توفيق الحكيم يكتب: الثورة المباركة
في مجلة "آخر ساعة" عام 1956 كتب الأديب توفيق الحكيم مقالا قال فيه:
أعتقد أن الكاتب الذي ينتمى إلى حزب يرتبط به ويجب أن يدافع عن تصرفاته ومواقفه السياسية بالحق وبالباطل، فإذا لم يعجبه التصرف في حزبه فلا يحق له أن يعترض.
وأنا بطبعى الذي جبلت عليه وورثته عن والدى ـــ وكان قاضيا ـــ لم ينضم هو الآخر لحزب من الأحزاب؛ لأن القاضى العادل والكاتب الحر هو الذي يكون مع الحق الذي يعتقده سواء كان هذا الحق عند هذا الجانب أو عند ذلك الجانب الآخر؛ لأن طرفي الخصومة سواء في نظر القاضى والكاتب الحر فإن موقفه هو الحكم بالعدل بين الطرفين.
خشيت أنى إذا دخلت حزبا ورأيت الحزب انحرف عما أراه أنا صوابا.. لن يكون في مقدرتي أن أخالفه ولذلك امتنعت عن الانتماء لأى طرف من الأطراف.
ذلك لأن الأحزاب في مصر في ذلك الوقت غير متفقة على أسلوب واحد أو رأى واحد، وأغلبها له عيوب ولذا جاءت ثورة 1952..
ووجدت آرائى وكتبى القديمة التي كان قد قرأها جمال عبد الناصر على الأقل ولم اكن حزبيا قرأ ما كتبته أنا بأن حالة مصر السياسية لم تبشر بخير للخصومات الحزبية ولابد من قيام ثورة أخرى سميتها في سنة 1945 بالثورة المباركة.. وتحقق ذلك بقيام ثورة يوليو 1952 وسميت فعلا بالثورة المباركة.
ألغت الأحزاب وتمشيًا مع مبادئى أيضًا لم أنضم إلى ثورة 1952 ذات الصفة الرسمية بل كنت بعيدًا عنها وعن زعمائها كلهم.