رئيس التحرير
عصام كامل

قطر وقنديل البحر وكحك العيد.. الموضوع كبير!


هناك.. في أقصى الجنوب الغربي من الكرة الأرضية.. ومن إحدى قواعد إطلاق الأقمار الصناعية تسمى "كورو" تقع في "غويانا".. أو "غويان" كما يسمونها و"غويانا" أو "غويان"، هي إقليم فرنسي تقع في "مستعمرات" ما وراء البحار الفرنسية أو تحديدا على الساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية بالقرب من البرازيل وفي 29 أغسطس 2013 أطلقت قطر قمرها الصناعي "سهيل 1" الذي كانت قبله وفي منتصف 2010 قد اتفقت مع شركة "عربسات" للبث على نفس المدار ليلتقط مشاهدي "عربسات" بث "سهيل 1" دون متاعب.. ووقتها أكد القطري أحمد الرميحي لوكالة الأنباء الألمانية حرفيا ما يلي: "فكرة امتلاك قطر لقمر صناعي لأجل ضمان خطط طموحة لاستقلالية تقديم خدمات الإعلام الهادف وأن يكون لقطر السيطرة على البث الفضائي لقنواتها بعيدا عن المضايقات القائمة نتيجة امتعاض البعض من مواقف قناة الجزيرة أو مواقف الدولة السياسية"!


ماذا تعني السطور السابقة ومنها ما يلي في 2010؟ تعني ببساطة أننا أمام تخطيط كبير وبعيد الأمد رصدت له أموال طائلة للهيمنة على إعلام المنطقة وأن هذا المخطط قديم والقائمون عليه يعرفون ماذا يفعلون بكل دقة!

عندما نكرر ما قلناه سابقا من رصد قطر لمبلغ يصل إلى 7 مليارات دولار للهيمنة على الإعلام الجديد.. أو الإلكتروني.. المهيمن الآن على توجيه الرأي العام وصناعته يمكننا إذن فهم دور الإعلام المذكور في حرب قطر على الآخرين وهو منطقي لدولة صغيرة لا يمكنها اللجوء للحرب العسكرية أو حتى الاقتصادية، ولذلك ليس غريبا عدد وسائل الإعلام الإلكترونية التي تديرها قطر من مواقع وصحف إلكترونية إلى لجان خفية لا تعلن طبعا عن نفسها ليس فقط للدفاع عن قطر التي يبدو مؤيدوها كثيرون بفضل هذه اللجان..

أو بنتائج التصويت التي تتم هنا وهناك على استفتاءات سياسية تلعب فيها اللجان الإلكترونية دورا مهما في توجيهها بل أيضا في حرب "الهاشتاجات" التي تنطلق كل حين وتتصدرها قطر ليس عن دعم حقيقي، وإنما عن تدخل مباشر لهذه المجموعات!

الآن.. قادة الحرب الإلكترونية الإعلامية القطرية لا يدافعون عنها فقط وإنما أيضا الهجوم على خصومها ومن هنا يمكننا فهم هذا التزامن بين فيديوهات بذيئة حديثة وأخرى بذيئة لكنها قديمة تحاول النيل من مؤسسات مصرية وطنية عريقة يتم استدعاء هذه الفيديوهات في وقت واحد ومعها يتم تصعيد وتبني غير مسبوق لقضايا جادة مثل "تيران وصنافير" وقضايا تافهة تعود لأسباب علمية معروفة لكنها تستهدف قضايا جادة أيضا بالإسقاط المباشر مثل "قناديل البحر بقناة السويس" ليتم إعادة الجدل حول جدوى القناة الجديدة مرة أخرى والنفخ في نيران هذه القضايا لإشعال الموقف أكثر وأكثر! ومن هنا تشعل هذه اللجان عند الاقتراب من حلب مثلا وقت تحريرها من الإرهابيين.. ولا أحد يسأل عن أهل حلب الآن!! أو تجاهل إجهاض هجوم إرهابي في سيناء بينما تشتعل الدنيا أن نجح الهجوم! وهكذا.. خصوصا بحلول الذكرى الرابعة لثورة ٣٠ يونيو؟!

الموضوع كبير.. ويحتاج إلى إعادة الكتابة عنه واستكماله.. وإلى حين ذلك تحلوا جميعا بالوعي وأنتم على ساحة الفعل الإعلامي الحقيقي المؤثر.. حتى لو كان من لجان حقيقية تستخدم أسماء وهمية!!
الجريدة الرسمية