بأي حال عدت يا عيد؟
ها قد انتهى رمضان وفرغ المصلون من قيامهم وركوعهم وسجودهم بين يدي الله تعالى في العشر الأواخر منه، وها هي انقضت العشر الأواخر التي أقسم الله بها «والفجر وليال عشر» وهاهم المسلمون يستقبلون يوم عيد الفطر-الذي جعله الله تعالى مكافأة للصائمين على طاعتهم، وترويحًا لنفوسهم، وسببًا من أسباب سعادتهم (للصائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه)، وتكاد تتكالب عليهم الأمم، ويأكل بنوها بعضهم، فما من دولة مسلمة إلا وانتشر فيها داء التفرق والتشرذم والعداءات إن لم تكن سياسية فمذهبية، وما الحاصل في اليمن بين الحوثيين (شيعة مسلمون) وبين قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ببعيد، وما يحدث في العراق من حرب مذهبية أيضا بين السنة والشيعة أيضا ليس خافيا على أحد، وما يحدث في ليبيا، وتونس والمغرب والجزائر ومصر أيضا ليس ببعيد.
ها قد جاء العيد والمسلمون في كل وادٍ يهيمون، كل أمة منهم تدعو إلى إمامها وعصبيتها، وتحارب ما عداها حتى صار عدد قتلى المسلمين بأيدي بعضهم أكبر مما حدث ويحدث في الحروب الدينية.
ها قد جاء العيد، وما زال الأعداء يحيكون للأمة المؤامرة تلو الأخرى، وكلما نجو من واحدة وقعوا في أخرى، فقد نجحوا في الفرار من فخ التقسيم والتقزيم إلا أنهم ما زالوا يتصارعون فيما بينهم على دور القيادة والزعامة.
ها قد جاء العيد والأقصى لا يزال أسيرا، والعراق مأسورا، وليبيا محطمة، واليمن باتت غير سعيدة، وسوريا تشكو إلى الله بعض بنيها.
ها قد جاء العيد وحالنا لا يسر عدوا ولا حبيبا.