رئيس التحرير
عصام كامل

«مصير أوروبا مع زعماء بلا أبناء».. المستشارة الألمانية تواجه اتهامات بعدم الخوف على مستقبل القارة العجوز.. ماكرون ينفي مصطلح «الثقافة الفرنسية».. وأردوغان يستغل الموقف بالحث على ال

المستشارة الألمانية
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل

يغير إنجاب الأطفال حياة أي مواطن عادي في مختلف ثقافات العالم؛ إذ تتغير نظرته للحياة والمستقبل ويقرر التخطيط والعمل لتوفير حياة كريمة ومرفهة لأبنائه. ويؤثر إنجاب الأطفال أيضا على حياة وقرارات القادة والسياسيين، لرغبتهم في تلك الحالة في تأمين مستقبل أفضل لأبنائهم.


وسلط الصحفي الإيطالي "جوليو ميوتي" الضوء، في تقرير له بموقع "جيتستون" البحثي، على قيادة زعماء بلا أطفال قارة أوروبا، موضحًا أنهم زعماء يتسمون بالعصرية والتفتح وتعدد الثقافات، ويعرفون أن "كل شيء ينتهي معهم".


مستقبل البلاد
وأشار إلى أنه في الأمد القصير، من المؤكد - في تقييم أداء الزعيم السياسي- أن عدم إنجاب الأطفال يبعث على الراحة، فليست هناك أسرة تحتاج إلى نفقات، ولا حاجة إلى بذل تضحيات، ولا شكاوى من عواقب المستقبل، وحسب تقرير بحثي موَّله الاتحاد الأوروبي فعدم إنجاب أطفال يضمن غياب المشكلات، إلا أن الإنجاب والانتقال إلى مرحلة الأبوة أو الأمومة يعني أن لدى الزعيم السياسي الآن مصلحة حقيقية في ازدهار مستقبل البلد الذي يقوده. 


ميركل نموذجا
ولفت جوليو إلى عدم إنجاب عدد كبير من قادة أوروبا للأطفال مثل المستشارة الألمانية 'أنجيلا ميركل'، ورئيس الوزراء الهولندي 'مارك روته'، والرئيس الفرنسي الجديد 'إيمانويل ماكرون'، ورئيس الوزراء السويدي 'ستيفان لوفن"، ورئيس وزراء لوكسمبورج 'زافييه بيتيل'، والوزيرة الأولى الأسكتلندية 'نيكولا ستيرجون'.


مخاوف المستقبل
وأكد الصحفي والكاتب الإيطالي، أنه نظرًا لأن زعماء أوروبا لم ينجبوا أطفالًا، فليس لديهم ما يخشونه بشأن مستقبل القارة الأوروبية، مستشهدًا بما قاله الفيلسوف الألماني 'روديجر سافرانسكي': "لمن لم ينجبوا أطفالًا، يفقد التفكير في الأجيال القادمة دلالته. ولذلك، يتصرفون يومًا بعد يوم كما لو كانوا آخر الخليقة، ويرون أنفسهم آخر حلقة في سلسلة الإنسانية".


قارة تنتحر
ويقول 'دوجلاس موراي' في جريدة 'التايمز': "إن أوروبا تنتحر، أو على الأقل، لقد قرر زعماؤها الانتحار. فقد ضعفت اليوم رغبة أوروبا في التجديد، والقتال من أجل نفسها، أو حتى الإصرار على موقفها في أي خلاف كان". ويطلق 'موراي' على هذه الظاهرة في كتابه الجديد "موت أوروبا الغريب" اسم "الإرهاق الحضاري الوجودي".


أضواء ألمانيا
واعتبر جوليو أن 'أنجيلا ميركل' ارتكبت خطأ فادحًا عندما قررت فتح أبواب ألمانيا أمام مليون ونصف المليون من اللاجئين من أجل وقف الكارثة الديموجرافية في البلاد. وليس من قبيل الصدفة أن 'ميركل' التي لم تنجب أطفالًا تحمل الآن لقب "أم المهاجرين الرحيمة". ومن الواضح أن 'ميركل' لم تهتم كثيرًا بأن هذا التدفق الضخم من المهاجرين سيغير شكل المجتمع الألماني، ربما إلى الأبد.


ولا يختلف وضع المجتمع الألماني كثيرًا عن وضع المستشارة 'ميركل'، فوفقًا لإحصاءات الاتحاد الأوروبي، فإن 30% من النساء الألمانيات لم ينجبن أطفالًا، وترتفع النسبة بين خريجات الجامعة إلى 40%. وصرَّحت وزيرة الدفاع الألمانية 'أورسولا فون دير لاين' بأنه إذا لم يرتفع معدل المواليد، سيكون على البلاد أن "تطفئ الأضواء".


الثقافة الفرنسية
ووفقًا لدراسة جديدة نشرها المعهد الوطني للدراسات الديموجرافية في فرنسا، فإنَّ ربع النساء الأوروبيات اللاتي وُلدن في السبعينات من القرن الماضي قد يعشن بقية حياتهن دون إنجاب. ولا يختلف الحال في بقية بلدان أوروبا الكبرى كثيرًا. إذ تشير الإحصاءات إلى أن واحدة من بين كل تسع نساء وُلدن في إنجلترا وويلز في عام 1940 لم تنجب حتى سن الخامسة والأربعين، مقارنة بواحدة من كل خمس نساء وُلدن في عام 1967.


ورفض الرئيس الفرنسي الجديد 'إيمانويل ماكرون' تأكيدات الرئيس الفرنسي السابق 'فرانسوا هولاند' بأن "فرنسا لديها مشكلة مع الإسلام". ويرفض 'ماكرون' سحب جنسية الجهاديين مؤقتًا كما ينادي بما يمكن وصفه بأنه خليط من تعدد الثقافات. ويتحدث عن الاستعمار باعتباره "جريمة ضد الإنسانية". وهو من أنصار "الحدود المفتوحة"، غير المتفقة مع الثقافة الفرنسية.


غزو أوروبا
ولهذا السبب، يحث الرئيس التركي 'رجب طيب أردوغان' المسلمين على أن ينجب كل منهم "خمسة أطفال"، ويشجع الأئمة المسلمون أتباعهم المؤمنين على "إنجاب الأطفال" لغزو أوروبا. ويعمل المؤمنون بتفوق الإسلام على الإعداد لصدام الحضارات في أوروبا.

وشدد الصحفي الإيطالي على أن الزعماء الذين لم ينجبوا أطفالًا يقودون أوروبا إلى التهلكة، متسائلا: "لماذا يتعين عليهم الاهتمام بمصير أوروبا إذا كانوا سيشهدون نهايتها التي نعرفها قبل أن يغادروا هذه الأرض؟"... 
الجريدة الرسمية