لماذا كانت «30 يونيو»؟!
لماذا كانت 30 يونيو؟ لأن يونيو مش 31 يومًا طبعًا، وبالتالى لم يكُن في قوس الصبر منزع كما قال أجدادنا، يعنى مكانش ينفع نستنى ندخل شهرا جديدا وإلا التاريخ كان هيضحك على خيبتنا، ويقول لنا وهو بيطلَّع لسانه "ياللى الإخوان حكموكوا بدل السنة اليتيمة، 13 شهرا!"
هل كان ولاء الإخوان للوطن؟ طيب لو سيبناهم، هل كان هيبقى حالنا الآن ـ في 29 يونيو 2017 لحظة قراءة حضرتك لهذه السطور ـ أفضل؟ أرجوك اوعى تكون من اللى مُمكن يقولوا نعم، وتعال أفكرَك ببعض اللى كان بيحصل في البلد، وعلى رأسه الانتشار السافر والصريح لميليشيات الإخوان اللى كانت هتجيبك من قفاك قبل أي اعتراض على أي حاجة، وتعذبك وتنزل فيك ضرب وتلطيش، تمامًا كما حدث على أبواب الاتحادية مثلًا للمُعارضين لحُكم الدلدول!
وبعيدًا عن الحرب الأهلية المتوقعة، بعدما انقسم الشعب لشوية أقسام على رأسهم فريق الإخوان والإسلامجية من جانب، وفريق الشعب من جانب (الأغلبية الساحقة)، وفى الوسط رقاصى وأفَّاقى الثورة والسياسة زى بتوع ستة إبريل، ومُناضلى زمان الغبرة من بتوع الصفقات القذرة، واجتماعات الفيرمونت، اللى هُما حبَّة فوق وحبَّة تحت، حسب المصلحة ومبدأ أبجنى تجدنى، بدون ذكر أسماء وكُل واحد عارف عليه إيه!
لو كُنت يا سيدى الفاضل تشكو من الغلاء، وبالتأكيد هذا ما يجرى الآن فكُلنا هذا الرجُل، فأرجوك تفتكر مشروع النهضة الإخوانى اللى كان المفروض يخلى البيضة بقرش، والفرخة بشلن، وكيلو اللحمة بلا مؤاخذة بريزة، ناهيك عن توفير الوقود ـ بأسعار رخيصة وتوصيله للمنازل في مواسير ـ وأنابيب الغاز، وكذلك الخبز والمواد التموينية بعد أن تصبح مصر دولة أوروبية عاصمتها زيورخ!
طبعًا دة كان هيحصل فعلًا لو كان عند الإخوان مشروع نهضة كما أوهموا البلهاء من عاصرى الليمون إياهم، وبعد كدة طلع كُل هذا فنكوش سرابى، وبدأت الخيبة القوية تبان على أصلها، والقروض اللى كانت حرام قبل ما يوصلوا للحُكم أصبحت حلالًا بلالًا حيوا أبو الفصاد بعد جلوسهم على الكُرسى، أما الوقود فكان أكثر ندرة من بطولات نادي الزمالك، اوعى تكون نسيت طوابير محطات الوقود التي تمتد بالأسابيع للحصول على لترين لا يكفوا سيارتك ـ بعد كُل هذه المُعاناة ـ للعودة من البنزينة للبيت!
لن أتحدث معك عن الكهرباء التي نسينا وجودها، وصرنا في عصور اللمبة الجاز، وعندنا رئيس معتوه يتحدَّث عن اسمه إيه اللى بياخُد 20 جنيه ويشد السكينة، ولا عن خيبة اجتماع سد النهضة التي فضحتنا عالميًا، وساندت بكُل قوة موقف إثيوبيا المُتشدد، فيما يلوم بعض المغرضين (بالضاد لو عايز) حاليًا على ثورة يونيو أنها أسهمت في تشغيل سد النهضة، وتهديد الأمن المائى لمصر، رغم أن الخيبة أصلها حُكم الغبرة الإخوانى أبو طيارات هتروح تضربهم، أو زُمبة هيعملها (أيمن) مع (باكينام) في الجونينة!
يا سيدى الفاضل.. أرجوك لا تندم على مُشاركتك في ثورة يونيو، وأرجوك أرجوك.. كُن على يقين أن حالنا الآن ـ رغم كُل ما نعانيه من صعوبات ـ أفضل من حالنا لو استمر الحُكم الأخوانى، مش هقول لَك إحنا أحسن من سوريا والعراق وليبيا واليمن، فهذه حقيقة دامغة مش محتاجة حتى إشارة، لا مُجرَّد تهريج كما يحاول المغرضون على فيس بوك وتويتر إقناعنا بذلك، وأرجوك كمان تقتنع أن مشاركتك في ثورة يونيو كانت البداية وليست النهاية!
يا عزيزى وزميلى المواطن.. أتحدث لحضرتك اليوم بعدما حصلت البلد كُلها بموظفيها وعُمالها والكل كليلة على إجازة متواصلة لمُدة تصل لأربعين يومًا، بالذمة فيه بلد في الدنيا عايز تنمية، أو حتى عايز يوقف انهيار اقتصادى مُمكن تتوقَّف الحياة فيه تمامًا بهذا الشكل؟ (آه 40 يوم هو فيه حد بيشتغل في رمضان؟ واللا في الوقفة أو العيد أو خميس أو جمعة أو سبت؟) والنبى ما كان ده يبقى حالنا، لذلك أعود لنقطة اقتناعك بأن مشاركتك في ثورة يونيو كانت البداية لا النهاية، وأن اهتمام حضرتك بالعمل لأكثر من ساعتين في اليوم سيكون له بالغ الأثر في تنمية البلد، بدل ما بتشتغل ربع ساعة، أو بتشتغل نفسك!
لقد حرمت ثورة يونيو الإخوان من الحُكم الأبدى والتمكين الذي حلموا به طيلة ما يقرب من مائة عام، وحرمت ـ بشكل بعيد ـ عشاق الفوضى والتهليل والصياعة في الميادين عمَّال على بطَّال من البيئة التي أدمنوا الوجود فيها، بعدما انتهينا من موال الثورات بحلوها ومُرَّها، وبدأنا في تحويل شبه الدولة إلى دولة، وبالتالى فإن ليونيو أعداء يملأهم الغل والحقد، كُل سعيهم في الحياة تشويهها والهجوم عليها عمَّال على بطَّال، رغم أن ما جرى بعد خلع الإخوان وحتى الآن هو الدواء المُرّ الذي كان ينبغى أن نتجرَّعه جميعًا بعدما تخلَّصنا من السم الذي استشرى في أمعاء الوطن.. عرفت إجابة السؤال؟!