رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل الوقيعة بين «بوتين» و«محمد بن سلمان».. عمرو الديب: تصريح ولي العهد بتدمير القوات الروسية في 3 أيام مفبرك.. العلاقات بين الرياض وموسكو قوية.. والخلاف الوحيد رحيل بشار

بوتين ومحمد بن سلمان
بوتين ومحمد بن سلمان

البيان الرسمي الذي أصدرته المملكة العربية السعودية، بهدف نفي إدلاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تصريحا صحفيا نسب له جاء فيه: "أن المملكة قادرة على محو الجيش الروسي خلال 3 أيام"، كشف وجود مؤامرة تحاك للوقيعة بين موسكو والرياض.


تدمير قوات روسيا

ولتوضيح الأمر قال د.عمرو الديب الباحث في العلاقات الدولية والمتخصص في الشأن الروسي في تصريح مطول لـ"فيتو"، يبدو أن الحرب الإعلامية بين المنابر الإعلامية للدول لن تنتهي، إن نشر التصريحات الكاذبة له تأثير ملموس على مستوى علاقات الدول مع بعضها البعض. وكان موقع "ستيغان" النرويجي، قد نشر مقالا لكاتب يدعى، بول ستيغان يدعي فيه أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان صرح بأن السعودية قادرة على تدمير القوات الروسية في سوريا في غضون 3 أيام.

تصريح ولي العهد

وأضاف الديب، طبعا هذا التصريح من المستحيل أن يصدر من ولي العهد السعودي الذي زار روسيا أكثر من مرة، خصوصا وأن المملكة السعودية بقيادة ولي العهد الجديد تتطلع لعلاقات قوية مع الروس، فنرى مثلا أن التعاون في قطاع الطاقة يُعد أحد أهم مجالات الشراكة بين البلدين، ليس فقط على الصعيد الثنائي، أخذًا في الاعتبار أن المملكة وروسيا من كبار منتجي موارد الطاقة في العالم، والجميع يعلم الدور المحوري الذي لعبته قيادة البلدين في التوصل إلى اتفاقية خفض إنتاج النفط في شهر ديسمبر 2016م ولاحقًا وتمديدها في شهر مايو لمدة 9 شهور حتى نهاية مارس 2018م، والتي ساهمت في الحفاظ على استقرار الأوضاع في أسواق الطاقة العالمية.

التعاون الثنائي

أما بالنسبة للتعاون في الإطار الثنائي، فقد تم تشكيل مجموعة عمل متخصصة تدرس جميع المجالات التي يمكن التعاون بشأنها، بالإضافة إلى ذلك هناك خطة طريق للاستثمارات المتبادلة في قطاع الطاقة، والعديد من المشاريع المشتركة المطروحة للبحث، منها إنشاء مراكز أبحاث مشتركة لتطوير وإدخال التقنيات المتقدمة في مجال النفط والغاز، وتطوير مشاريع البتروكيماويات وإنتاج المعدات اللازمة لصناعة البتروكيماويات، وغيرها من المجالات.

الاستثمار السعودي

و تتطلع المملكة إلى جذب الشركات العالمية لكي تستثمر داخل السعودية، وذلك يرجع إلى المزايا التي يتمتع بها اقتصاد المملكة العربية السعودية ووجوده ضمن قائمة أكبر 20 اقتصادًا في العالم وأيضا من أسرع دول العالم نموًا، إلى جانب سياسات الرياض الاقتصادية التي تتسم بالانفتاح والمرونة، وتمكين القطاع الخاص، كل ذلك يجعل الاقتصاد السعودي بمأمن من أي تقلبات اقتصادية وسياسية، ووجهة للشركات العالمية للاستثمار في المملكة، خصوصًا في إطار "رؤية المملكة 2030" وبرنامج التحول الوطني الذي يستهدف تنويع مصادر الدخل دون الاعتماد على النفط كمصدر أساسي للدخل، والذي يحتاج إلى استقطاب شركات بمواصفات عالمية، ومنها بالطبع الشركات الروسية، وهذا ما أكده وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أثناء مباحثاته مع وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية في المملكة المهندس خالد الفالح في موسكو في 30 مايو الماضي.

التعاون العسكري
و كما نعلم هناك اتفاق بين الهيئة العامة للاستثمار والصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة بتأسيس صندوق مشترك بقيمة قدرها 10 مليارات دولار للاستثمارات المتبادلة في البلدين، وهناك أيضا العديد من الاتفاقيات قيد الدراسة وأخرى جرى التوقيع عليها خلال السنتين الماضيتين، كان آخرها اتفاق النوايا، الذي تم خلال مباحثات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو في 30 مايو حول مشاركة الصندوق السيادي السعودي في كونسورتيوم المستثمرين لإعادة تأهيل مطار توشينو السابق في موسكو، هذا بالإضافة إلى التعاون في المجال العسكري والاقتصادي.

رحيل بشار

أما عن العلاقات المشتركة بين الاتحاد الروسي والمملكة فيما يخص المعضلة السورية فهي بالفعل معقدة ولا يمكن لهما الوصول إلى صيغة تفاهم مشتركة حيث أن الروس يقفون بشكل عام مع بقاء الأسد في السلطة أما السعودية لن تتخلى عن رحيله، ولكن هناك نظرتهم متوحدة في مسألة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، بالرغم من استحالة هذا الأمر.

العدو المطلق

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان له نظرة خاصة في مسألة تحديث تقوية العلاقات الروسية-السعودية مستندا على رغبته في تنويع مصادر الأسلحة السعودية ومستندا على الرغبة الروسية في اكتساب صديق بحجم المملكة السعودية في المنطقة العربية. إن عصر العدو المطلق والحليف المطلق لا وجود له في العلاقات الدولية بعد الآن.
الجريدة الرسمية