رئيس التحرير
عصام كامل

أسباب تراجع البحث العلمي في الجامعات العربية «تقرير»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أسست البلدان العربية أقوى حضارة علمية، وتمتلك دولة المغرب أقدم جامعة عرفها العالم "جامعة فاس " التي تأسست عام 859 م طبقا لما نشرته مجلة نيتشر للعلوم nature.


يمثل العالم الإسلامي 57 دولة، ويعيش فيها نحو 25% من سكان العالم، ولم تسهم المنطقة العربية في البحث العلمي سوي بنسبة 1.6 % من براءات الاختراع، ونحو 6% فقط من الأبحاث المنشورة دوليا، ولم يحصل على جائزة نوبل في العالم العربي سوى ثلاثة أشخاص.

الإنفاق المحدود
ويدخل التصنيف الدولي للجامعات ضمن أول 400 جامعة 12 جامعة إسلامية فقط، ولاتوجد أي جامعة إسلامية حتى الآن دخلت تصنيف الـ 100 جامعة الأوائل.

وأظهرت تقارير أطلس الجمعية الملكية لعام 2014 أن البلدان الإسلامية تستثمر أقل من 0.5% من ناتجها المحلي في البحث العلمي.

وتنفق ماليزيا أكثر من 1% على البحث العلمي، ويصل المتوسط العالمي للإنفاق على البحث العلمي نحو 1.78% عالميا، وتنفق البلدان المتقدمة نحو 2-3%.

برامج عتيقة
تستخدم معظم دول منظمة التعاون الإسلامي محتوى علميا ضيقا، وطرق تدريس عفي عليها الزمن، كما أن طلاب العلوم الإنسانية يتلقون القليل عن العلوم التطبيقية، وتقدم جامعة واحد وهي جامعة مالايا في كوالالمبور برنامجا خاصا لدراسات العلوم والتكنولوجيا.

وتحتاج الجامعات العربية إلى إعادة تنشيط أساليبها التعليمية، ودمج العلوم مع الفنون الحرة مثل التاريخ والفلسفة بالإضافة إلى تطوير طرق جديدة لتقييم أساتذة الجامعات وتخصيص مكافآت خاصة للأساتذة المتميزين بحثيا ولكن لكي يحدث ذلك تحتاج الجامعات إلى تحقيق استقلال.

النشر الدولي
استطاعت الجامعات العربية مضاعفة إنتاجها البحثي ثلاث مرات خلال فترة من عام 1996 - 2005،ولكن لايزال الإنتاج البحثي محدود وأقل من المتوسط العالمي، وقد وصل معدل إنتاج الباحثين في العالم العربي إلى نحو 4.2 ورقة /دولار،ب ينما يصل المتوسط العالمي نحو 8.6 ورقة / دولار في البلدان مثل البرازيل.

وصل معدل الاستشهادات العلمية لأبحاث العربية نحو 5.7% لكل ورقة بحثية خلال الفترة من 2006 إلى 2015 مقارنة بإسرائيل التي وصلت نسبة الاستشهادات العلمية نحو 13.8% لكل ورقة.

الحلول المطروحة
يجب على البحث العلمي أن يكون ذا صلة باحتياجات المجتمع الفكرية والعملية كما يجب على الطلاب أن يتلقوا تعليم أوسع عن الفنون والآداب بالإضافة إلى ربط تعليم الطلاب بخلفياتهم الثقافية مثل جامعة طهران التي بدأت برنامج يجمع بين الفلسفة والتاريخ الإسلامي والثقافة والعلم والهندسة.

ويضر استخدام اللغة الإنجليزية والفرنسية كلغة تدريس بالطلاب لأنه يخلق عزلا للطلاب عن ثقافتهم وبيئتهم، ويجب أن يكون تعليم العلوم قائم الفهم والقوانين العلمية ليس المحاضرات التقليدية،وإنشاء تجارب علمية للطلاب بالإضافة إلى ضرورة تدريب وتقييم في التربية لأعضاء هيئة التدريس،وتغيير المناهج، ونظم تعيينات هيئة التدريس والترقيات والتي تعتمد على اللجان المركزية والبيروقراطية ومما يترك مساحة صغيرة للجامعات للابتكار.

"يجب أن يكون الأساتذة أحرارا في تدريس المواضيع التي لا تنظمها الوزارات بإحكام"، وتحتاج الجامعات إلى تقديم تعليم علمي استكشافي أكثر تخصصا، وستكون البداية الجيدة هي تدريب معلمي الجامعات، مع تنظيم حلقات عمل بشأن الأدوات والمناهج الجديدة.
الجريدة الرسمية