شاهد في اقتحام السجون: الإخوان دبرت للأحداث من خلال الاستعانة بـ«حماس»
استمعت محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، لشهادة الضابط محمد نجم، في القضية المعروفة إعلاميًا بـ"اقتحام السجون".
وأشار الشاهد إلى أنه كان يعمل بمكتب أمن الدولة بالسادات وقت الأحداث، وأضاف بأن اختصاصه هو متابعة جميع الأنشطة بتلك المنطقة الجغرافية، وأوضح الشاهد مسئولياته؛ ليؤكد بأنه كان مختصا بمتابعة متطلبات كافة المعتقلين السياسيين بسجن وادي النطرون، ومنها متطلبات العلاج والدراسة والزيارة، موضحًا معنى توصيفه المحتجزين بالمعتقلين، بأنهم من صدر لهم قرار وزاري، وإيداعه بالسجن لمدة محددة.
وانتقل الشاهد لذكر تفاصيل وقائع القضية، ليشير بأن المناوشات من قبل نزلاء سجن 2 بمنطقة وادي النطرون، بدأ في يوم 26 يناير 2011، وذلك في عنبر 1 و2، وهو الخاص بالنزلاء من التكفيريين، ومن بينهم بدو سيناء، وأرجع ذلك إلى أن هؤلاء المحتجزين كان لديهم تليفزيونات، وكانوا بتابعون القنوات الفضائية، الأمر الذي أوصل إليهم حالة البلاد، فنشبت المناوشات بناء على ما يتابعونه من أحداث.
وتابع بأنه أخطر يوم 29 يناير، بأن هناك مأمورية قادمة لسجن 2، وكلف بتجهيز عنبر 3 المخصص للإخوان؛ ليشدد على أنه وقبل غروب شمس يوم 29، حضرت المأمورية، وضمت 34 نزيلا، عرف منهم سعد الكتاتني وسعد الحسيني، فضلًا عن حمدي حسن والذي أشار إلى معرفة سابقة بها؛ لكونه كان عضوًا في مجلس الشعب عن دائرة مينا البصل، حينما كان هو ضابط بقسم الدخيلة.
وسرد الشاهد تفاصيل الحديث الذي دار بينه وبين "حسن"؛ ليؤكد بأنه قدم إليه ليصافحه، وسأله: «إنت إيه اللي مقعدك لغاية دلوقتي؟!!»، فرد عليه: «أسيبك لمين يا دكتور؟!»، فأجاب عليه الضابط: «إحنا خارجين يا النهاردة يا بكرة بالكتير»، فرد الضابط: «عيب إنت قديم.. حد ييجي النهاردة ويمشي بكرة»، فرد عضو مجلس الشعب السابق عليه: «هنقعد النهاردة نشكل الحكومة، وهنلغي أمن الدولة».
وذكر الشاهد بأن حالة التمرد بالسجن زادت خلال ذلك اليوم، ووصل إليهم خبر استشهاد اللواء البطران في اقتحام أحد السجون؛ ليؤكد بأن مكتب السادات طلب الدعم من القاهرة خشية اقتحام السجون.
وسرد الشاهد كيفية حدوث اقتحام سجون وادي النطرون، ليذكر بأن السيارات المزودة بأسلحة ثقيلة كانت تتبادل الأعيرة النارية مع قوات شرطة التأمين، حتى نفاذ ذخيرة التأمين الشرطية، مما اضطرهم للانسحاب، ومن ثم يتدخل "لودر" ليقتحم البوابة الرئيسية وكسرها، ومن ثم يدخل على السجون الداخلية واقتحامها بذات الطريقة دون مقاومة؛ لأن القوات كانت قد انسحبت بعد نفاذ الذخيرة.
وأوضح الشاهد بأن اقتحام العنابر التي بها بدو سيناء، كانت بطريقة مختلفة، حيث أشار إلى أنهم كانوا يقومون بإطلاق وابل من النيران على قفل الباب، فهربوا المساجين الموجودين بعنبر الإعدام، وكان به 8 من شمال سيناء.
وأضاف الشاهد بأن جماعة الإخوان هي من دبرت لوقائع اقتحام السجون، من خلال الاستعانة بحلفائها والذراع العسكري لها حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مدللًا على ذلك بأنه بسؤال بعض المساجين ممن تبقوا ولم يغادروا السجن بعد اقتحامه، وذلك لقضائهم فترة طويلة من عقوبتهم، أفادوا بأن القائمين على اقتحام السجن كانوا يتحدثون لهجة بدوية غير مصرية، وطلبوا منهم مغادرة السجن تحت تهديد السلاح.
وتأتى إعادة محاكمة المتهمين، بعدما ألغت محكمة النقض في نوفمبر الماضي الأحكام الصادرة من محكمة الجنايات، برئاسة المستشار شعبان الشامي بـ«إعدام كل من الرئيس الأسبق محمد مرسي ومحمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية ونائبه رشاد البيومي، ومحيي حامد عضو مكتب الإرشاد ومحمد سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب المنحل والقيادي الإخواني عصام العريان، ومعاقبة 20 متهمًا آخرين بالسجن المؤبد»، وقررت إعادة محاكمتهم.