رئيس التحرير
عصام كامل

مصر في مهمة خاصة لإنقاذ عائلة «آل سعود».. القاهرة تجهض خطة «تميم» لتوريط الرياض في دعم الإرهاب.. مخطط للاستيلاء على مليارات الدولارات السعودية.. وإسقاط حكم المملكة بمباركة تركيا

فيتو

دخلت مصر بكامل طاقتها الدبلوماسية والسياسية على خط الأزمة الحادثة بين دول الخليج الثلاث «السعودية والإمارات والبحرين».. القاهرة اختارت الانحياز لحليفها الإستراتيجي والتاريخى «الرياض» وألقت خلف ظهرها المناوشات والخلافات التي وقعت على مدى الشهور الماضية، والتي أصرت الدولة الرسمية على عدم الحديث عنها أو التطرق لها من قريب أو من بعيد، باستثناء بعض المناوشات الإعلامية التي وقعت من هذا الطرف أو ذاك.


قناعة مصر الرسمية وسط أمواج الخلافات التي حركتها قوى إقليمية تحيك للمنطقة المؤامرات –تركيا وإيران- يساندها في مخططها جماعة الإخوان الإرهابية، لتكرار سيناريو «قابيل وهابيل» بين جناحي الأمة العربية.

دعم الإرهاب
الهجمة الخليجية مدعومة بالموقف المصري ضد قطر، والإصرار على بعث رسالة إلى المجتمع الدولي بتوريط نظامها في دعم الإرهاب بالمنطقة، والتي عانت الأجهزة المصرية في جمع أدلته من كامل الدول العربية على مدى الشهور الماضية، لإنقاذ الرياض من فخ نصبته الدوحة لها منذ نهاية عهد الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، وحركت لوبيهات واشنطن بأموال قذرة هدفت في الأصل لإدانة السعودية رسميا بدعم الإرهاب، وتكللت جهود الشقيقة الخليجية المارقة بالنجاح بإصدار قانون «جاستا» الرامي لمعاقبة الدول الراعية للإرهاب، والهادف في الأساس إلى الاستيلاء على نحو 750 مليار دولار سندات سعودية موجودة في أمريكا من خلال أحكام تعويضات لعائلات ضحايا حادث مركز التجارة العالمي المعروفة إعلاميا بـ11 سبتمبر.

تميم وبن سلمان
لم يكن جر الرياض إلى قصة اتهام دعم الإرهاب، هو الوحيد في قائمة المؤامرة التي حاكتها الدوحة ضدها، مثل التخلص من الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي وقتها، وولي العهد حاليا، وهو هدف أعظم لأمير قطر تميم بن حمد الذي سعى جاهدا لتوريطه في حرب اليمن وجره هو الثاني إلى محاكمة أمام المجتمع الدولي، بذريعة ارتكابه مجازر بحق الشعب اليمني وحركت الآلة الإعلامية الغربية حول استخدام قنابل عنقودية في اليمن محرمة دوليا.

هدف تميم الرامي للتخلص من «بن سلمان» وليد «غيرة الشباب» خصوصا بعد حلم أمير قطر لسنوات في السيطرة على صناعة القرار الخليجي، بعد المساحة التي منحتها له إدارة الديمقراطيين في عهد أوباما، نظير خدماته في تنفيذ سيناريو الربيع العربي وتمكين تيار الإسلام السياسي –الإخوان– من حكم المنطقة.

ومع سطوع نجم «بن سلمان» أثناء توليه منصب ولي ولي العهد، فخخت قطر العلاقات بينه وبين الأمير محمد بن نايف ولي العهد السابق، وحركت من جهة ثانية أجنحة رافضة لصعوده داخل العائلة المالكة أبرزهم عمه الأمير أحمد بن عبد العزيز، بهدف خلخلة البيت السعودي، وتحريك حرب قبائلية بين أجنحة العائلة المالكة «آل سعود» والدفع بالرياض العاصمة التاريخية إلى المجهول.

مقاطعة قطر
دخول مصر الرسمي بكامل طاقة أجهزتها الأمنية وقنواتها الدبلوماسية إقيميا ودوليا، وانضمامها إلى الدول المقاطعة لقطر، تزامنا مع مخطط غربي بتحريض قطري يهدف لتوريط السعودية في دعم الإرهاب، بعدما نجحت الدبلوماسية السعودية في احتواء أزمة قانون أوباما –جاستا-، وظهرت هذه المؤشرات بقوة خلال الأيام الماضية، من خلال تقرير نشرته صحيفة «الجارديان» البريطانية –الممولة قطريا- قالت فيه: إن رئيسة الوزراء البريطانية «تيريزا ماي» تتستر على تقرير يتهم السعودية بتمويل التطرف في البلاد.

ودعا تقرير جمعية «هنري جاكسون» الحكومة إلى النظر في مطالبة المؤسسات الدينية في المملكة المتحدة، بما في ذلك المساجد، بالكشف عن مصادر التمويل الخارجي.

وتضيف أن على الحكومة الكشف عن السبب في عدم النشر، وقالت إنه «لأمر على غاية من الأهمية تحديد ما إذا كان التقرير ينتقد السعودية، وإنه ولكي تتم هزيمة الإرهاب يجب أن يكون السياسيون مطلعين اطلاعا كاملا على الحقائق، حتى وإن كانت غير مريحة للحكومة».

التقرير البريطاني سبقه تحركات مماثلة لعدد من الجهات الدولية من بينها «رايتس وواتش» المعروفة بتلقيها تمويلات من الدوحة، واستغلت حرب اليمن لتكيل الاتهامات وتحريض المجتمع الدولي ضدها وجمع أدلة حول استخدامها أسلحة محرمة وارتكاب مجازر جماعية ترقى لـ«جرائم الحرب».

عمليا أيضا بدأت وسائل الإعلام القطرية وعلى رأسها «الجزيرة» في تبني حملة ممنهجة متعلقة بدعم السعودية للإرهاب دون خجل أو مواربة زادت من وتيرتها بعد تولي نجل الملك سلمان ولاية العهد في البلاد.

القاهرة والدوحة
وما يعزز أدلة دخول مصر هذه المهمة الخاصة لإنقاذ عائلة «آل سعود»، ذاكرة تاريخ العلاقات المتوترة بين القاهرة والدوحة منذ عهد الرئيس الراحل أنور السادات والذي قيل إنه وصفها بـ«كشك الخليج»، مرورا بأيام الرئيس الأسبق حسني مبارك، وزاد توتر العلاقات في عهده؛ بسبب سياسة «الجزيرة» التحريضية ضد نظامه، وصولا إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، المتجرع الأكبر لمؤامرات قطر والتي وصلت لحد الدم، وبالرغم من ذلك لم تنشغل القاهرة الرسمية بتصرفات الدوحة «الصبيانية» ولا ممارستها لـ«العهر السياسي»، ورأس النظام المصري شخصيا –السيسي – ترفع في جميع تصريحاته حتى عن ذكر اسمها.

وجاء دخول القاهرة في المهمة فقط لإنقاذ شقيقتها الرياض، بالرغم من بعض النقاط الخلافية حولها وحدوث بعض الأمور التي تخالف عقيدتها الوطنية، والتي تجسدت في تصريحات وزيري خارجية السعودية والبحرين أمس ضد إيران خلال المؤتمر الصحفي لوزراء خارجية الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بالقاهرة، وهو الأمر الذي تنأى مصر في جميع المحافل الدولية والمحلية عن التطرق إليه؛ كونه يخالف أجندتها السياسية البعيدة كل البعد عن الصراعات القائمة بين «السنة والشيعة» في المنطقة، إضافة إلى ذلك لم يخرج تصريح واحد من أحد وزراء خارجية الخليج الثلاثة «السعودية والإمارات والبحرين» ضد تركيا التي تناصب القاهرة العداء أو حتى الحديث عن الحوادث الإرهابية التي لحقت بالمصريين نتيجة الدعم القطري والتركي للإرهاب داخلها.
الجريدة الرسمية