رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس «القابضة لمصر للطيران»: انخفاض الخسائر رغم تحرير سعر الصرف وارتفاع الدولار

فيتو

  • خسائرنا منذ ثورة يناير وصلت ١٦ مليار جنيه
  • أغلبية الشركات التابعة حققت أرباحًا بالملايين خلال العام المالي ٢٠١٧/٢٠١٦ 
  • نتعاون مع الطيران الخاص بمبدأ القيمة المضافة بشرط الالتزام بمعايير السلامة والجودة 
  • حصة الشركة الوطنية من السوق المصري ما بين ٢٢ و٢٤ في المائة.. و٥٠ في المائة في مطار القاهرة فقط 
  • مطار القاهرة سيتعرض لغزو شركات طيران متعددة الجنسيات حال تطبيق السماوات المفتوحة 
  • نجحنا في موسم العمرة.. نقلنا ٢٥٠ ألف معتمر على متن ١٣٣٠ رحلة جوية.. ونستعد حاليًا لموسم الحج 
  • زيادة الترددات على القارة السمراء.. وبحث أوجه التعاون مع الشركات الأفريقية

تعرضت "مصر للطيران" لمواقف صعبة نتيجة الأزمة المالية الطاحنة التي تسببت في خسائر بمليارات الجنيهات؛ نتيجة ضعف التشغيل بعد أحداث يناير ٢٠١١، مثلها مثل كافة المؤسسات الاقتصادية والمواقع الإنتاجية، ورغم ذلك تقف بقوة وصلابة في مواجهة أزماتها، وفي نفس الوقت هي حريصة على المستوى المعيشي للعاملين الذين يبلغ عددهم ٣٤ ألف عامل؛ مما يؤكد أن المسئولين بالشركة الوطنية يقاومون بشدة الظروف التي تحيط بهم، ويصرون على المنافسة في كافة أنشطة النقل الجوي.

"مصر للطيران" تواجه ظروفا في غاية الصعوبة، منها امتلاك أسطول متواضع، حيث تمتلك ٨١ طائرة، بينما التشغيل الحقيقي للأسطول ٦٥ طائرة فقط، بعد وصول الطائرة الخامسة من صفقة التسع طائرات الجديدة من طراز البوينج ٨٠٠/٧٣٧.

حول العديد من الملفات والمشكلات المهمة، مثل مطالبة البعض بفتح السماوات لمطار القاهرة.. ووجود شركات طيران في دول الجوار تمتلك أسطولا كبيرا من الطائرات تطوف به مختلف بلدان العالم.. وعدم حصول "مصر للطيران" على دعم من الدولة، رغم أنها مملوكة لها.. وأن أعداد العاملين لا تتناسب مع حجم الأسطول المتواضع.. وأخيرًا تحرير سعر صرف الجنيه وارتفاع الدولار.. وأزمات أخرى كل ذلك دفعنا للغوص داخل أعماق المسئول الأول عن الشركة الوطنية صفوت مسلم، رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران، والذي اتسم الحوار معه بالصراحة والشفافية وأيضًا الجرأة، ولم لا وهو يؤمن بالعمل والتفانى فيه، وأن التخطيط العلمي المدروس والإدارة بالأسلوب الحديث دائمًا، وأبدًا، يؤدي لنتائج إيجابية، ويؤمن أيضًا بأن النجاح له مذاق خاص، والتاريخ لا ينسى أبدًا كل من حقق إنجازًا.. والمناصب لا تدوم لأحد مهما كان فدوام الحال من المحال.. من هنا تبدأ "فيتو" الحوار مع صفوت مسلم.

- ما إجمالي الخسائر لمصر للطيران؟
∞ الخسائر من يناير ٢٠١١، وحتى نهاية عام ٢٠١٦ وصلت إلى ١٦ مليار جنيه.

- وماذا عن خسائر العام المالي السابق؟
∞ انخفضت الخسائر بنسبة ٧٢ ٪ عن العام المالي ٢٠١٦/٢٠١٥؛ نتيجة زيادة التشغيل وارتفاع الإيرادات.. وكان لدينا أمل وطموح في الوصول إلى نقطة التعادل لولا بعض المتغيرات، ومنها تحرير سعر الصرف وارتفاع الدولار، وبخاصة أن معظم مكونات الطائرة بالعملة الصعبة.. ورغم أن القرار صائب إلا أن شركة الخطوط هي الشركة الوحيدة التي تأثرت بهذا القرار، بينما هناك شركات تابعة للشركة القابضة قد استفادت منه، خاصة أن معاملاتها مع الشركات والخدمة التي تقدم لها يتم تحصيلها بالدولار.

- ما حجم خسائر العام المالي ٢٠١٧/٢٠١٦؟
∞ بالطبع هناك خسائر نتيجة للأسباب التي ذكرتها، لكن لم تكن بحجم خسائر العام المالي ٢٠١٦/٢٠١٥، ويتم حصرها الآن من خلال الجمعيات العمومية لكل شركة، وأحب أن أذكر أن هناك مؤشرات لبعض الشركات التابعة تؤكد تحقيق أرباح بالملايين سيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب.

- ما سياسة مصر للطيران تجاه شركات الطيران الخاص؟
∞ بداية، نحن نتعاون مع الشركات الخاصة بمبدأ القيمة المضافة، وهذا يعني أنه إذا كانت الشركات بصدد فتح خطوط جديدة تضيف إلى الاقتصاد القومي فإن "مصر للطيران" مستعدة للتعاون معها بشرط الالتزام بمعايير السلامة والجودة.. وقد يكون هذا التعاون عن طريق ربط الخطوط الجديدة بشبكة مصر للطيران؛ مما يتيح للشركات الخاصة فرصا تسويقية خاصة، وبالتبعية تقوم مكاتبنا في دول العالم بالتسويق للخطوط الجديدة.

- ما موقفكم نحو مطالبة البعض بفتح السماوات في مطار القاهرة الدولي؟ وهل توافقون عليها؟
∞ هذا يتوقف على المفهوم الصحيح لفتح السماوات، والذي يضمن حماية الشركات الوطنية ضد الإغراق والمنافسة غير العادلة، فمثلًا الاتحاد الأوروبي بصدد إصدار تشريعات توفر الحماية لناقليه، وتحد من غزو بعض شركات الطيران لأوروبا واستحواذها على حصة تسويقية كبيرة تضر بمصالح الشركات الوطنية الأوروبية، وبالتالي لابد من وجود تشريعات قوية لحماية المنتج المحلي وحماية المستهلك.. إضافة إلى أن حصة "مصر للطيران" من السوق المصري تتراوح بين ٢٢ و٢٤٪ فقط، وهي نسبة قليلة لأن السماوات مطبقة في جميع مطارات مصر باستثناء القاهرة.. أما بالنسبة لمطار القاهرة فحصة الشركة الوطنية متوسطها ٥٠ في المائة، وهي نسبة عادلة جدًا لناقل وطنى في بلده.

- ماذا لو تم تطبيق فتح السماوات في القاهرة ؟
∞ مطار القاهرة سيتعرض لغزو من شركات طيران متعددة الجنسيات لزيادة حصتها السوقية، وهذا لن يضيف إلى السياحة بشكل كبير لكنها ستكون منافسة على الحركة الركابية الموجودة الآن، وسيؤدي ذلك إلى خسائر فادحة لمصر للطيران للظروف التي مرت بها ودورها كناقل وطنى يراعي البعد الاجتماعي الخاص بالعمالة الزائدة، ولديه تحديات تتمثل في الخسائر المتراكمة وتمويل النمو المستقبلي لكافة الأنشطة.

- من وجهة نظرك هل الـ٦٩ طائرة بعد استلام الـ٤ طائرات من صفقة البوينج الأخيرة وضمها للتشغيل كافية للمنافسة في سوق النقل الجوي؟ وماهي سياستكم نحو إمكانية تعظيم أسطول النقل الجوي؟
∞ أنا مع رأيك بأن الـ٦٩ طائرة تقلل قدرتنا على المنافسة.. من هنا كانت استراتيجيتنا المستقبلية الخاصة في العشر سنوات القادمة مبنية على النمو لاستعادة حصصنا السوقية المفقودة، ولتدعيم قدرتنا على المنافسة في الأسواق المختلفة، وخاصة أن حجم الشركة الحالي، وعدد عامليها الذين نعتز بهم يعتبر عبئا كبيرا ما لم تقم الشركة باستيعاب ذلك.. لذلك نستهدف وصول الأسطول إلى ٩٧ طائرة خلال الخمس سنوات الأولى اعتبارًا من العام المالي ٢٠١٦/ ٢٠١٧، وهذا يتوقف على إيجاد التمويل وتوافر الطائرات بالطرازات المطلوبة في الوقت المناسب، وقد كانت خططنا زيادة الأسطول إلى ١٠٥ طائرات، لولا المتغيرات الاقتصادية الأخيرة، التي استوجبت تخفيض المستهدف من زيادة حجم أسطول مصر للطيران.. ولدينا حاليًا فرق عمل تم تشكيلها تتولى الدراسة والتفاوض مع الصانعين لوضع خطة دقيقة لدخول طائرات جديدة خلال الخمس سنوات القادمة للوصول إلى المستهدف من تعظيم الأسطول.

- هل هناك نية لفتح خطوط جوية في قارة أفريقيا خلال المرحلة القادمة؟
∞ لدى الشركة الوطنية حاليًا خطة لزيادة الترددات على أفريقيا وبحث سبل التعاون مع بعض شركات الطيران الأفريقية لتحقيق فوائد مشتركة.

-حدثنا عن دور الشركة الوطنية حتى يصبح مطار القاهرة مطار محوري؟
∞ مطار القاهرة سوف يكون مطارا محوريا إذا توافر لدينا الأسطول الكافي والشبكة المخططة بعناية ومناطق ترانزيت بها خدمات تنافسية قادرة على منافسة المطارات الأخرى في المنطقة، إضافة إلى تسهيلات كبيرة في الحصول على تأشيرات الدخول وسياحة اليوم الواحد وفي المستقبل التأشيرات الإلكترونية.

- هناك ديون على "مصر للطيران" لدى "مصر للبترول" فماذا عن تسديدها ؟
∞ لقد تم الاتفاق مع "مصر للبترول" على جدولة الديون ويتم حاليًا سداد الاستهلاك الجديد بشكل منتظم وسداد جزء من الدين القديم.


- ما رأيكم في ضرورة تطبيق مبدأ الثواب والعقاب بالنسبة للعاملين ؟
∞ تطبيق هذا المبدأ ليس هو الوحيد، بل يجب أن نبذل المزيد من الجهد، ونعد أنفسنا لمكافأة المتميزين، ونلفت نظر المقصرين، وهذا ينطبق على جميع الأنشطة بما فيها المكاتب الخارجية.


- الاهتمام بالتدريب لرفع كفاءة العنصر البشري أصبح ضمن أولوياتكم منذ تولي مسئولية "مصر للطيران"، فما هي ملامح ذلك؟
∞ هناك في الوقت الحالي يحدث تغيير في السياسة التدريبية واستراتيجية التدريب في الشركة.. فقد تم إجراء دراسات عن الاحتياجات التدريبية في كافة الشركات التابعة للشركة القابضة، وجار الآن تحديد الأولويات ووضع البرامج التدريبية لتلبية هذه الاحتياجات.

- ما تقييمك لموسم العمرة هذا العام؟
∞ "مصر للطيران" لديها من الخبرة التي تؤدي إلى نجاحها في المهام التي تقوم بها؛ ومن ثم لم يكن جديدًا عليها أن يمر الموسم بنجاح بشهادة المسئولين بالطيران المدني والمعتمرين، وهذا لم يكن وليد صدفة بل جاء نتيجة استعداد جيد قبل بداية الموسم، وكل مسئول أو موظف يدرك مهامه جيدا.

- كم عدد المعتمرين الذين تم نقلهم على رحلات "مصر للطيران"؟
∞ "مصر للطيران" استطاعت أن تنقل اعتبارًا من بداية موسم العمرة وحتى منتصف يونيو الماضي مايزيد عن ٢٥٠ ألف معتمر على متن ١٣٣٠ رحلة جوية إلى كل من جدة والمدينة المنورة، مع التأكيد على تقديم كل سبل الراحة للمعتمرين خلال زيارتهم لبيت الله الحرام وحتى عودتهم بعد أداء مناسك العمرة.

- هل تم الاستعداد لموسم الحج القادم ؟ وما ملامحه؟
∞ جار حاليا فتح مكتب إدارة الحج والعمرة بشبرا وتلقي طلبات الحج، سواء من أفراد أو شركات السياحة وإصدار تذاكر الحج للهيئات وحجاج القرعة والجمعيات اعتبارًا من ٣٠ يوليو الجاري، ويستمر العمل به حتى ٢٦ أغسطس القادم حيث تبدأ رحلات السفر اعتبارًا من ٩ أغسطس بنقل حجاج القرعة إلى المدينة المنورة، بينما تبدأ رحلات العودة اعتبارًا من ٦ سبتمبر القادم.

- ما نسبة انتظام رحلات "مصر للطيران"، سواء للداخلي أو الدولي؟
∞ لا تقل عن ٩٥ في المائة.

- كم تبلغ أصول "مصر للطيران"؟
∞ أصولنا ١٧ مليار جنيه قبل ارتفاع سعر الدولار.

- هل تم تعديل حجم الأصول بعد ارتفاع سعر الدولار؟
∞ جار حاليا التعديل بالسعر الجديد والانتهاء منه.

- وهل هذا كاف للمنافسة في سوق النقل الجوي؟
∞ يجب أن نعرف وندرك جيدًا أن المنافسة في السوق تتطلب أن تكون الظروف متاحة، وأن يسود الهدوء، وتعود السياحة والاستثمارات، وتشجيع البنوك محلية وأجنبية لمنح التمويل المالي الذي يؤدي إلى التوسع.

- أخيرًا، ما طموحاتك للشركة الوطنية في المرحلة القادمة؟
∞ أولى طموحاتي وأمنياتي وأد الإرهاب الأسود والقضاء عليه نهائيًا بفضل وحدة الشعب المصري مع قيادته السياسية ومقاومته للحفاظ على كافة مكتسبات ثورة يونيو التي أعادت مصر إلى أحضان المصريين وعودة عجلة الإنتاج بكل قوة وأن تزدهر الحركة السياحية.. أما بالنسبة لمصر للطيران فأن تظل شركة طيران قوية بأبنائها المخلصين، تنافس بشراسة في سوق النقل الجوي وتظل دائمًا وأبدًا عملاقة بين الشركات العالمية بأسطول قوي وخبرتها وريادتها.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"....
الجريدة الرسمية