رئيس التحرير
عصام كامل

المعركة بين السعودية وإيران.. الأهداف السياسية والعسكرية


نشرت مجلة "فوربس" الاقتصادية الشهيرة تقريرًا أمس الثلاثاء، عن الفوائد التي ستعود على الولايات المتحدة، حيث سيعود ارتفاع أسعار البترول للارتفاع بما سيصب في مصلحة الدول المنتجة للنفط، لكن سيؤدي ذلك بالمقابل إلى زيادة الولايات المتحدة للوقود الصخري.


وقالت مجلة "فوربس" إنه كلما طال أمد الحرب القادمة بين السعودية وإيران كلما زادت فرصة زادت أسهم الشركات الأمريكية المنتجة للوقود الصخري، وأضاف تقرير مجلة "فوربس" أنه لهذا السبب فإن الولايات المتحدة لن تمنع حرب قادمة بين السعودية وإيران، وذكر التقرير أن السعودية ستستفيد أيضًا من ارتفاع أسعار البترول حيث "سيمهد ارتفاع أسعار البترول الطريق إلى شركة أرامكو السعودية التي ستبدأ في استخدام المخزون النفطي من حقولها.. الولايات المتحدة تستفيد من خلال مبيعات الأسلحة للسعودية، روسيا من جانبها لن تترك إيران وستبيع لها الأسلحة، فإيران هي أكبر ممول نفطي لروسيا.

التوقعات بنشوب حرب بين السعودية وإيران ليس وليد الأزمة مع قطر وليس فقط وليد الاعتداء على السفارة السعودية في طهران، فالتوقعات بنشوب الحرب كانت تلوح في الأفق مع تزايد النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط.. مجلة "نيوزويك" نشرت تقريرًا في أكتوبر 2016 بعنوان "كيف أصبحت الحرب بين السعودية وإيران أقرب من أي وقت مضى؟".. التقرير تحدث عن مجموعة أسباب من بينها زيادة القدرة العسكرية الإيرانية.

ويبدو السؤال هنا: ما أهداف الحرب على إيران؟

أولا: الهدف السياسي، وذلك من خلال تقليل النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط.. لا نعرف كيف يمكن لحرب على إيران أن تقلل من نفوذها وتدخلاتها في الدول العربية، لكن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي عبر في مقابلة مع قناة "الإخبارية السعودية" عن نفاد صبر السعودية تجاه الطموحات الإيرانية، وأوضح في تصريحات نقلتها الـ "سي إن إن" العربية، عن رفضه التفاهم مع النظام الإيراني قائلًا: كيف أتفاهم مع واحد أو نظام لديه قناعة مرسخة بأنه نظام قائم على أيدولوجية متطرفة... بأنه يجب أن يسيطروا على مسلمي العالم الإسلامي ونشر المذهب الجعفري الإثني عشري الخاص فيهم في جميع أنحاء العالم الإسلامي.. هذا كيف أقنعه؟ وما مصالحي معه؟ وكيف أتفاهم معه؟".

قد يكون الهدف السياسي من الحرب على إيران الرغبة في إحداث تغيير سياسي في نظام الحكم في إيران، وهو هدف ليس مستبعدًا.

ثانيًا: الهدف العسكري: الحرب ستسعى للقضاء على النفوذ الإيراني في سوريا واليمن ولبنان، حيث ستسعى هزيمة نظام بشار الأسد، والقضاء على حزب الله في لبنان، وهزيمة الحوثيين في اليمن، لكن ذلك يعني دخول إسرائيل على خط الحرب، فإسرائيل ترغب في ضرب المفاعلات النووية الإيرانية والقضاء على حزب الله.

بقى أن نقرأ طبيعة الحرب وطبيعة القوات المستخدمة.. الأمير محمد ابن سلمان رسم طبيعة الحرب في المقابلة مع قناة الإخبارية السعودية قائلًا: "لن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية، بل سنعمل لكي تكون المعركة عندهم في إيران وليس في السعودية".

المعركة العسكرية ستكون لها طبيعة خاصة، إذًا فمن الناحية العسكرية لا توجد حدود برية أو بحرية بين السعودية وإيران.. الإمارات لها حدود بحرية مع إيران، العراق لها حدود برية مع إيران لكن من المستبعد أن تستخدم السعودية قوات برية عن طريق العراق.

الحرب ستعتمد -إذا- على الضربات الجوية وعلى الصواريخ الموجهة، وهو ما يعني أن الحرب لن تكون تقليدية لكن ستعتمد على مجموعة من الضربات ضد إيران.

خسائر الحرب متعددة ومرتبطة بالأمد الذي ستستغرقه والأطراف المشتركة فيه.. أولى هذه الخسائر هو تعميق الطائفية في الدول العربية.
الجريدة الرسمية