رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. صلاة جنازة تقطع فرحة العيد بمسجد الصديق في مصر الجديدة

فيتو

"العيد فرحة وأجمل فرحة" جملة نشأ عليها جيلٌ كامل، تعود على الاستيقاظ مبكرًا وارتداء ملابس العيد والذهاب للمسجد لأداء صلاة العيد، المتشاحنون يتصالحون، والكل سعيد، أو يُجبر نفسه أن يكون سعيدًا، الألوان في كل مكان، والعطاء مبذول للأطفال وللكبار، فالأطفال يعطون البهجة والضحكات مقابل العيدية والبالونات وجو السعادة المُنتظر من العيد للعيد.




  

  

   

وفي خضم هذه الأجواء الاحتفالية، ووسط الألوان والبهجة، وفي انتظار أن تسقط البالونات لتعم البهجة أكثر وأكثر وسط آلاف المُصلين، قطع الحفل صمت مُريب، وتخطى الموجودين حدث جلل، إنه حزن يأتي ليخيم على هذه الأجواء، جيئ بنعشٍ ليتخطى الفرحة ودخل من يرتدي الأسود ليتخطى الألوان، في مشهدٍ قلما وجدناه.

تفاجئ المصلون في مسجد "الصديق" بمصر الجديدة، بعد صلاة العيد بنعش يدخل الساحة لتُقام صلاة الجنازة على متوف، ووسط اندهاش وحزن وبقايا بهجة خيمت عليها المفاجأة تساءل المصلون عن سبب الحضور الباكر لهذه الجنازة وسط صلاة العيد، فبين مترحمٍ على المتوفى، ومستنكرٍ للحدث مرددًا أحاديث نبوية تنهى الناس عن زيارة المقابر يوم العيد فضلا عن أن تُقطع البهجة بصلاةٍ على الجنازة، وبين هذا وذاك كان هناك حتما من يترحم على "شجرة الدر"، ولسان حالهم يقول: "لله درُكِ كم أنتِ حكيمة حينما أجلتِ الحزن من أجل المصلحة" أو لم يكن أولى أن يؤجل أهل الميت صلاة الجنازة لصلاة الظهر؟!

  

  

  

وبينما الكل يتساءل عن الميت بين مُترحمٍ وحزين على بهجة العيد الضائعة، والبالونات التي لم تسقط على الأطفال بعد مثلما كان مُخططا لها، بين هؤلاء جميعًا يظل السؤال الأكثر عُمقًا كيف أصبح أهل الميت اليوم في العيد؟! بالطبع لن يأخذ الأطفال عيدية في تلك الأسرة، ولن ترتدي نساؤها الألوان ولن تحل البهجة بينهم، فبينهم فقيد لم يُدفن سوى بعد صلاة العيد، ويكأن العيد يُجيب عن السؤال المعهود "بأي حالٍ عدت يا عيد" بقوله لهم "عدت لكم العام بفقيدٍ جديد".

وأيضا هناك وسط هذا الزحام من قرر أن يحتفل أو لم يصله خبر الجنازة من الأساس، أو وصله ولكن الأمر لا يعنيه، فهو ينتظر الفرحة ولن يُفرط فيها، ومنهم من حزن قليلًا وأجل الفرحة لبعد انتهاء الجنازة واستكمل كأن شيئًا لم يكن، ففي النهاية لن يشعر بالحزن سوى من فقد الفقيد، أما الباقون فقد أجلوا بهجتهم وتعكر صفوهم لدقائق معدودة عائدين لبهجتهم مرةً أخرى ليستكملوا العيد وسط كل هذه الألوان التي لطالما انتظروا أن تغير لون حياتهم الرمادي المُكرر يوميًا.

  

  

   

  

   
الجريدة الرسمية