رئيس التحرير
عصام كامل

محمد غنيم يكتب: المقارنة نجاح لرمضان وظلم لتاريخ السقا

فيتو

عوامل النجاح السينمائي لا تقاس فقط بحجم الإيرادات، فهذه عملية لا تخضع بالضرورة لجودة العمل المعروض على شاشات السينما، ولكن هناك عوامل جذب جماهيري تجعل المشاهد يدخل السينما ويختار فيلما دون آخر.


قديما كان من ينتقدون نوعية بعض الأفلام التي قدمها الفنان محمد رمضان، التي لاقت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا على مستوى الإيرادات هم من يقولون إن النجاح ليس بالضرورة بالإيرادات العالية، وهم أنفسهم من يعولون الآن على الإيرادات ويقارنون بناء على ذلك.

ويتعمد الكثيرون وضع السقا ورمضان في المقارنة، معتقدين في ذلك بأن تفوق إيرادات فيلم السقا «هروب اضطراري»، على فيلم رمضان «جواب اعتقال» هو انتصار على محمد رمضان بما يحملونه ضد الأخير من أحقاد أو انتقاص من إمكانياته وموهبته.

إلا أنهم بذلك دون قصد منهم، قد أثبتوا نجاحًا جديدًا يضاف لتاريخ محمد رمضان الذي ما زال في أواخر العشرينيات من العمر وبدأ تاريخ أدوار البطولة المطلقة منذ 5 سنوات فقط، بوضعه في مقارنة مع فنان بلغ منتصف الأربعينيات ويقدم أدوار البطولة السينمائية منذ 17 عامًا، فأي مقارنة تلك، وهل تفوق فيلم رمضان في الإيرادات على فيلم الفنان محمد هنيدي يعني الانتقاص من تاريخ هنيدي وفشل فيلمه الجديد؟!

هذه مقارنات فاشلة تخرج عن السياق المنطقي لمقاييس النجاح، وأسأل كل من يتعمدون تلك المقارنة بعيدا عن فيلم السقا، هل فشل فيلم رمضان؟

الإجابة المنطقية لمن يجيد قراءة المشهد بما يحمله من عوامل عديدة ستكون بكل تأكيد لا لم يفشل وعلى العكس تماما، فقد نجح رمضان في تحقيق إيرادات عالية بفيلم يفتقد لعوامل جذب الإيرادات، فيلم ليس به أغنية واحدة، وليس به مشهد كوميدي أو مشهد رقص، وليس به المضمون الجاذب لصغار السن والشباب، فيلم يصلح ليكون قضية رأي عام يتم مناقشتها في برامج التوك شو، ورغم كل ذلك يستطيع الفيلم تحقيق الإيرادات، وينجح في تحقيق معادلة صعبة تعد مغامرة.

فيلم جواب اعتقال هو شهادة نجاح لرمضان في تغيير جلده السينمائي وتقديم نوعية جديدة تختلف عن أفلام السوق الرائجة خلال السنوات الأخيرة، ومختلفة عن أفلام رمضان التي استطاع الوصول بها إلى النجومية والجماهيرية التي لا ينكرها أحد.

وبالعودة إلى محاولات البعض للمقارنة، فلو كان مثلا فيلم عن العشق والهوى أو فيلم من 30 سنة في المنافسة مع فيلم عبده موتة أو قلب الأسد، هل كانوا سيلجأون وقتها للمقارنة كذلك من خلال الإيرادات؟ أشك في ذلك.

كل التحية للفنان أحمد السقا لعودته القوية ونجاحه بعمل استطاع أن يجمع فيه عوامل النجاح الفنية والجماهيرية، وكل التحية للفنان محمد رمضان الذي ينجح بجرأته وقدرته على التنوع وينفرد بتقديم نوعية عمل مختلف عن السائد، والمستفيد في النهاية من تلك المنافسة الفنية هي السينما المصرية والجمهور.
الجريدة الرسمية