رئيس التحرير
عصام كامل

الشيخ أبو العيون يحكي ذكريات كعك العيد

الشيخ أبو العيون
الشيخ أبو العيون

في مجلة مسامرات الجيب عام 1950 كتب الشيخ محمود أبو العيون مقالا عن كعك العيد ووصفه بالبدعة التي يجب اإطالها قال فيه:

العيد فرحة وما أعظمها فرحة أنعم الله تعالى به على عباده الصائمين التائبين الذين أتموا فريضتهم كما أمر الله بها.

وذكريات العيد وكعك العيد مازالت عالقة بأذهاننا، كنا أطفالا في القرية نلهو ونفرح ونعبث بكل جديد، وننتظر موسم عيد الفطر بلهفة وشوق.

كنا نظفر فيه بثوب جديد وحذاء لامع، وكان أهم ما نفرح به كعك العيد الشائع في قرى الصعيد، وكان يضع من الدقيق اللامع واللبن والسمن على هيئة حلقات غليظة.

كنا نفرح بذلك الكعك ونتخاطفه في صباح العيد، وماكان اجمله حين نضع اثنين منه أو ثلاثة كا الأسورة في أيدينا.

نقدمه للضيوف مع البلح وما يوجد من الثمار في ذلك الموسم، كما يتصدق منه أهلونا على الفقراء في المنازل وفي المقابر، ويهدون منه إلى أصدقائنا وجيراننا.

وقد عرف المصريون الكعك منذ آلاف السنين منذ عهود المصريين القدماء ـــ كما ذكر الباحثين في مجال الآثار.

عرفنا الكعك المعروف بمصر حين نزحنا إليه نهاية القرن المنصرف، فكان كعكا لطيفا غير ما نعهده في كعك قرى الأرياف..هذا الكعك بأنواعه الكثيرة المحشوة وغير المحشوة، ونقوشه المختلفة كان عندنا موضع غرابة وعجب.

ومازال الكعك الذي عرفناه قديما بمصر له منزلة في نفوس الناس، في البيوت جميعها، تهتم به كل الطبقات، وتقدمه للزائرين والمهنئين بالعيد بالعيد مع مختلف الأشربة الحلوة اللذيذة المتخذة من الثمار.

وتبدي البيوت اهتمامها بهذا الكعك، وقد تحدث أزمات وخلافات قد تؤدي إلى أوخم العواقب وما العواقب مع استمرار الأزمة الاقتصادية وصعوبة الحصول على القوت اليومي.

ورغم ذلك فإن بعض النساء يرين أن الحرمان منه عار وفضيحة بين الجيران، وقد يعز على الطبقات الفقيرة عمل الكعك في هذه الأيام الشديدة الغلاء. ونحن نناشد بل ونطالب بإبطال هذه العادة وهذه البدعة التي تخرب الكثير من البيوت، أو الاكتفاء بالقليل منه بدلا من هذا الحشد الهائل من "صاجات " كعك العيد.

كما أناشد القادرين على صنعه أن لا ينسوا أطفال الفقراء من الأجانب والأقارب بإهدائهم كعك العيد.. إذ كيف يهنأ الإنسان بلذة الطعام وجيرانه الفقراء بجواره محرومون منه.
الجريدة الرسمية