رئيس التحرير
عصام كامل

«عجوز الشرابية»: حلمي رؤية أولادي وغرفة ترى النور

فيتو

في ظل العتمة والظلام أعيش وحيدة، في رحم العزلة والأحزان، لا أحد يشعر بي، أكاد أسمع نبضات قلبي من شدة الوحشة، تريق عيناي الدموع الساخنة، على ما وصل إليه حالي.


قسوة القلوب أشد على نفسي من وضعي البائس، فكم تعبت وحرمت نفسي طويلا لتربية أبنائي، لكنه الجحود، فلذات كبدي يكتبون في دفتر آلامي قصائد الحزن والألم والدموع، قلوبهم كالحجارة بل أشد قسوة، لم يرحموا شيبتي وضعفي، ووهن العظم مني، ولم أعد أحتمل المزيد.

تنهيدة طويلة لـ«فتحية عبدالحميد»، العجوز قاطنة حي الشرابية بقاهرة المعز، ممزوجة بحكايات الألم والحسرة قائلة: أولادي لا يسألون عني ويتركوني وحدي، تداعب عيناي أحلام رؤيتهم، أتسول زيارتهم لي، على قارعة طريق حبي الجارف لهم رغم قسوتهم.

وتابعت العجوز: هو قلب الأم يا ابنتي، لا تتعجبي، هكذا أودع الله الرحمة في قلوب الأمهات، أعيش على أمل أن أرى أولادي يدخلون على ويهتمون بي، فالغريب يسأل عني، أما القريب فلا يهتم بي، أريد أن أخرج إلى النور وأعيش حياة كريمة بجوار أولادي، أحلم بغرفة ترى «النور»، كي أشعر أنني لازلت على قيد الحياة.

وأكملت الحديث وسط دموعها الساخنة ينبع الشوق إلى زيارة بيت الله الحرام، ورغم فقرها الشديد لا تزال تتمسك بالأمل، كقطرات ضوء تتسرب من نفق العتمة، ويشرق وجهها بحلم «العمرة»، كأمنية وحيدة، تثق أن الله الكريم الحنان المنان صاحب العطاء سوق يحققها لها، حتى لو كانت وسط قبوها المظلم.
الجريدة الرسمية