رئيس التحرير
عصام كامل

عمال النار.. شقاء في حر الصيف «تقرير مصور»

فيتو

في ظل حر شديد وشمس مُحرقة، وعيدٍ لم يمر عليه سوى أيام، وأجواء هادئة في شوارع القاهرة؛ آثر العاملون أن يكملوا أسبوعهم في إجازة، خاصةً "عمال النار" أولئك العاملون أمام النار ومعها مباشرةً، ففي درجة حرارة تصل إلى أربعين درجة مئوية حسب ما أعلنت هيئة الأرصاد غاب عن مشهد الشارع "عمال النار" لنجد "ورش الحدادة" مغلقة الأبواب.




















وبينما يؤثر "باعة الذرة المشوي" أن يقدموه لزبائنهم بعدما يخرج من النار مباشرةً، فضل "عم أحمد" أن يشوي الذرة دفعة واحدة ويقدمه باردًا على أن يظل واقفًا أمام النار في ظل هذا الحر الشديد.








"هنا أتصور فيلم شهد الملكة بتاع نادية الجندي، وكان الفرن دا هو إللي سعيد صالح بيشتغل فيه في الفيلم" هكذا يروي "صالح محمود" مدير مخبز حارة "حوش آدم".. فهذا المخبز هو الوحيد الذي فتح أبوابه اليوم ليعمل بعد العيد، فبينما كل المخابز مغلقة، يفتح مخبز حوش آدم أبوابه ليعمل "عمال النار" في هذا الجو الحارق، ومع هذه الخلفية السينمائية التي يفخر بها العاملون في المخبز هناك أيضا الخلفية التاريخية، فمخبز حوش آدم يقع مباشرةً أمام "بيت شهبندر التجار"، ذلك الأثر الكائن بالحارة منذ العصر الفاطمي.





















ورغم قسوة العمل مع النار وأمامها نجد هؤلاء الأطفال الذين لم يبلغوا سن العاشرة أو تجاوزه بقليل يأتون من الفيوم ليعملوا أمام هذه النيران الموقدة، فهم أصغر عمال يتعاملون مع النار رغم أن قانون الطفل يكفل لهم حياة طفولية عادلة، إلا أن الحياة الاقتصادية التي يحياها ذووهم تُحتم عليهم أن يتخلوا عن طفولتهم من أجل أن يجدوا قوت أيامهم الصعبة.

















ومع هذا الحر نجد العاملين في المخبز تعتلي وجوههم ابتسامة قد تكون ابتسامة مُنهكة، ولكنها تظل ابتسامة في النهاية، فبين العجين وتقطيعه وفرده وإدخاله الفرن والوقوف أمام الفرن ليخرج بعد أن تحول إلى خبز، كل هذه المراحل لكي تكتمل تأخذ من أجسادهم لترات من المياه على شكل عرق يتساقط من جحيم عملهم الشاق.






















































الجريدة الرسمية