ظاهرة الإقبال على الخمور ليلة العيد في عيون الخبراء.. أبو طالب: الصيام لم يردعهم.. بسمة سليم: يعتبرون رمضان سجنا والخمور مكافأة الإفراج.. الجندي:غياب التربية والرقابة سبب
بمجرد أن أعلنت دار الإفتاء نهاية الشهر الكريم وأن غدا هو أول أيام عيد الفطر شهدت محال بيع الخمور والمشروبات الكحولية في القاهرة والجيزة، إقبالًا من عشرات الشباب في ليلة العيد وأقبل المواطنون على محال الخمور في السادس من أكتوبر، ووسط القاهرة والمهندسين في مشهد يوحي بأن هؤلاء خرجوا من السجن لتوهم ونالوا حريتهم ولن يحاسبوا على ما يفعلونه.
«فيتو» تستطلع آراء الخبراء وتفسيرهم لإقبال الشباب على محال الخمور بمجرد انتهاء الشهر الكريم.
حالات فردية
أكد الدكتور حامد أبو طالب، عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الشعب المصرى متدين بطبعه منذ قديم الزمان، مشيرًا إلى أنه ينشط في العبادة أكثر في بعض المواسم الدينية، مثل شهر رمضان؛ نظرًا لعظمته، وما ورد فيه من أحاديث.
وأضاف «أبو طالب» لـ«فيتو» أن ما يشهده ختام الشهر الكريم من انتشار لبعض الشباب أمام محال الخمور، وغيرها من المنكرات، فإنها تعد كبيرة من الكبائر التي يرتكبها العبد، لافتا إلى أن مثل هؤلاء لم يتأثروا بالصيام، ولم يحقق فيهم الصيام أثرًا ملموسًا، مؤكدًا أن المسلم لا ينبغي عليه أن يأتى بمثل هذه الأفعال.
وتابع عضو البحوث الإسلامية أن من يفعل ذلك، يؤكد أن الشيطان انتصر عليه، واستطاع أن يغويه، لافتا إلى أن الشيطان يجتهد كثيرًا مع نهاية الشهر الكريم، مشددًا في نفس الوقت على أن مثل هذه الحالات هي حالات فردية، ولا تعبر عن جموع الشعب المصري والمسلمين، لكن لا يمكن الحكم على هؤلاء بأن صيامهم غير مقبول، مؤكدًا على أن الصيام له أجر، وأن ما يرتكبونه يعتبر كبيرة، وله جزاؤها عند الله، ودعا الشباب أن لا ينجرفوا إلى مثل تلك المعاصي والآثام.
تعويض عن السجن
ومن جانبها، قالت الدكتورة بسمة سليم، خبيرة تنمية بشرية باحثة في علم النفس، أن إقبال الشباب على المخدرات ومحال الخمور بمجرد انتهاء آخر مغرب في شهر رمضان يدل على صعوبة الموقف الذي وصل إليه حال هؤلاء الشباب، وأن الشهر الكريم لم يؤثر فيهم ولم يكتسب منه شيء.
وأكدت الباحثة لـ«فيتو»، أن الشهر الكريم جاء ليتخذ الصائمون سلوكا معينا يستمر عليه حتى بعد انتهاء الشهر، لكن الملاحظ في معظم الشباب أن الشهر يمثل له السجن الذي يجب أن يلتزم فيه ويبتعد عن المعاصي والمفطرات، وانتهاء الشهر بمثابة الإفراج من السجن فيعود إلى عاداته القديمة التي تعود عليها، وهذه المخدرات والخمور بمثابة مكافأة أو تعويض عن الشهر الذي قضاه داخل السجن.
وتابعت أن الأمر تخطى أن يكون السبب فيه الضعف الديني إلى مجرد عادات يستمر عليها الشباب كل عام، بغض النظر عن تأثير الشهر به فالدين عنده خلال الشهر، لكن بمجرد انتهاء الشهر يخرج عن التزاماته ويعود لعاداته، ولا يعلم أن الحساب والجزاء موجود خلال الشهر وبعد الشهر أيضا.
غياب التربية
ووصف الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية، ظاهرة انتشار بعض الشباب أمام محال الخمور مع انتهاء شهر رمضان، بأنها ظاهرة خطيرة ومخيفة، مرجعا السبب في ذلك إلى عدة عوامل أولها هو غياب التربية والرقابة الاجتماعية للأسرة، وكذلك غياب الدور التوعوي للمؤسسات الدينية والمدرسة.
وأضاف «الجندي» لـ«فيتو» أن من يفعل ذلك من الشباب يدل على أنه لم يكن صائمًا كما ينبغي، لأن الحكمة من الصيام كما بينها الله عز وجل هي تحقيق التقوى في نفوس الصائمين، لافتا إلى أن التقوى إذا تحققت في قلب المؤمن فإنه يبتعد عن كل ما يغضب الله.
وأشار عضو مجمع البحوث الإسلامية، إلى أن الدراما التليفزيونية والأعمال الدرامية التي تعرض في رمضان لها دور كبير في ذلك أيضا، مؤكدًا أن بعض الأعمال الدرامية في رمضان كانت تعرض مشاهد شرب الخمر والعري على أنها شيء عادي ولا غرابة فيه، وأن الشباب في الوقت الحاضر لا يقرأ كثيرا وأصبح يكوِّن جزءا كبيرا من ثقافته من خلال أفلام خاصة المرئي منها، وأكد على أن مثل هذه الأعمال لا يمكن الحكم من خلالها على أن صيام العبد لا يقبل، قائلا: "نحن لنا الظاهر فقط والبواطن يعلمها الله". ومستدلا بقوله تعالى: "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى".