رئيس التحرير
عصام كامل

قطر تقلب الطاولة.. وزير خارجية الدوحة يغلق طريق المفاوضات: مطالبكم غير موزونة.. لن نوقع على شيكات مفتوحة.. لم نخشَ الثورات الداخلية.. ومرحبا بالحوار بدون إنذارات

وزير خارجية قطر
وزير خارجية قطر

شن وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الأربعاء، هجوما حادا على الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، واصفا قائمة المطالب التي قدمتها "السعودية والإمارات والبحرين ومصر" لبلاده مقابل استعادة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية، "بغير الموزونة وغير الواقعية" كما كانت أمريكا وبريطانيا تأمل.


الربيع العربي

مشددًا على أن دولته لم تخف من الربيع العربي لأنها تسمح عبر عدد من القنوات بالتعليقات السياسية المختلفة، على حد تعبيره.
وقال في خطاب ألقاه في مؤسسة "Chatham House" الدولية في لندن: "منذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع، بعد الخامس من يونيو، كنا نطالب بمطالب.. وفقط تحت الضغوط الدولية وخاصة الأمريكية قدموا لنا في 23 يونيو قائمة من 13 مطلبًا قالوا إن علينا أن ننفذها بحلول 3 يوليو.
شيكات مفتوحة
مضيفا، كان واضحًا لنا على الفور أنها لا تمثل شكاوى ضد قطر "معقولة يمكن التصرف بناءً عليها"، كما كان وزير الخارجية الأمريكي يأمل، وأنها "ليست موزونة وليست واقعية" كما قال وزير خارجية بريطانيا إنها يجب أن تكون. وعوضًا عن ذلك، طُلب من قطر (1) الحد من حرية التعبير، (2) تسليم الأفراد المعرضين لخطر التعذيب والتحكيم، (3) الحد من قدراتها الدفاعية، (4) مخالفة القانون الدولي، (5) تفويض سياستنا الخارجية للرياض وأبو ظبي، (6) التوقيع حرفيًا على شيكات مفتوحة لدول الحصار لدفع مبالغ غير محدودة من المال توصف بالتعويضات."

مشاعر معادية

مستطردا: "لو كانوا مهتمين بالفعل بمعالجة القضايا، لكانوا استخدموا الآليات المحددة في ميثاق مجلس التعاون الخليجي، وتحديدا آلية التحكيم المبينة في اتفاقية الرياض لعام 2014 التي يدَّعون أن قطر انتهكتها.
وانتهكت الدول المجاورة اتفاق الرياض الذي ينص على أنه يجب على الحكومات الأعضاء أن تتقدم بشكواها إلى الهيئة التنفيذية لمجلس التعاون الخليجي أولًا قبل اتخاذ أي إجراء ضد أي عضو في مجلس التعاون الخليجي. ومعظم المطالب لم تكن موضع اهتمام جيراننا العرب إلا أن الادعاء القائل بأن قطر تدعم الإرهاب يهدف بوضوح إلى خلق مشاعر معادية لقطر في الغرب."

الحوار والإنذار

وتابع: "أعلم أن هذه الرسالة لن تلقى قبولًا حسنًا في بعض عواصمنا المجاورة. ولكن هناك مشكلات خطيرة في منطقة الخليج والشرق الأوسط، وإسكات قطر لن يحلها، حل خلافاتنا ليس الحصار والإنذارات، إنه الحوار والمنطق."

مستقبل الحكم

واستطرد: "كل ما قلته اليوم يطرح السؤال الرئيسي: لماذا اتخذت ما أسماه "دول الحصار" هذه الإجراءات غير العادية وغير المبررة ضد دولة قطر؟ وبعبارة أخرى، لماذا يعتبر استقلال قطر تهديدًا لهم؟ أعتقد أن ذلك يرجع إلى أن لدينا وجهات نظر مختلفة بشأن السياسة والحكم في الشرق الأوسط، وحول أفضل طريق لمستقبلنا الجماعي."

المجموعات السياسية

وقال: "في قطر، نعتقد أن المواطنين في كل مكان يحق أن يكون لديهم حكومة تستجيب لاحتياجاتهم وتمثل مصالحهم. نحن لسنا ديمقراطيين، وهذه حقيقة ولا ندعي خلاف ذلك. ولكن نظامنا "الملكية الشورية" يتمتع بدعم واسع ومتحمس من شعبنا، كما أنه يُسهل قنوات مختلفة للسماح بتعليقات السياسة، وهذا هو السبب في أن قطر لم تندهش من انتفاضات الشعوب العربية في عام 2011. وهذا هو السبب في أن الحكومة القطرية - على عكس العديد من جيراننا - لم تشعر أبدًا بالتهديد من قبل الربيع العربي. هذا هو السبب في أننا فتحنا أبوابنا بثقة أمام المجموعات السياسية التي تدعو إلى التغيير - سواء كنا نتفق معهم أم لا."
الجريدة الرسمية