رئيس التحرير
عصام كامل

ياسر جلال.. أن تكون نجما مثاليًا «تقرير»

ياسر جلال
ياسر جلال

ليس سهلا أن تصبح محل إعجاب الجميع، وتصير فجأة حديث الناس والإعلام، فالشهرة سجن، لا تجعلك تتصرف بحرية؛ لأن الكاميرات تراقبك في كل مكان، والأصابع تشير إليك في كل اتجاه؛ تقيدك وتحاصرك وتحاكمك بعنف وقسوة، إذا أخطأت في كلمة أو نظرة أو حتى ابتسامة لم تخرج منك في موقف كان يجب أن تكون فيه سعيدا.


ليس سهلا على النفس أيضا أن يكون صاحبها نجما لامعا، فالنجومية مرض إذا لم يستطع الفنان ترويض نفسه، فكل الشواهد تؤكد لنا أن الفنان عندما يصبح نجما يتهافت عليه الجميع، فإنه يصاب بتضخم الذات، ويصير ضحية لمغبة الغرور فينطفئ مبكرا.

لكن نجما مثل ياسر جلال، والذي يعيش حاليا في قمة الشهرة وبؤرة الأضواء، فاجئنا بطبعه الطيب، وأخلاقه الكريمة، التي ظهرت في لقاءاته التليفزيونية بمنتهى التواضع والإيثار ونكران الذات، فالرجل على الرغم من نجاحه وتألقه، لا يقول "أنا"، يخجل من الاعتراف بنفسه وبقدراته، إلى هذا الحد صار ياسر جلال مثاليا في كل كلمة ينطق بها.

يقول: "كنت بتكسف أطلع في البرامج لما يطلبوا استضافتي، لأني كنت بحس إني معملتش حاجة أستحق أطلع أتكلم عليها قدام الناس"، يقول أيضا: "بتكسف أكلم أي منتج أو مخرج حتى لو عشان أشكره على حاجة عملها، عشان ميفتكرش إني عاوز دور في فيلم أو عمل ليه بعد كده".

إلى هذه الدرجة يتمتع ياسر الجلال بحساسية وخجل شديدي الوضوح في شخصيته والتي يمكن أن تفسر لماذا تأخرت نجوميته على الرغم من موهبته وجبروته في التمثيل بل وتفوقه على كل ممثلي جيله.

الجانب المثالي في شخصية ياسر جلال أيضا بجانب تواضعه، هي ثقافته والتي لم يلحظها الكثيرون حتى الآن، فهو رجل مسرحي في الأساس، تخرج في قسم التمثيل والإخراج بمعهد الفنون المسرحية سنة 1990، وكان أول دفعته، والمسرحيون معروفون بسعة اطلاعهم ولغتهم السليمة إذا نطقوا، وإجابتهم الدقيقة والواضحة إذا سئلوا، وهكذا ياسر جلال.

ففي الوقت الذي يخرج فيه أنصاف الموهوبين من الفنانين على الشاشات، متضخمين ذاتيا، متعالين على الجميع، لا يرون إلا أنفسهم، فإننا في نفس الوقت، أمام انتصار كبير ومكسب إنساني لا يقدر بأي ثمن في عالم الفن، وهي شخصية النجم ياسر جلال الذي يجمع بين الفن والموهبة والأخلاق، وهو ما يندر في وقتنا هذا.
الجريدة الرسمية