«كوتة المصالحة».. تميم يعتمد مخطط «تقسيم المطالب».. السعودية الرابح الأول مقابل فتح الحدود.. الإمارات تفوز بمطلب تخفيف الضغوط الإعلامية.. وخروج مصر خاسرة من الأزمة القطرية سيناريو
قدمت الدول الأربع المقاطعة لقطر "مصر والسعودية والإمارات والبحرين"، قائمة تشمل 13 مطلبا مقابل عودة العلاقات مع الدوحة، حاضنة الإرهاب.
ومنذ اندلاع الأزمة ووصول مطالب الدول إلى نظام الأمير تميم بن حمد، تمارس الدوحة المراوغة السياسية من خلال دفع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد مطالبة الدول الأربع منحها يومين عقب انتهاء مهلة العشرة أيام، ثم طالب مدها 48 ساعة أخرى.
ألاعيب سياسية
وطبقا لما هو ظاهر حتى الآن من ألاعيب السياسة التي يمارسها تميم، توضح رغبته في الانتقاء بين الشروط الـ 13 بما يتوافق مع المصالح العاجلة والرضوخ أمام بعض الشروط التي تخص المملكة العربية السعودية بهدف تهدئة مخاوفها وفتح الحدود بشكل سريع بعد تكبد بلاده خسائر مالية هائلة.
أيضا لما تمثله الإمارات من أهمية عاجلة من المرجح موافقة تميم على مطالب تخصها لتخفيف الضغوط الإعلامية والسياسية التي تمارسها أبوظبى بهدف "تبريد" الأزمة.
خداع العرب
المقلق الآن هو نجاح تميم في خداع الدول الأربع وتصديع قائمة مطالبها بنظرية " الثور الأبيض والأسود" وتفكيك قائمة المطالب جغرافيا لتنتهى الأزمة في نهاية المطاف بخروح مصر "خالية الوفاض" دون تحقيق مكاسب تخصها بالرغم من وجودها في صلب الأزمة مع قطر لما تمارسه الدوحة من "عهر سياسي" معلن وخفى ضد استقرارها وتدعم الإرهاب على كامل أراضيها دون خجل أو مواربة.
مصر وقطر
وفر المئات من قادة الإخوان والجماعات المتطرفة المطلوبين أمنيا، الذين صدر بحقهم أحكام مختلفة بالسجن والإعدام نتيجة تورطهم في أعمال عنف تلت عزل الرئيس "المعزول" محمد مرسي، بعد احتجاجات شعبية عارمة على حكمه عام 2013.
وفتحت قطر أبوابها للإرهابيين الفارين وأتاحت لهم قناتها الإخبارية الجزيرة الترويج لأفكارهم، وشن هجوم على مصر والدعوة صراحة لعمليات عنف.
ولا يتسق موقف الدوحة مع المعايير المتبعة في العلاقات بين الدول بعدم إيواء المجرمين المطلوبين وانتهاج سياسة علنية لزعزعة استقرار مصر كبيرة الأمة العربية بهدف هدمها وتقزيم دورها.
ومن بين المطلوبين محمد الإسلامبولي أحد أبرز قادة الجماعة الإسلامية المتطرفة، وهو متورط في عدد من الأعمال الإرهابية، وعليه أحكام في الولايات المتحدة منذ العام 2005 لتقديمه الدعم المالي للقاعدة والتآمر لتنفيذ أعمال إرهابية.
كما تأوي قطر طارق الزمر الذي لعب دورا في اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، وهو متهم بالإرهاب والتحريض عليه، والقيادي في الجماعة الإسلامية محمد عفيفي الذي تستضيفه الدوحة بشكل متكرر والقيادي محمد الصغير، وهو على علاقة بجمعيات ومؤسسات قطرية تدعم الإرهاب.
وتأوي قطر الداعية المتطرف وجدي غنيم، وهو مرتبط بتنظيم القاعدة والجماعة الإسلامية، ويعمل على جمع الأموال دعما للإرهاب ويحرض على العنف والقتل.
وسائل إعلامية
ولم تكتف قطر بذلك، بل أنشأت ومولت وسائل إعلام جديدة ركزت كل أجندتها على مصر وركزت على إبراز العمليات الإرهابية التي تستهدف قوات الأمن والجيش والمدنيين على حد سواء، وكأنها كفاح مسلح.
وسياسة قطر في إيواء المطلوبين ليست جديدة بالنسبة لمصر، فقد استضافت وجنست يوسف القرضاوي الزعيم الروحي للإخوان منذ أكثر من عقدين.
تحريض دولى
دوليا أيضا لم يفوت أمير قطر فرصة بهدف التحريض دوليا على مصر، بهدف تكبيل نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالضغوط الخارجية عبر وسائل إعلام غربية نجحت قطر في اختراقها بـ"المال الحرام" وشراء أقلام كتاب كبار تحولوا بفضل المال القطري إلى أقلام تطلق الرصاص صباح كل يوم على مصر.
أيضا لم تترك الدوحة منظمة حقوقية دولية خزائنها جاهزة لتلقى التمويل بهدف إصدار بيانات التنديد والمطالبة بفرض عقوبات على القاهرة بذريعة حقوق الإنسان وأحكام الإعدام الصادرة في حق قيادات الإخوان الإرهابية.
مخاوف تبريد الأزمة
خروج مصر خاسرة عقب انتهاء لعبة الكل ضد قطر، ربما يكون حتى الآن في دائرة الشكوك السياسية لم يخرج من نطاقها لكن في نهاية المطاف يجب على الجميع استيعاب درس تاريخ الخلافات مع قطر وكيف نجح هذا النظام المراوغ في تفتيت الإجماع واقتناص الفرص للانقضاض على الضحايا من جديد عقب التقاط الأنفاس.