عزيزي محمد رمضان.. هل وجدت المنافس الذي تبحث عنه؟
هل جربت شعور ذلك المدرب الشاب الذي حقق بطولة أو بطولتين غاب فيها الكبار عن المنافسة، ليبدأ الغرور في تملكه ويبدأ هو في إطلاق التصريحات العنترية ويتوعد منافسيه بأنه سيسحقهم، ومع أول مباراة ديربي ينهزم ذلك المدرب من أول 10 دقائق، ويبدأ الخصم في التلاعب به المدة الباقية من المباراة من أجل الاستعراض فقط.. إنه شعور سيئ طول التسعين دقيقة وهو جالس على الدكة ويعلم أنه سينهزم هزيمة ساحقة ستظل عالقة في ذهن الجمهور للأبد، يجلس ولا يجد أي شيء ليفعله ولن يسعفه أحد، فقد وضع التشكيل وبدأت المباراة، حتى التغييرات لن تعطيه أي ميزة، فدكة البدلاء لديه ضعيفة.
ستمر التسعين دقيقة بسرعة، ولكن الأسوأ سيأتي بعد ذلك، لقد انهارت أسهمه في سوق المدربين، وستظل نتيجة تلك المباراة تلاحقه للأبد، هو ليس أول من يهزم بنتيجة ثقيلة، ولكنه أول ما يهزم قبل أن يلعب المباراة، هو أول من أطلق تصريحات نارية ولم يراع التاريخ وفرق الموهبة والاسم والجماهيرية، إنه أسوأ كابوس للمغرور، أن تهزمه في عز قوته، فلو سألته لفضل الموت عن الهزيمة.
الأمر يشبه ما يمر به محمد رمضان حاليًا، الباحث عن منافس، الفنان الشاب الذي لا يملك رصيد فني كبير، فمن حيث العدد أعماله قليلة كبطل أول، ومن حيث الهدف والمضمون فهو صفر فنيًا.. فالقصة بدأت بعدما حقق محمد رمضان نجاحات خادعة في أعمال مثل "عبده موت" و"الألماني"و تلك النوعية من الأفلام التي ظن بها أنه تمكن من الوصول لمكانة تماثل مكانة أحمد عز والسقا وحلمي بل وعادل إمام، ثم قدم مسلسل "الأسطورة" الذي حقق نجاحًا كبيرًا، ولا ينكر ذلك إلا حاقد أو جاهل، ولكنه كان بمثابة إختبار إلهي، فهل سيشكر محمد رمضان ربه على هذا النجاح أم يزداد غرورًا وعنجهية؟
سقط محمد رمضان في الاختبار، وبدأ في الهجوم على الجميع، مرة يهاجم أحمد عز، ومرة يهاجم أحمد حلمي، ومرة يهاجم السقا، بل وصل الأمر إلى عادل إمام، دعك من كل ذلك فهي كلمات أو تصريحات قد يكون الجمهور فهمها بشكل خاطئ، ولكن هناك تصريح أهم لم يفارق مخيلتي منذ أن قرأته على صفحة محمد رمضان على "إنستجرام"، عندما أعلن عن أنه يبحث عن المنافسة لأنه لا يجد المنافس الحقيقي، ولكنى أعتقد أنه وجده.. ذلك المنافس الذي هزمه هزيمة قاسية خلال الأيام الماضية.
وها نحن لم ننه الأسبوع الأول من موسم عيد الفطر وأريد أن أوجه سؤالًا له، هل وجدت المنافس الذي تبحث عنه يا رمضان؟ هل تفوق فيلم "هروب اضطراري" على فيلم "جواب اعتقال" بأكثر من ضعف الإيرادات قد جعلك تشعر بالمنافسة؟ هل محاولاتك الحثيثة للمحافظة على المركز الثاني الذي ينافسك عليه تامر حسني وتتفوق عليه بفارق آلاف قليلة من الجنيهات قد جعلك تشعر بالمنافسة؟
فكما قلت في بداية المقال، شعور سيئ أن تنهزم هذه الهزيمة القاسية، فقد استطاع أحمد السقا حصد أكثر من 20 مليون جنيه في 5 أيام فقط، في حين أن رمضان لم يتخط العشر ملايين الأولى له ويلاحقه تامر حسني بل يكاد يتساوى معه في الإيرادات، شعور سيئ أن تحقق مليون جنيه في أول يوم في المنافسة ومنافسك يحقق 4 ملايين ونصف، فأنت تعلم وقتها أن السباق حُسم من بدايته، شعور سيئ أن تقضي باقي أيام الموسم تحاول المحافظة على المركز الثاني، شعور سيئ أن تراجع تصريحاتك النارية وترى الجمهور يضحك عليك الآن ويتساءل أين الرقم "1"، أين يقع ترتيب محمد رمضان "الباحث عن منافس" في جدول الإيرادات، شعور سيئ أن تنال هذه الهزيمة القاسية.
أصدقاء محمد رمضان من الوسط الصحفي حاولوا تخفيف المعاناة على صديقهم، فاخترعوا له مصطلحات جديدة مثل "رقم واحد في احترام الجمهور"، ولا نعلم ما المقصود هنا بهذا المصطلح وكأن المنافسين يقدمون أفلام بورنو، حتى أن عناوين بعض الأخبار كانت تؤكد تفوق محمد رمضان على تامر حسني، دون النظر إلى أن هناك فيلما آخر يدعى "هروب اضطراري" قد "فرّم" رمضان وتامر حسني وترك لهما القليل من الإيرادات يتقاسمونها، وآخرون برروا الأمر بأن الفيلم ليس فيلم عيد، وأنه فيلم جيد ولكنه لم يطرح في موعده.. وكلها أسباب.
الدرس المستفاد هنا معاد ومكرر وهو نفس الدرس المستفاد في 90% من قصص الفشل، وهو أن الغرور ينهي على صاحبه، فالفنان الشاب محمد رمضان يملك موهبة كبيرة، لا أحد ينكر ذلك، ولكنه أشبع الجمهور من ناحيته بحالة عدائية بدأت بتصريحات عبر فيها النجم الشاب عن عدم اكتراثه بأي رأي وأي شخص، ومن ثم مهاجمة النجوم الكبار وهو ثاني الأشياء التي أغضبت الكثيرين منه وجعلتهم يقفون له على غلطة وينتظرون وقوعه، أما البداية فكانت مع نوعية أفلامه، ولكن هذا السبب زال مع تقديمه لأعمال متنوعة فيما بعد، ولكنه عاد للحياة مرة أخرى مع كم العداوات التي رباها رمضان لنفسه مع الجمهور والفنانين.
الاعتذار من شيم الكبار، ومن تواضع لله رفعه، أنت لم تقدم ما يجعلك نجمًا ولم تحقق شيئًا عجز من هم قبلك أن يحققوه، ولم يضعك الجمهور في خانة متفردة، أنت مازلت في بداية الطريق، وآراء من حولك ليست مقياسا، والاستمتاع للآراء الأخرى هو ما يجعلك شخصا متوازنا، الدرس هذه المرة كان قاسيا ومؤلما ولعله جاء "بدري" وأنت في سن صغيرة لتستطيع تداركه، فلتحمد الله على ذلك، وتعتذر لمن ينتظرون منك الاعتذار وعلى رأسهم الجمهور، ولا تقول رقم واحد مرة أخرى إلا بعدما تقضي عشر سنوات على القمة دون أن تنزل عنها.. أعانك الله على نفسك.