رئيس التحرير
عصام كامل

«الشغل مش عيب».. ورداني «طبيب أسنان» صباحا و«نقاش» بعد الظهر

فيتو

من أسرة ميسورة الحال تعمل في الزراعة، تعلق ورداني جمعة الطفل الصغير بوالده يذهب معه إلى "الأرض" يزرع ويقلع ويحصد، يده في يد والده، فشب الولد على أن العمل عبادة وسبيلا للحياة.


يقول أرسطو، إن الاستمتاع بالعمل يضفي عليه المثالية، ويبدو أن الاستمتاع الذي وصل حد الهواية وحده ما دفع ورداني جمعة، طبيب أسنان، إلى ممارسة هوايته المفضلة في "النقاشة" مساء، لم يهتم بنظرة الناس من حوله أو يأبه باستفساراتهم وتلميحاتهم الكثيرة، هو يعمل لأنه يحب العمل، فهو بجانب عمله في المستشفى يملك عيادة خاصة به، ومصدر دخله يكفي ولا يتركه للعوز بأي حال.

يختلف أبناء الحضر والريف كثيرا في العادات والتقاليد، فالأطفال في الريف منذ اليوم الأول لولادتهم يعملون في الزراعة، "أنا أحب العمل منذ طفولتي، منذ أن كنت تلميذا في المرحلة الابتدائي كنت أذهب مع والدي إلى الأرض وأعمل معه، وعندما دخلت كلية طب الأسنان جامعة الإسكندرية داومت على العمل بالنقاشة خلال الدراسة، كنت أنهي المحاضرات الخاصة بي ثم أذهب للعمل مع الصنايعية".

الاستمتاع وحده الدافع الأول للاستمرار في العمل.. "تخرجت وما زلت أحب العمل في النقاشة، فأنا أمارس العمل من دون علم والدي، فهو ينزعج كثيرا لعملي "صنايعي" وذلك يعود لأن مهنة الطبيب ذات وجاهة اجتماعية يحرص المصريون دائما على التباهي بها بين الأقارب والجيران".

ثقته في نفسه السبب الأكثر اتزانا لاستمراره في ممارسة هوايته في "النقاشة":" تعرضت بالفعل لمواقف محرجة، وكان أكثرهم عندما كنت طالبا في كلية الأسنان وبعد انتهاء محاضراتي ذهبت للعمل في إحدى الشقق السكنية، إلا أنني فوجئت أن تلك الشقة تابعة لزميلة معي في الدفعة نفسها، وقابلت الزميلة تلك المفاجأة بشيء من التجاهل خشية أن تعرضني للإحراج إلا أنني بادرتها بإلقاء التحية وتعريفها بنفسي، الأمر لا يمثل إحراجا لي، أنا طبيب وأمارس هواية خاصة بجانبها". 

يستعد الطبيب الثلاثيني للزواج: "ما زلت في مرحلة تجهيز عش الزوجية، وكنت حريصا على تشطيب الشقة بنفسي خصوصا النقاشة وطلاء الحوائط".

ضرب «ورداني» مثالا عظيما لشاب كسر التابوهات التي خلقها المجتمع من حوله، على الرغم من عمله طبيبا للأسنان والتي تدر عليه مبلغا من المال يسد باب العوز والحاجة إلى أنه حرص على العمل في مهنة أقل بكثير من ناحية الوجاهة الاجتماعية رافعا شعار "الشغل مش عيب".
الجريدة الرسمية