«الدولة العميقة» تحكم أمريكا.. مافيا رجال الأعمال تقوض أدوار الرئيس.. فرق ضغط من إدارة أوباما تحرك قرارات ترامب.. وجنرالات الجيش يضعون بصماتهم بالسياسة الخارجية
لم تسلم الولايات المتحدة من "حفرة" الدولة العميقة على الرغم من كونها إحدى أكبر الدول في العالم والتي تملك نظاما إداريا وسياسيا صارما يطبقه الرؤساء على اختلافهم من أجل هدف أعلي هو تحقيق مصلحة الدولة فقط.
الدولة العميقة
يستخدم تعبير "الدولة العميقة" للإشارة إلى المؤسسات أو الأفراد الذين يعملون داخل قوات الأمن ويعبر عن البيروقراطية الحكومية في صورة قوى غامضة تعمل بعيدا عن يد القانون، عبر أعضاء جماعات نافذين غير منتخبين يعملون في الحكومة داخل دوائر الولايات المتحدة الأمريكية.
رجال الأعمال
تتحدث الصحافة الأمريكية باستمرار عن شخصيات لرجال أعمال، يلعبون أدوارا فاعلة داخل الإدارة الأمريكية في الخفاء تصل إلى حد رسم سياسات الإدارة الأمريكية بعد ممارسة دور كبير في وصول ترامب إلى سدة الحكم كان من بينهم عائلة ميرسِر متمثلة في رجل الأعمال روبرت ميرسر التي لعبت دورا محوريا في فوز دونالد ترامب ولا تزال ترسم الخطوط العريضة لسياسته حسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
فرق ضغط
كانت صفقة الأسلحة الأمريكية الضخمة للسعودية مثالا على وجود فرق ضغط، بعض اعضائها من إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، تتولى دور "اللوبي" لصالح دول أخرى وتدفع بالرئيس دونالد ترامب لقبول صفقات واتفاقات لم يكن يرغب في تنفيذها.
ووفق مركز جلوبال ريسرش البحثي، فإن الرئيس الأمريكي لم يكن راغبا في إتمام زيارته للسعودية ولكنه تعرض لضغوط من مجموعة ضمن فريق إدارته بينها دينا بأول نائب وكيل وزارة الخارجية للشئون الدبلوماسية العامة والشئون العامة من أصول مصرية ومستشار الأمن القومي ماكماستر.
وأكد مصدر رفيع للمركز البحثي أن مستشار الأمن القومي ماكماستر والنائبة دينا بأول يمارسان ضغوطا على ترامب بطرق مختلفة حتى إن الأمر بلغ حد تحكمهم الكامل على السياسة الخارجية الأمريكية في الوقت الحالي.
وأوضح المركز أن الصفقة تفيد مؤسسة جولدن مان ساكس، مؤسسة خدمات مالية واستثمارية أمريكية متعددة الجنسيات، في المقام الأول حيث كانت بأول ومستر يعملان لصالحها قبل توليهما مناصب رفيعة بالإدارة الأمريكية، مؤكدة انها ستكون المستفيد الأكبر من إتمام صفقة السلاح بين أمريكا والسعودية كما سيكون المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية ديفيد بيترايوس على رأس المستفيدين أيضا.
حكومة الجنرالات
كان الهجوم الصاروخي الذي نفذته الولايات المتحدة الأمريكية على سوريا بعد هجوم خان شيخون الكيميائي المزعوم علامة اثارت تساؤلات حول دور جنرالات الجيش في الإدارة الأمريكية خاصة بعد أن استعاض ترامب عن الخبراء في حكومته بالجنرالات ورجال الجيش، أصحاب العقلية العسكرية الفعلية والتي تدفع الحكومة لاتخاذ قرارات العسكرية.
واعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن توجيه سياسة أمريكا بالشكل العسكري الصريح هو شيء جديد في تاريخ الولايات المتحدة مؤخرًا، مؤكدة أن السياسة الخارجية الموجهة نحو الجيش هي أكثر توجهًا نحو الاستقرار من أي نهج آخر متبع في الشئون الدولية ولكنها أقل عرضة للطموحات الأيديولوجية الكبرى، وأقل ميلًا إلى تخيل الولايات المتحدة كمثال يطبق الديمقراطية.