليجية لتولي مسئولية إمداد المعارضة في سوريا بالسلاح".

واعتبرت الصحيفة أن خطورة هذا الأمر تكمن في أن استمرار الغرب في سياسته هذه وتراجعه عن دعم المعارضة، مهد الطريق أمام الأسر المالكة في الخليج والتي تتركز أهدافها في الأساس على دعم الطائفة السنية في سوريا في مواجهة العلويين ولا تعنيها حرية الشعب السوري.

وأضافت الصحيفة أن هذا الأمر قد ساعد في تحول سوريا لتصبح بمثابة نقطة جذب للجهاديين العالميين وتنامى نفوذ الجهاديين المحليين، مشيرة إلى أن سياسة عدم التدخل هدفها منع وقوع الأسلحة في الأيدي الخاطئة "الجماعات الجهادية"، ولكن الواقع يبدو عكس ذلك.

وخلصت "فاينانشيال تايمز" - ختاما - إنه مالم تتخلَ الإدارة الأمريكية وحلفاؤها الأوربيون عن سياسة الحذر أو التقاعس هذه، ويبدأون في تقديم الدعم العلني للمعارضة السورية "المعتدلة" التي تقاتل من أجل أن تنال حريتها وحرية أبناء الشعب السوري، فإن هذه السياسة ستبوء بالفشل، ويتمخض عنها تحول سوريا لتصبح أفغانستان آخر.
الجريدة الرسمية