رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد صالح يكتب: رسائل إيران

أحمد صالح
أحمد صالح

بينما العرب مُنشغلون بمتابعة الدراما الرمضانية الشيقة، أطلقت إيران ومنذ أيام (ستة صواريخ) بالستية متوسطة المدى (محلية الصنع) من محافظتى كرمنشاة وكردستان لتعبر الحدود العراقية وتصل شرق سوريا لتُدمر أهدافاّ بمنطقة دير الزور يسيطر عليها تنظيم (داعش) وذلك رداّ على عمليتين إرهابيتين تبنى التنظيم القيام بهما بالعاصمة طهران، استهدفتا ضرب مجلس الشورى ومرقد الخمينى وقُتل فيهما (وفقا لما أعلنته السلطات الإيرانية) سبعة عشر مواطناّ غير عدد من المُصابين.


وقراءة لرسائل إيران من خلال هذه الضربة وتفسيراّ لرحلة تلك الصواريخ التي امتدت لستمائة وخمسين كيلو مترا، فإن الهدف لم يكن المُشاركة مع المجتمع الدولى في القضاء على تنظيم الدولة الإرهابى، ولا انتقاما فقط للضحايا الإيرانيين لأن التواجد الإيرانى في سوريا قائم ومعروف ولا يحتاج لضربات من الخارج بصواريخ تقطع مئات الكيلو مترات ! كذلك فإن الميلشيات التابعة لها منتشرة هناك تجوب شرقاّ وغرباّ وعلى أتم استعداد لتنفيذ أي مهام عسكرية تُكلف بها، ولكن الواضح أن هُناك أهدافاّ أُخرى من خروج هذه الصواريخ للحدود التي لم تغادرها منذ الحرب مع العراق قبل ثلاثين عاماّ، فقد يكون الأمر رداّ على إسقاط طائرة حربية للجيش السورى على يد تحالف قوات سورية الديمقراطية المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية أو اعتراضاّ موجها للكونجرس الذي سن عقوبات اقتصادية تُضيف متاعب جديدة لخزينة الدولة الإسلامية، كذلك فالرسالة للعالم العربى تهديدية بعد المؤتمر الأخير الذي حضره الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وبعد اتهامها بدعم الإرهاب والمطالبة باتخاذ مواقف أكثر حسماّ معها لتكرار تدخلها عبر ميليشياتها في عدد من الدول العربية والدور الذي تلعبة هناك مثل اليمن والعراق وسوريا.

جرأة إيرانية وتغيير في وسائل التعبير الدبلوماسى والعسكري لديها لا يمكن إغفاله، بعد أن ذكر نائب قائد القوات المُسلحة لديهم أن دفاعاتهم لم تعد قاصرة على الأراضي الإيرانية جغرافياّ، بل أصبحت تستهدف أي مكان يُشكل تهديداّ لإيران، واعتبر الهجوم لا يُشكل الا جُزءاّ بسيطاّ من القدرة الدفاعية للحرس الثورى، أما مُساعد رئيس مجلس الشورى فقد وصف ما حدث بأنه مُجرد تحذير ناعم لكنه لم يوضح لمن؟ أو متى يكون خشناّ.
أسئلة تُشبه فوازير شهر رمضان التي أعتقد أنها لن تنتظر الحل في العام القادم، فهل يعى العرب ما يحدث أم أنهم سيستمرون في متابعة الدراما دون الاكتراث برسائل إيران الصاروخية؟
الجريدة الرسمية