أول سيدة تتولي رئيس وحدة محلية بالفيوم : بعض الأهالي يلقون القمامة بجوار الصناديق
شهدت محافظة الفيوم في عام 2017، تطورا كبيرا في تولي العنصر النسائي مناصب قيادية في المحافظة، لتبدأ المرأة في الفيوم مشوارا جديدا يصنع لها تاريخا، بعد أن اقتصر تاريخ القيادات النسائية بها على الراحلة عائشة حسانين الملقبة بأم الفيوم.
بدأ تاريخ القيادات النسائية الحديثة بتعيين الدكتورة أمال هاشم وكيلا لوزارة الصحة، تلاها تعيين سيدتين في منصب رئيس وحدة محلية لأول مرة في تاريخ الإدارة المحلية بالفيوم.
شيرين محمد محمود عبد السميع، رئيس الوحدة المحلية لقرية كفر محفوظ التابعة لمركز طامية، تخرجت في كلية التربية جامعة الفيوم، تدرجت في الوظائف بدءا من مدرس لغة إنجليزية عام 2001، ثم اتجهت للعمل بمجال التنمية المجتمعية بمؤسسات المجتمع المدنى لمدة 10 سنوات، والعمل في المجلس القومى للطفولة والأمومة وجمعية الشابات المسلمات "مشروع مبادرة تعليم الفتيات" لمدة 6 سنوات حصلت خلالها على العديد من الدورات التدريبية التي أثقلت مهاراتها مثل التخطيط وإستراتيجيات التعلم النشط ومعايير الجودة، وشاركت خلالها في إنشاء 300 مدرسة مجتمعية في كافة قرى وعزب ونجوع مراكز محافظة الفيوم، ثم التحقت بالعمل في مشروع دعم التعليم المجتمعى الممول من مؤسسة مصر الخير والمنفذ من خلال جمعية تنمية الأسرة والمجتمع المحلى بالفيوم، واستطاعت توفير أدوات مدرسية لكافة مدارس المشروع على مستوى محافظات شمال وجنوب الصعيد بمبلغ يقارب المليون جنيه، مجانًا لهذه المدارس كتدبير تمويل من جهات المجتمع المدنى، بالإضافة إلى توفير نحو 50 موقع لإنشاء مدارس التعليم المجتمعى عليها.
وتقدمت بعدها من خلال مسابقة رسمية لشغل منصب رئيس وحدة محلية منذ 6 أشهر، واجتازت كافة الاختبارات المؤهلة للمنصب، ليتم ترشيحها رئيس للوحدة المحلية بقرية كفر محفوظ، وكان لـ "فيتو" معها هذا الحوار.
*في البداية كيف تقدمتِ لشغل منصب رئيس وحدة محلية؟
تقدمت مثلى مثل باقى المتقدمين، وحضرت أكثر من مقابلة اجتزتها جميعًا وبعدها علمت بخبر ندبى من عملى بالتربية والتعليم للعمل رئيسًا للوحدة المحلية بقرية كفر محفوظ وأتمنى أن أتمكن من خدمة أهالينا هناك وأقدم لهم خدمة تليق بنا جميعًا وفق الإمكانات المتاحة لدينا.
*هل هناك خطة أعددتيها للنهوض بالقرية وتوابعها؟
قرية كفر محفوظ من القرى التي تقع على الطريق الرئيسى ويتبعها 22 عزبة وأنا استلمت مهام عملى بتاريخ 19 يونيو وفى خلال هذا الأسبوع تمكنت من زيارة كافة العزب التابعة وتعرفت على مشكلات القرية وتوابعها وبدأت في إجراءات وضع الحلول للمشكلات العاجلة كمياه الشرب بعد التواصل مع المرفق ورئيس مدينة طامية المهندس محمد سيد عيد، بالإضافة إلى مشكلات الإنارة وتمكنا من جلب موافقة على إنارة الشوارع بالقرية والعزب، بالإضافة إلى تعاون المجلس القومى للمرأة معنا في استقدام 1000 استمارة بطاقة رقم قومى لسيدات القرية الأم والتوابع مجانًا وهذا يعد بداية موفقة تمهيدًا للدخول في المشكلات المتراكمة ومحاولة حلها، بالإضافة إلى قيامى بإصدار أمر إدارى بتعيين مشرف عام للنظافة للمتابعة المستمرة والنظافة بشكل يومى في القرية.
*ماذا عن إمكانيات الوحدة المحلية وهل مواردها تساعدك على حل المشكلات؟
من المؤسف أن الوحدة ليس لها أي موارد للدخل على الرغم من وقوعها على الطريق الرئيسى، إلا أن دخلها منعدم تمامًا ووضعت خطة للارتقاء بالقرية حتى نتمكن من جلب الموارد التي تساعدنا على النهوض بها وبتوابعها.
*وما معالم هذه الخطة؟
أعددت مذكرة لاستغلال المصرف المغطى الذي يقع في الطريق الرئيسى بالقرية وإنشاء مجموعة من المحال التجارية عليه على أن يتم الاستعانة بأساتذة من كلية التربية النوعية لنعطى شكلا جماليا لهذه المحال بحيث تدر دخلا للوحدة نتمكن من خلاله من حل مشكلات القرية وتوابعها، واقترحت في مخططى أن يتعاون معنا أساتذة التربية النوعية بحيث تتضمن مشاريع التخرج بالنسبة للطلبة أن يعطونا شكلا جماليا لهذه المحال كمشاركة مجتمعية لتزيين مدخل القرية، بالإضافة إلى أفكار أخرى سنطرحها في حينه
*القمامة مشكلة المشكلات كيف ستعملين على حلها؟
نشن حملات نظافة على الشوارع الرئيسية ومداخل القرية الأم والتوابع حتى في أيام الأجازات، ولكن المشكلة أن الصناديق منتشرة في القرية وبعض الأهالي يلقون القمامة بجوارها وهو ما نحتاج إلى تغييره، واقترحت لتغيير سلوك المواطن تنظيم حملة لطرق الأبواب بالقرية لتوعية المواطنين بأهمية العناية بنظافة الشارع.
*طبيعتك كأنثى هل تجبرك على العمل ساعات أقل من الرجال؟
أرى أن العمل لا علاقة له بالنوع فمن يريد أن يخدم مجتمعه وأهله لا يحتاج إلى أن ينظر من هذا أو من هذه فلكل منا رؤية وتختلف من رجل إلى آخر ومن سيدة إلى أخرى والمهم ماذا تريد أن تفعل وكيف تطبق وجهة النظر التي تتفق مع الصالح العام؟
*هل خروجك بعد منتصف الليل لإزالة مبنى مخالف أزعجك؟
بالعكس تمامًا فور إبلاغى بالواقعة تواصلت مع المهندس محمد سيد عيد رئيس مجلس ومدينة طامية وقمنا على الفور بإزالة التعدي، وحررنا المحضر اللازم.
*ثقافة المواطنين في الريف تختلف عن الحضر كيف استقبلك أهالي القرية؟
أصبح العالم قرية صغيرة لافرق بين مدينة وقرية أو نجع، والمواطن لا يهمه الا العمل والتطوير والخدمات المقدمة إليه ولا ينظر إلى كونى سيدة أو رجل هو يريد أن نقدم له الخدمة بصورة أفضل.
أما أهالي قرية كفر محفوظ فقد استقبلونى بالترحاب فأنا بنت قرية مثلهم وأعرف طقوس القرى وكيف يتعاملون مع أبنائهم خاصة وإن كانوا يريدون نهضة قريتهم.