خطوة حقيقية نحو العمل
على صفحات التواصل الإجتماعى رأيت منشورا من أحد حملة المؤهلات، يطلب فيه أن يجد عملا في تنظيف المنازل، ويطلب في اليوم مبلغ ٧٥ جنيها بدون أي زيادة، ويفتخر بكونه يريد عملا و لن يعيش عاطلا.
لأول مرة أشاهد هذا الإعلان الذي سعدت به، فهو من شأنه أن يغير ثقافة الناس نحو تقبل مهن كثيرة مطلوبة في مصر، لا تجد اهتماما من العاطلين عن العمل، ويفضلون الأعمال التي لا تسبب جهدا، ويدافعون عن ذلك بكونهم حاصلين على مؤهلات لم يجدوا لها وظيفة.
قد يقول البعض إنه كيف تطلب منا أن نتعلم ونحصل على المؤهل المناسب، ثم تريد منا أن نصبح عمال نظافة، وأقول أن ذلك بالتأكيد مرفوض، إلا أن الهدف بالطبع ليس ذلك أبدا إنما الهدف هو قبول النزول للأعمال التي تتطلب مجهودا بدنيا مطلوبا، ولها اجر كبير نظرا لندرتها.
إننا في دولة ليست اشتراكية تتولى توظيف المواطن، إنما الاتجاه نحو الرأسمالية يضع محددات أخرى مختلفة، حيث لم تعد الدولة تمتلك وسائل الإنتاج التي تم بيعها من زمن، لذا علينا أن نبحث عما يمكننا فعله من أجل أن نجد العمل ونتفوق فيه أولا، وثانيا سيتمكن صاحب العمل من تحقيق أرباح وقيمة مضافة من نتائج أعمالنا.
الكثير من المستثمرين عندما توجهت لهم بسؤال موحد لاختبار رد الفعل تجاه فتح آفاق الربح للعمالة وقلت: هل يمكنكم اقتسام الأرباح مع العامل الناتج عن عمله تحقيق هذه المكاسب؟
كان الرد ووصلت النسبة إلى ٥٠٪ في بعض الأنشطة بالموافقة بعد استقطاع كل التكاليف.. أي إن أصحاب المال لا يترددون أبدا في مشاركة الأرباح مع العمال، إذا كان لديهم من القدرات ما يحققون به الأرباح.
السوق المصرى يحتاج الكثير من العمل، وعلينا أن نبحث عن الأعمال المناسبة، والمطلوبة بالفعل، ولعل القيام بعمل إعلان على صفحاتنا الشخصية بإمكانياتنا ومهاراتنا في تنفيذ الأعمال التي لايرغب القيام بها آخرون، وخصوصا في الأنشطة التي بها ندرة هو حقيقي تغير كبير في ثقافاتنا تجاه الأعمال، بما يبشر بالخير نحو استغلال كل الطاقات المعطلة.
مطلوب مجهود وعزيمة أكبر وتوعية تتبناها كل وسائل الاعلام بلا استثناء كمسئولية اجتماعية، نحو حث شبابنا على عدم الرضوخ للدوافع النفسية للراحة أو لتفضيل الأعمال، واعتبار أن بعض الأعمال إهانة أو تقليل من المقام مع أن كل الأعمال عبادة وشرف.