الإسكندرية والمصطافون
كل عام مع دخول الصيف تذهب الكثير من العائلات على شواطئ مدينة الإسكندرية، ولا شك أنه بدون نظام هناك معاناة كبيرة قد لا يشعر بها المصطافين، إلا أن أهل المدينة هم من يشعرون بها حيث تستمر طيلة أشهر الصيف للدرجة التي يمكن أن تتوقف الحياة في بعض المناطق وتشكل ضغوطا لا تحتمل على أهلها.
علينا أولا أن نقوم بارتداء الملابس المناسبة بالشاطئ، ولا يمكن أبدا أن نرى المصطافين يرتدون الملابس الداخلية على الشاطئ في صورة تسيء إلينا جميعا، فضلا عن عدم السير في الشوارع بملابس غير لائقة احتراما لمشاعر أهل المدينة واحتراما لأنفسنا من قبل، وكذلك أيضا بالنسبة إلى الأطفال الصغار الذين يرتادون الشواطئ بدون ملابس، فذلك يؤذى الناظرين، ولا يمكن تصور من يسمح لأبنائه أن يظهروا بدون ساتر لهم ولابد أن نكتب عن ذلك بكل أمانة لكي نوعي الناس بالصورة غير اللائقة التي نظهر بها.
أما بعد تناول الطعام فيجب ألا نترك بقايا الطعام على الشاطئ بالشكل الذي يحوله إلى مقلب للقمامة، فلو كلف كل رب أسرة أولاده بإلقاء القمامة في أقرب سلة مهملات لما تراكمت القمامة على الشاطئ، وعلى الأحياء أن تدفع بأضعاف أعداد سيارات وعمال النظافة ليلا لمحاولة تنظيف ما تبقى من مخلفات.
أما على الشاطئ فيجب توعية أولادنا بعدم قذف الرمال أو المياه على الآخرين، فذلك يسبب الكثير من المضايقات والمشكلات بين المصطافين وبعضهم البعض ويتحول الأمر إلى مشادات وقد يتطور الأمر إلى ما لا يحمد عقباه، بدلا من أن نعود من المصيف وقد اكتسبنا أصدقاءً جددًا.
وأخيرا عدم مضايقة السيدات والبنات في الشوارع واحترام خصوصيتهن، فالشعب المصري معروف بشهامته ونخوته فأين ذهبت خصالنا الحميدة؟!
أما بالنسبة للطريق فإن المرور يتوقف تقريبا من كثرة عدد المصطافين الذي يصل إلى 3 ملايين وافد في فترة الصيف فقط، فالبعض يتحرك دون نظام، وبأعداد كبيرة مما يمنع سير الطريق، مما يترتب عليه اختناقات كثيرة وتذمر بين المواطنين، وقد يتحول الأمر إلى مشاجرات، وليس هذا ما وصانا به النبي صلى الله عليه وسلم من إعطاء الطريق حقه ومنع الأذى عنه.
إننا أمام ثقافة دخيلة على مجتمعنا لابد أن نغيرها بالعودة على القيم والثوابت الأساسية لمجتمعنا.. وهكذا سنكون أفضل.