رئيس التحرير
عصام كامل

«مؤامرة الحدود الغربية».. مخابرات دولية تنفذ خطة «اختبار القوة».. القوات المسلحة ترد بسلاح الردع الجوي.. و«حرس الحدود» تستخدم أحدث أجهزة التتبع في عمليات التأمين والمطارد

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

خلال السنوات القليلة الماضية، وتحديدا منذ سقوط نظام الرئيس الليبي الأسبق، العقيد معمر القذافى، تحولت الحدود الغربية لمصر، إلى صداع مزمن، في رأس السلطة المصرية، حيث بدأت تتحرك على طول الـ1200 كم، الفاصلة بين مصر وليبيا، عناصر متطرفة، تحاول بشتى الطرق المتاحة، المرور إلى الداخل المصرى، لتنفيذ عمليات إرهابية.


السلاح.. هو الآخر أصبح أزمة جديدة تلاحق الأجهزة الأمنية المنوط بها حماية الحدود الغربية، في ظل حالة الانفلات الأمني التي أصبح عليها الوضع في ليبيا، والدعم اللوجستى الضخم الذي تحصل عليه الجماعات المتطرفة هناك، سواء لإبقاء الوضع مشتعلا في ليبيا، أو تمرير "كرات لهب" إلى الملعب المصرى، إضافة إلى صراع مخابراتي واسع في ليبيا من دول عظمي لتقسيم الكعكة.

اللافت للنظر أن القوات المسلحة المصرية أخذت على عاتقها تأمين هذه الحدود بالكامل، دون مساعدة الشريك الليبي على مدى أكثر من 5 سنوات، وحددت الأماكن التي تستخدمها العناصر المتطرفة، أو عصابات التهريب، وهو ما وضع على عاتق جيش مصر مسئولية أكبر، لهذا تشارك العديد من القوات في عمليات التأمين.

وبحسب مصادر فإن القوات الجوية تؤمن الحدود الغربية بالكامل، وتم دعم الحدود مؤخرا بطائرات هليكوبتر ومقاتلات، مهمتها إجراء مسح جوي، واستطلاع للمنطقة على مدار 24 ساعة، ونقل الإحداثيات والترددات في حالة رصد أي هدف ثابت أو متحرك في المنطقة للعناصر الأرضية، كما تقوم بالملاحقة الجوية حتى يتم القبض عليهم أو تقوم هي باستهدافهم حال هروبهم من القوات على الأرض.

وذكرت المصادر أن قوات حرس الحدود من جانبها تستخدم أحدث أجهزة التتبع وتقصي الأثر لملاحقة أي هدف على الأرض بعد رصده من القوات الجوية والقبض عليه، أو استهدافه في حالة عدم تنفيذ الأوامر الصادرة إليه بالتوقف. 

أما قوات المنطقة الجنوبية العسكرية، فتؤمن -بحسب المصادر- محافظة الوادي الجديد ومحافظات الصعيد حتى الحدود المصرية السودانية، وتتعاون مع القوات الجوية وحرس الحدود في تأمين الاتجاه الإستراتيجي الغربي مع قوات المنطقة الغربية العسكرية التي تؤمن شمالا مع الحدود الليبية.

عمليات اختراق الحدود
ونوهت المصادر أنه تم اختبار مقدرة الجيش المصري على المواجهة الحاسمة لعمليات اختراق الحدود الغربية، وقد أظهرت ثلاث عمليات اختراق خلال شهرين مدى جاهزية القوات وسرعتها في القضاء على الهدف وتدميره.

وكشفت المصادر عن تفاصيل جديدة فيما يتعلق بالعمليات الناجحة التي قامت بها القوات المسلحة مؤخرا بقولها: يوم 27 يونيو وردت معلومات مخابراتية عن محاولة رتل من سيارات الدفع الرباعي التسلل واختراق الحدود الغربية، وتحركت على الفور طائرات استطلاع بدون طيار، لكشف ورصد الهدف وإرسال الإحداثيات الخاصة به إلى القوات الجوية وعناصر حرس الحدود، وتم تعقبهم حتى وصلوا إلى منطقة واضحة لتطوقهم طائرات القوات الجوية، وتفتح النار على العناصر التي حاولت الفرار، وتمكنت من استهداف 12 سيارة دفع رباعي محملة بالأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة، بعدها ألقت عناصر حرس الحدود القبض على الفارين منهم المصابين لاستجوابهم عن الأماكن التي كان سيتم استهدافها والدول التي تمولهم.

وأضافت: العملية الثانية يوم 17 مايو عندما حاولت 8 عربات دفع رباعي محملة بالأسلحة ونصف طن حشيش و12 فردا من المهربين من اختراق الحدود في منطقة بحر الرمال، حاصرتهم القوات الجوية وألقت القبض عليهم قوات حرس الحدود وفرت منهم سيارتا دفع رباعي لاحقتها القوات الجوية ودمرتها بالكامل، أما العملية الثالثة فكانت في 8 مايو حاولت بعض العناصر الإرهابية القيام بعملية اختراق الحدود بـ15 عربة دفع رباعي محملة بالذخيرة والأسلحة تم رصدها والتعامل معها خلال 48 ساعة والقضاء عليها بالكامل.

من جانبه، كشف اللواء محمود منصور مؤسس المخابرات القطرية أن مصر أصبح لديها الآن كل المستندات والأفلام التي تؤكد أن قطر تقوم بتمويل الإرهاب بالسلاح والذخيرة والنقل البحري والجوي عن طريق ليبيا ينتظر تقديمها إلى الأمم المتحدة والمحكمة الدولية.

وأضاف: هناك اعترافات لإرهابيين عن الأشخاص الذين يدعمونهم بالسلاح، وسوف تقوم مصر باقتيادهم إلى المحكمة الدولية، لإدانة قطر على دعمها للإرهاب والدفع به إلى حدودنا الغربية، والقوات المسلحة ألقت القبض على عدد كبير من القيادات التنظيمية القادمة عبر الحدود الليبية وغيرها، ممن ارتكبوا أعمالا إرهابية بمصر ولديها أفلام وثائقية على أعمالهم على الأرض في طرابلس وسرت ودرنة، وسنحاكمهم أمام العالم كله بأفعالهم الشنيعة التي قاموا بها في حق الشعوب والمواطنين الأبرياء.

في ذات السياق قال اللواء محمود خلف، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية: لا بد من إشراك المجتمع الدولي في حربنا على الإرهاب، خاصة أن ليبيا أصبحت بمثابة الأرض الخصبة لجمع شتات مقاتلي التنظيمات الإرهابية من الإخوان المسلمين والقاعدة وجبهة النصرة وداعش، الذين تتولى تمويلهم دول في المنطقة هدفها إحداث خراب في المنطقة العربية، والكفيل الرئيسي للإرهاب في ليبيا قطر وتركيا وأجهزة مخابرات دولية معروفة.

وتابع: مصر ليست دولة ضعيفة، لكنها دولة محورية، وبعد نجاح العمليات العسكرية في سيناء بدأت التنظيمات الإرهابية في البحث عن أماكن أخرى تتيح لها تنفيذ عملياتها الإرهابية لتظهر صورة مصر أمام العالم بأنها دولة تعانى من الإرهاب ولا تتوافر بها أدنى معدلات الأمن.

من جانبه قال اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق: الجيش المصري لا يزال يواجه حربا شرسة من الخارج، نتيجة تماسكه والحفاظ على حدود الدولة وعدم تقسيمها كما كانوا يخططون، كما أن محاولات اختراق الحدود الغربية مستحيلة لعدة أسباب أبرزها السيطرة لكاملة للقوات الجوية التي تراقب كل كبيرة وصغيرة.

وأكمل: رغم المساحة الشاسعة للحدود الغربية، لكن الحرب فيها أسهل بكثير من سيناء، لأنها أرض صحراوية مفتوحة ومكشوفة لأجهزة الرادار وأجهزة القوات الجوية والأرضية.

في حين قال اللواء علاء عز الدين، المدير السابق لمركز الدراسات الإستراتيجية: نجاح القوات المسلحة في إحباط عمليتي تسلل على الحدود الغربية في أقل من 60 يوما يعتبر نجاحا كبيرا لاختبار مدي جاهزية القوات المسلحة والتعاون الكبير بينها وبين القبائل الليبية والجيش الليبي في محاربة الإرهاب.

"نقلا عن العدد الورقي"..
الجريدة الرسمية