كذب متناسق!

بعد مرور يومين على قرار رفع أسعار البنزين وبقية المنتجات البترولية (سولار ومازوت وغاز وبوتاجاز) انتفض مسئولو الحكومة وخبراؤها لشرح هذا القرار وضروراته للناس في محاولة لإقناعهم به بعد أن اكتشفوا تدنى حالة الرضا على الحكومة وإصلاحها الاقتصادى.

والملاحظ على هذه الانتفاضة الحكومية أن مسئوليها وخبراءها أغرقوا الناس في شرح فنى لا يتسم بالبساطة وليس سهلا على الفهم ناهيك بالطبع على القبول.. غير أن الأدهى من ذلك أن بعض المسئولين والخبراء ظهروا أمام المشاهدين على شاشات التليفزيون وكأنهم لا يقولون الصدق أو الحقيقة وتحديدا يبالغون في أرقام دعم المحروقات والطاقة.

وأبرز مثال على ذلك تقديراتهم التي تقول إنه رغم رفع سعر بنزين 92 فإن الحكومة مازالت تدعمه بأكثر من سعره الجديد.. بينما فسره البعض أيضا عدم زيادة بنزين 95 بأنه صار منذ سنوات غير مدعوم وبالتالى لا ضرورة لرفع سعره.. وهنا وقع هؤلاء في التناقض.. فكيف يقدرون سعر بنزين 92 بلا دعم بأكثر من سعر بنزين 95 غير المدعوم؟!

أن هناك مثلا شعبيا شهيرا يقول (كذب مساوى أي متناسق ولا صدق ملخبط).. فالصدق المتناقض يثير الشك فيمن يقوله!