رجال ثورة يونيو.. محمد البرادعي المهزوز.. الإمام الطيب المقاتل الشرس.. البابا تواضروس الحكيم.. محمود بدر الأمل.. عبد العزيز الحقوقي.. جلال المرة بطل بالصدفة
4 سنوات مرت على خروج الملايين من المصريين في ميدان التحرير، وأمام قصر الاتحادية، وفى ميادين مصر، للمطالبة برحيل محمد مرسي، وبلغ عدد المتظاهرين قرابة 37 مليون متظاهر على مستوى الجمهورية.
الإطاحة بمحمد مرسي
في 3 يونيو 2013 تم الإطاحة بمحمد مرسي، وشهدت مصر تغييرات عديدة خلال تلك الفترة على جميع المستويات، وفاز عبد الفتاح السيسي بانتخابات الرئاسة 2014 عقب انتهاء الفترة الانتقالية، برئاسة رئيس المحكمة الدستورية المستشار عدلي منصور.
التجربة
وفي ذكري ثورة ٣٠ يونيو، تسلط "فيتو" الضوء على التجربة للإجابة على عدد من الاستفسارات، ومنها اين يتواجد الشخصيات الفاعلة في بيان3 يوليو التاريخي.
البرادعي
الدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية للشئون الخارجية سابقا، والمنسق العام لجبهة الإنقاذ وأحد قيادات جبهة الإنقاذ المشكلة من رؤساء الأحزاب المدنية والرموز السياسية الداعية لإسقاط حكم جماعة الإخوان، والرئيس الشرفي لحزب الدستور آنذاك، اختارته الجبهة ممثلا لها باجتماع 3 يوليو الصادر منه بيان عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، واختاره الرئيس السابق عدلي منصور نائبا له للعلاقات الخارجية.
الاستقالة
استقال "البرادعي" من منصبه احتجاجا على فض اعتصامات ميدانى رابعة العدوية والنهضة، ثم سافر إلى خارج البلاد ولم يعد إلى مصر منذ ذلك الوقت، وهو الأمر الذي دفع البعض لاتهامه بالهروب وخيانة الواجب الوطني المفروض عليه، بحكم منصبه في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
دولة فاشية
ورد البرادعي على تلك الرسائل مؤكدا أن ما حدث في مصر بدءا من مظاهرات 30 يونيو ليس انقلابا عسكريا، وأنه بدون عزل محمد مرسي فإن مصر كادت تتحول إلى دول فاشية.
لم يكن انقلابا
وأضاف البرادعي: "ما حدث في 30 يونيو لم يكن انقلابا.. هناك أكثر من 20 مليون مصري خرجوا للشوارع بسبب الوضع الذي لم يكن مقبولا، فبدون عزل مرسي من منصبه كنا في طريقنا لنصبح دولة فاشية أو كانت ستنشب حرب أهلية، لقد كان قرارا مؤلما وكان خارج الإطار القانوني، ولكن لم يكن لدينا خيار آخر".
وتابع: "لم يكن لدينا برلمان، كان فقط لدينا رئيس ربما تم انتخابه بشكل ديمقراطي، ولكنه حكم بشكل استبدادي وانتهك روح الديمقراطية، ومرسي استهدف السلطة القضائية، وضغط على الإعلام، وفرغ حقوق المرأة والأقليات الدينية من مضمونها، كما استخدم منصبه لأخونة مناصب هامة في الدولة، وضرب بعرض الحائط كل القيم العالمية وقاد البلاد نحو انهيار اقتصادي".
وحول وجوده أثناء الإعلان العسكري عن المرحلة الانتقالية في مصر، قال: "كنت أقف بجوار البابا تواضروس والإمام الأكبر شيخ الأزهر كان هناك خلل رهيب في الدولة يحتاج لإصلاح".
وبالنسبة لنقد بعض قوى الغرب لعملية التغيير في مصر، أوضح البرادعي أنه لا يمكن تطبيق معايير الديمقراطية المثالية على بلد مثقل بعقود من الحكم الاستبدادي ديمقراطيتنا لا زالت في المهد.
بيان
وأصدر الدكتور محمد البرادعي بيانا قال إنه يوضح من خلاله حقيقة موقفه في 30 يونيو و3 يوليو 2013 وشمل البيان 13 بندا اثارت عليه موجه كبيرة من الانتقادات والاتهامات.
الطيب
أما الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر، فأكد آنذاك أن ما حدث ليس انقلابا ولكنها إرادة شعبية، مشددا على ضرورة الانتهاء من المرحلة الانتقالية في أسرع في وقت وإجراء انتخابات رئاسية في غضون 3 شهور.
وأوضح شيخ الأزهر موقفه أنه "استند في رأيه إلى القاعدة الفقهية التي تقول بأن ارتكاب أخف الضررين واجب شرعي".
موقف الأزهر
وأعلن أمام العالم موقف الأزهر الرافض للإخوان، مؤكدا أن الأزهر لا يريد أن يحدث عنف واقتتال بين مؤيد ومعارض، معلنا مطالبته بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة يحتكم فيها الشعب إلى صندوق انتخاب يضمن نزاهته قضاء مصر والقوات المسلحة والشرطة سائلا الله أن يُصلح بهذا الخيار والرأى بين الفئات المتخاصمة التي تعيش على أرض واحدة.
جموع العالم
وخرج "الطيب "أمام جموع العالم ممن يريدون تكفير المجتمع لأنه انقلب على رئيس تدّعى جماعته أنها إسلامية ليؤكد أن ما حدث في 30 يونيو ليس انقلابا لكنها إرادة شعبية استند الأزهر فيها إلى القاعدة الفقهية التي تقول بأن ارتكاب أخف الضررين واجب شرعى وفقا لما أكده الطيب نفسه.
حكم الإخوان
وعلى الرغم من الصعوبات الكبيرة التي واجهت المشيخة في فترة حكم الإخوان وسط محاولات منهم لإقصاء "الطيب" عن منصبه، يروى شيخ الأزهر في أحد الأحاديث الصحفية له عن فترة حكم الإخوان، قائلا: إن رجال نظام الإخوان ضغطوا على من أجل تعيين نواب لرئيس جامعة الأزهر من الجماعة، ورفضت أيضا تعيين المفتى من قيادات الإخوان، ورفضت فافتعلوا قصصا وهمية منها تسمم طلاب المدينة الجامعية وكانت من تأليف وإخراج مكتب إرشاد الإخوان.
التهديد
وأضاف الدكتور أحمد الطيب: "الأمر وصل إلى حد التهديد قبل اندلاع ثورة 30 يونيو، ومطالبتى بإصدار بيان ضد الثورة وعدم حضور اللقاء الذي دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي ورفضت ذلك، وأبلغتهم أننى لا أخشى إلا الله، وأن عدم تأييد ثورة 30 يونيو يعد خزيا وعارا يلحق بى".
دراسة الدكتور أحمد الطيب في فرنسا وتصوفه بالإضافة إلى المنهج الأزهرى الذي استقاه جعله دائما جادا في التعامل مع الإخوان والجماعات الإسلامية بسبب تشددها الفكرى، وفشلت الجماعة في اختراق المشيخة في وجوده إذ وقف أمام محاولاتهم لتعيين رجالهم والتجسس على المشيخة.
تجديد الخطاب الديني
يسعي بكل قوة لتنفيذ تكليف الرئيس السيسي بتجديد الخطاب الدينى على مدى السنوات الثلاث الماضية، خاصة أنه ظل فقرة شبه ثابتة في كل خطابات الرئيس، ووجد الصدى نفسه في أحاديث شيخ الأزهر والمثقفين وكل الذين أدركوا خطورة ما يحاك ضد الإسلام من مؤامرات وجرائم ترتكب باسمه.
ومن أقواله القوية في هذا الصدد، هناك قلة تخطف النصوص المقدسة لصالحها والإسلام منهم بريء.
وقال الطيب في مؤتمر المواطنة:"نؤمن بضرورة تجديد الخطاب الدينى كفقه للحظة والضرورة يخشى في الوقت نفسه أن يحل ما حرم الله".
وسرد الطيب قصة الخطاب الدينى على طريقته، فقال إن بعض العوامل السياسية التي أخرت تجديد الخطاب الدينى ظهرت مبكرا مع قيام الدولة الأموية والتي ظهر فيها نوع من الاستبداد ما جعل أفكار علماء الإسلام تبتعد عن الجوانب السياسية والاقتصادية لتصبح منصبة حول الجوانب الفقهية والتعبدية فقط.
الاجتهاد
وواصل الشيخ قائلا: إنه في عصر الدولة العباسية تجرأ على الفتوى في الدين من ليس أهلا، لذلك حيث تضمنت فتاواهم أهواء أو أغراضا ليبدأ المجتمع الإسلامى في الاضطراب ما أدى إلى اتفاق العلماء والفقهاء على وقف باب الاجتهاد رسميا في ذلك الوقت.
وأضاف الطيب إن وقف باب الاجتهاد في العصر العباسى كان ضرورة في ذلك الزمان فقط ولكن هذه السياسة استمرت للأسف حتى الآن وأصبح التجديد يعد خروجا أو شذوذا عن القاعدة بالرغم من أن الرسول أوصانا بتجديد أمور ديننا كل 100 عام.
أسباب عدم التجديد
وعن أسباب عدم التجديد في الخطاب الدينى حتى العصر الحالى، رد الطيب قائلا: "بصراحة.. كلنا مقصرون وخائفون من التجديد فهناك من يخاف من أتباعه وآخر يخشى الناس وثالث لديه ورع زائد على الحد فيقول خلى الأمور كدا عشان ما أتحملش أي حاجة أمام الله مؤكدا في الوقت نفسه ضرورة التخلى عن كل هذه العقبات التي تحول دون تجديد الخطاب الدينى وتجعله جامدا".
وتابع: "يجب أن ننزل إلى الناس ونرى واقعهم لنقدم شريعة تسعد وتريح المسلمين في إطار ضوابط النص القرآنى والمقاصد العليا للشريعة والمعايير الأخلاقية".
وعلى الرغم من إيمانه الشديد بجرم ما يفعله داعش، فإنه يرفض في الوقت نفسه تكفيرهم لعدة أسباب أهمها أن عقيدة الأشاعرة التي أقيم عليها الأزهر الشريف تقوم على عدم تكفير أحد يقول لا إله إلا الله حتى وإن كان يفعل الكبائر كالقتل كما تفعل داعش حيث إن الأمر مفوض إلى الله ولا يجوز تكفير أحد إلا إذا أنكر معلوما من الدين بالضرورة، كما أن التكفير لدى الأزهر له ضوابط.
البابا تواضروس
أعلن البابا تواضروس قبل تنصيبه أن الكنيسة لن تكون لها علاقة بالسياسة، لكن ظرف المرحلة الحرجة التي مرت به مصر فرضت عليه الاشتباك فكان البابا تواضروس جزءا من مشهد 3 يوليو 2013 الذي أعلن خلاله تفاصيل مرحلة ما بعد مرسي.
أكد البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أن أوضاع المسيحيين المصريين تحسنت مع ثورة 30 يونيو 2013 التي قام بها الشعب المصرى مسلمين ومسيحيين وحماها الجيش المصرى.
الدفاع عن الوطن
وقال خلال استقبالاته الداخلية وزيارته الخارجية واخرها لقاء المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل بالكاتدرائية إن مصر تنطلق بخطى ثابتة نحو المستقبل حيث شهدت إقرار أول قانون لبناء الكنائس في مصر وانتخاب 39 عضوا مسيحيا بالبرلمان مقارنة بعضو واحد سابقا وكذلك زيارات الرئيس للكاتدرائية ليلة الكريسماس حسب التقويم الشرقى بالإضافة إلى اهتمام الدولة بتعمير إصلاح الكنائس التي أحرقت ودمرت في أحداث أغسطس 2014.
وأضاف البابا: ومازال في الطريق خطوات أخرى تعبر عن المواطنة الكاملة وعدم التمييز والمساواة وإننا جميعا كمصريين مسلمين ومسيحيين نعمل على بناء مصر الحديثة.
وتابع البابا: تحدث بين الوقت والآخر بعض المشكلات بسبب الفقر أو الجهل أو التعصب أو الازدحام وتحاول الكنيسة مع الدولة أن تحل هذه المشكلات في إطار الأسرة المصرية الواحدة.
وأعرب البابا عن أسفه لتعرض مصر لهجمات الإرهاب والعنف التي تعرقل المسيرة، مضيفًا: ولكنها لا توقف تقدمنا وإصرارنا على أن تحيا مصر في أفضل صورة.
وعبر البابا عن ثقته في قدرة القيادات السياسية والاجتماعية والتشريعية في مصر، مضيفا: واثقون في علاقات المحبة التي تجمعنا كمصريين واثقين أن مساندة بلادكم العظيمة ألمانيا في كافة المجالات الاقتصادية والثقافية والتعليمية والاجتماعية والفنية سوف تساعد على مزيد من الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وحوض البحر الأبيض المتوسط.
جلال مرة
شاءت الأقدار أن يشارك المهندس جلال مرة أمين حزب النور السلفي في بيان 3 يوليو.
ومثل "مرة" حزب النور في ذلك الاجتماع الذي يمثل نقطة تحول مهمة في تاريخ مصر بالصدفة.
وقال المهندس جلال مرة الأمين العام لحزب النور مؤخرا إنه يجب علينا أن نعترف أن من أكبر التحديات التي تواجه الدولة المصرية في هذه المرحلة الحرجة من عمر الوطن التصدي لمحاولات بث الفتن والعبث بوحدة وتماسك نسيج المجتمع ولحمته ومواجهة الإرهاب الأسود والجماعات المتطرفة التي تستهدف الوطن بكل طوائفه.
وأضاف الأمين العام لحزب النور خلال كلمته في الجمعية العمومية لحزب النور أنه لقد أصبح جليا للجميع مدى المخاطر والتحديات التي يتعرض لها الوطن وأبناؤه داخليا وخارجيا وإقليميا فهناك دول تتحرك داخل المجتمع المصري للعبث بأمنه واستقراره وتماسكه في الوقت الذي انشغل فيه الجميع بقضايا فرعية بعيدة عن الوعي بهذه المخططات الدنيئة والخبيثة التي تسعى لهز أركان الدولة.
محمود بدر
محمود بدر شارك في تأسيس الحركة الأشهر وهى تمرد التي كانت وقود الثورة ضد نظام جماعة الإخوان، ليشارك بعدها في خارطة الطريق لثورة 30 يونيو بداية من كونه أحد الحاضرين الإعلان عنها يوم 3 يوليو ثم مشاركته في إعداد الدستور ثم انتخابه عضوا للبرلمان.
سعى "بدر" لتأسيس حزب سياسي بنفس اسم الحركة، ولكن لجنة شئون الأحزاب رفضت الأوراق المقدمة لتأسيس الحزب لوجود خلل في اللائحة الداخلية للحزب.
وقال بدر عن ذكريات المشهد: "أتذكر يوم 5 يوليو، وقتها كان هناك خلاف على تسمية اسم رئيس الوزراء نحن طرحنا اسم محمد البرادعى بينما رفض حزب النور الاس،م وتلقيت اتصالا من الرئيس السيسي وكان برتبة فريق أول وقال لى: يا محمود إحنا القوات المسلحة لن نتدخل في السياسة نهائيا، ولكن سنحافظ على الوحدة الوطنية ونمنع أي انشقاق لكى لا يضيع ما فعلناه في 30 يونيو، وتمسككم برأيكم في اسم رئيس الوزراء قد يسبب انشقاقا في الشارع المصرى وبالفعل استجبنا لنصيحة الرئيس السيسي وقتها".
الاستفادة الوحيدة التي حصل عليها من ثورة 30 يونيو هي حب المصريين له ودعمهم الكامل بداية من الإمضاء على استمارة تمرد والاستجابة لدعوات النزول يوم 30 يونيو ومن ثم اختياره في لجنة الخمسين لإعداد دستور 2014 وأخيرا دعمه في الانتخابات البرلمانية الماضية.
محمد عبد العزيز
أحد مؤسسي تمرد وعضو في التيار الشعبى انفصل عن الحركة بعد خلافه مع محمود بدر في تأييد المرشح الرئاسى في انتخابات الرئاسة عقب 30 يونيو وقانون التظاهر حيث أعلن بدر تأييد الرئيس عبد الفتاح السيسي وقانون التظاهر فيما أيد عبدالعزيز المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى ومعارضة القانون.
تم تعيين محمد عبد العزيز ضمن تشكيل المجلس القومى لحقوق الإنسان برئاسة محمد فائق عقب 30 يونيو وخاض الانتخابات البرلمانية على دائرة شبرا الخيمة إلا أنه لم يوفق.