رئيس التحرير
عصام كامل

تقرير يكشف حصاد 76 عاما من الدعم الحكومي.. الدولة تستهدف رفع العبء عن كاهل البسطاء.. إعادة الهيكلة ضرورة حتمية للوصول للمستحقين.. و9 سلع وخدمات تشملهم مظلة الدعم

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

كشف تقرير عن دعم الطاقة في مصر إلي أن تاريخ الدعم الحكومي في مصر يعود إلى عام 1941، ويهدف في الأساس إلى تخفيف الأعباء عن المواطنين البسطاء ورفع العبء عن كاهلهم بتخفيض أسعار بعض السلع والخدمات على أن تتحمل الدولة الفرق بين السعر المخفض والسعر الحقيقى للسلعة أو الخدمة المستهدف دعمها ويعتبر الدعم أحد أكبر بنود المصروفات التي تتحملها الدولة.


ولكن منظومة الدعم بشكلها الحالى هي منظومة غير فعالة حتى الآن حيث إن أغلبية المستفيدين هم من الفئة غير المستحقة للدعم، لذا قامت الدولة بوضع خطة لإعادة هيكلة المنظومة بالكامل لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه وتخفيف العبء على الموازنة العامة للدولة.

- ما هي السلع والخدمات التي تدعمها الدولة؟

* تدعم الدولة العديد من السلع والخدمات، مثل الوقود (البنزين – السولار – المازوت)، والكهرباء، والسلع التموينية، وخدمات النقل مثل مترو الأنفاق، والأسمدة والكيماويات الزراعية، والصحة، والتعليم.


* هل يصل الدعم لمستحقيه؟
- لا يصل الدعم لمستحقيه، حيث إن منظومة الدعم غير قادرة على تحديد المستحقين الحقيقيين، لافتقارها إلى قاعدة بيانات محدثة يمكن الاعتماد عليها، ونتيجة لذلك فإن نسبة كبيرة من الدعم تذهب لغير المستحقين.


على سبيل المثال، البنزين سلعة مدعمة لعموم الشعب المصرى، حيث تبلغ تكلفة اللتر الواحد من بنزين 92 سبعة جنيهات، ويتم بيعه بـ 3.5 جنيهات، وبعد تخفيض قيمة الدعم أصبح 5 جنيهات أي أن الدولة مازالت تدعمه بـ 2 جنيه تقريبًا لكل لتر، في حين أن نسبة استفادة الطبقة الفقيرة من ذلك الدعم لا تتعدى الـ10%، حيث إنه لا يوجد لديهم سيارات خاصة وحتى إذا كان لديهم فإن معدل استهلاكهم قليل مقارنة بالطبقات الأخرى.

مثال آخر، نجد أن أسطوانة الغاز والتي تبلغ تكلفتها 115 جنيهًا وكانت تباع بسعر 15 جنيهًا للمواطن وبعد تخفيض الدعم أصبح السعر 30 جنيهًا أي أن الدولة مازالت تدعمها بقيمة 85 جنيهًا، وتصل إلى كافة المواطنين سواء المستحقين للدعم أو غير المستحقين بنفس السعر.

* لماذا يتم إعادة هيكلة الدعم الآن.. وما هي علاقة الدعم بعجز الموازنة العامة للدولة ؟

- الموازنة العامة للدولة هي الخطة المستقبلية التي تقوم الدولة بإعدادها والخاصة بالإيرادات والمصروفات المتوقعة خلال الفترة المقبلة، والتي تكون عادة سنة مالية، ويتحقق عجز الموازنة عندما تكون قيمة المصروفات مثل الأجور والدعم وفوائد الديون، أكبر من الإيرادات مثل الضرائب والمنح وغيرها.

وتقوم الدولة منذ سنوات عديدة بالاستدانة لسد عجز الموازنة، وذلك لأن أغلب بنود الموازنة هي بنود حتمية لا تستطيع الدولة أن تمنعها أو تخفضها بسهولة مثل الدعم والأجور وفوائد الديون.

إضافة إلى ذلك كانت جميع الأنظمة السابقة خلال الـ60 عامًا الماضية تخشى أن تقترب من إصلاح منظومة الدعم خوفًا من الغضب الشعبى، فكانت الدولة تقوم فقط بتأجيل حل المشكلة وتزيد العبء على الأجيال القادمة، لذلك لم تحل المشكلة أبدًا، بل تفاقمت وتزايد إقبال الدولة على الاقتراض لسد العجز، حيث يشهد الدين العام في مصر ارتفاعًا ملحوظًا خلال السنوات الماضية وتجاوزت نسبة الدين العام 107% من الناتج المحلى الإجمالى، أي أن الدولة مدينة بقيمة أكبر من إجمالى ما يتم إنتاجه داخلها.

* ما هي خطة الدولة لإصلاح وإعادة هيكلة منظومة الدعم ؟
- تقوم الدولة المصرية طبقا لخطة الإصلاح الاقتصادي بإعادة هيكلة بنود الموازنة العامة للدولة، حيث يتم إعادة هيكلة منظومة الدعم لضمان وصوله للمستحقين الحقيقيين، وتستهدف الدولة خفض نسبة الدين العام إلى 95% خلال العام المالى 2017 / 2018 بدلا من 107% حاليًا، لذا فقد تم وضع خطة طويلة الأجل لتخفيض قيمة الدعم الممنوح على السلع والخدمات مع توفير إجراءات لحماية الفئات المستحقة.


* ما هي الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة لإصلاح منظومة الدعم.. وما هي إجراءات الحماية الاجتماعية التي تم اتخاذها لحماية الطبقة الفقيرة والمتوسطة الدخل؟
- طبقًا لخطة الدولة لإعادة هيكلة منظومة الدعم، فقد تم تخفيض الدعم المقدم من الدولة على منتجات الطاقة من البنزين والسولار والمازوت وأسطوانات الغاز.


وبالنسبة لإجراءات الحماية الاجتماعية، اتخذت الدولة إجراءات لحماية الفئات الأقل دخلًا من آثار قرارات الإصلاح الاقتصادى وإعادة هيكلة منظومة الدعم، وزيادة دعم البطاقات التموينية، حيث تم زيادة الدعم المقدم لأصحاب البطاقات التموينية من 21 جنيهًا إلى 50 جنيهًا للفرد شهريًا، بتكلفة 85 مليار جنيه، ذلك بالإضافة إلى دعم الخبز، والذي يبلغ قيمة دعم الفرد فيه 90 جنيهًا شهريًا، وإجمالى ما يحصل عليه المواطن حاليًا 50+90=140 جنيه شهريًا.

رفع حد الإعفاء ومنح خصم على الضريبة المستحقة على الدخل، حيث إن رفع حد الإعفاء من الضريبة على الدخل على من 6500 إلى 7200 جنيه سنويًا، ومنح خصم على الضريبة المستحقة على الدخل، بإجمالى تكلفة 7 مليارات جنيه، و80% لشريحة الدخل من 7200 إلى 30000 جنيه، والتي تبلغ نسبة الضريبة المستحقة عليها 10%، و40%، لشريحة الدخل أكثر من 7200 إلى 45000 جنيه، والتي تبلغ نسبة الضريبة المستحقة عليها 15%، و5% لشريحة الدخل أكثر من 45000 إلى 200000 جنيه، والتي تبلغ قيمة الضريبة المستحقة عليها 20%، ولا يوجد خصم من الضريبة المستحقة للفئة الخامسة وهى ما يزيد عن 200 ألف جنيه سنويًا، والتي تبلغ قيمة الضريبة المستحقة عليها 22.5%، ووقف العمل بضريبة الأطيان الزراعية، حيث تم إيقاف العمل بضريبة الأطيان الزراعية لمدة 3 سنوات بتكلفة مليار جنيه.

وبالنسبة للأجور والمعاشات، ومنح علاوة دورية بنسبة 7%، بالإضافة إلى علاوة غلاء استثنائية بنسبة 7%، للمخاطبين بقانون الخدمة المدنية، بحد أدنى للعلاوتين 130 جنيها، ومنح علاوة غلاء استثنائية لغير المخاطبين بقانون الخدمة المدنية 10% بالإضافة إلى العلاوة الدورية، وزيادة المعاشات بنسبة 15%، بحد أدنى 150 جنيها) بتكلفة 24 مليار جنيه، وزيادة معاش تكافل وكرامة بقيمة 100 جنيه، والمستفيد نحو 175000 مواطن.

الجريدة الرسمية