فيها حاجة حلوة.. محمود عمارة!
من مواليد سنة 1952، درس بكلية الحقوق جامعة القاهرة، وهاجر إلى فرنسا عام 1974، حيث بدأ حياته العملية وأسس أكثر من 18 شركة في عدة مجالات مطاعم وغذاء وملابس وزراعة. في عام 1994 كان أول عربى يفوز بجائزة غرفة التجارة والصناعة الفرنسية كصاحب أفضل شركة في فرنسا، وذلك من بين 26 ألف شركة. حصل على الماجستير في الاقتصاد السياسي من جامعة السوربون عام 92 ثم الدكتوراه عن الديون الخارجية لدول العالم الثالث وآثارها السياسية.
شارك في تأسيس الاتحاد العام للمصريين في الخارج وكان نائب رئيسه، وهو أيضا مؤسس الجالية المصرية في فرنسا ورئيس مجموعة المصرية الفرنسية للاستثمار الزراعي، وأيضا رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين في فرنسا.. هاجر من فرنسا إلى أمريكا وأسس فيها شركات واستصلح اراضي زراعية وواصل نجاحه في الغربة، له العديد من المؤلفات ومئات المقالات الصحفية في الأهرام والمصري اليوم والوطن.
إنه المفكر والكاتب الدكتور محمود عمارة العاشق لتراب مصر، رغم أنه حقق نجاحا كبيرا خارجها، فلم يكن سعيدا بذلك لأنه يبني في غير ملكه ويعمر لغيره، فقرر العودة لبلده حتى يعطيها علمه وخبرته، واختار أصعب مجال في الدنيا وهو زراعة الصحراء، وبالفعل عام 1999 حصل على قطعة أرض صحراوية بشكل رسمي صحيح، ما زال يطاحن مع الدولة لإنهاء إجراءات تمليكها، ولكنه لم يحبط ولم ييأس أو يستسلم للبيروقراطية الفاسدة، فكان يناضل على جبهتين في دهاليز الحكومة والصحراء حتى حولها إلى جنة خضراء وأنتج للسوق المحلي وللتصدير.
د .عمارة أسس جمعية خدامين مصر، وبنك الأفكار والقيادات، وهو يرى أن مصر لديها كل مقومات التقدم، ولكن أزمتها الحقيقية في القوانين الفاسدة، والأيدي المرتعشة، لذلك كان ومازال ينادي بنسف ترسانة القوانين واللوائح، وبناء هيكل تشريعي جديد تماما يساهم في الانطلاق، ولا يكبل المسئولين وهو يطالب بالاستفادة من تجربة المغرب التي نسفت قوانينها، ثم ترجمت القانون الفرنسي إلى اللغة العربية وطبقته فأصبحت نمرا اقتصاديا..
د. عمارة كلمني أمس بعد أن قرأ مقالي حول علماء مصر في الداخل الذين يحملون الوطن على أكتافهم، ومع ذلك لا يلقون الاهتمام مثل علماء الخارج، وأبدى إعجابه بالمقال ويتفق معي أن المصريين في الخارج ثروة كبيرة، ولكن لا نعرف كيف نستفيد منهم مثل استغلال إسرائيل لعلمائها في المهجر، فالمشكلة كانت عند الدولة والوزيرة نبيلة مكرم حاليا تحاول علاج مشكلات الماضي، ولكنه يخاف إذا ما تركت منصبها أو تم إلغاء الوزارة تضيع كل جهودها، ولذلك هو يتمنى كما كتبنا أن يكون هناك عمل مؤسسي ورؤية للنهوض بمصر يضعها أبناؤها المخلصين في الداخل والخارج، رؤية غير مرتبطة بالأشخاص ولا تتغيير بتغيرهم..
د. عمارة عاتبني لأنه فهم من مقالي أنني أشكك في كل مصري يحمل جنسية أخرى أو جواز سفر أجنبي، وهذا غير صحيح فأنا لم اقصد ذلك إطلاقا، لأن هدفي من المقال هو إعطاء علماء الداخل حقهم، لأنهم البناة الحقيقيون لهذا البلد، فلم يهربوا من المسئولية وعاشوا انتصاراته وانكسارته، فالتحية واجبة لهم ولكل من يعمل بإخلاص وبدون بروباجندا كاذبة من علمائنا في الخارج، واللهم احفظ مصر التي نعشقها ولا نحمل سوى جنسيتها وليس لنا وطن غيرها.