رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية مسجد «ابن رشد وجوته» !!


"ما رأيكم.. المسجد الآخر الذي تصلي فيه المرأة بجانب الرجل.. تم افتتاح مسجد في برلين على أرض تبرعت بها الكنيسة البروتستانتية "القديس يوحنا"-( البروستانت المعروف بتشددهم )- وسمي بمسجد "ابن رشد وجوته" هذا المسجد يختلف عن جميع المساجد في ألمانيا، حيث يحق للمرأة أن تؤم المصلين، وتخطب فيهم خطبة الجمعة، علمًا بأن الحجاب يعتبر حرية شخصية ولا لأحد أن يتدخل في هذا الشأن.. دعت إدارة المسجد مسيحيين ويهود للصلاة الجماعية مع المسلمين يوم الافتتاح، وجعلت الدعوة مفتوحة لكل من يريد أن يصلي معهم ليس في يوم الافتتاح فحسب، بل في كل الأوقات، دون تفرقة ولا السؤال إلى أي ديانة أو مذهب ينتمون". 


هذا ما كتبه كاتب مصري يعيش في ألمانيا، يرى في نفسه أنه مجدد للإسلام، ورائد التنوير، الحقيقة حاولت النقاش معه كثيرا، والمشكلة الأساسية لديه أنه لا يفرق بين الإسلام وسلوك المسلمين، بين الإسلام واجتهادات بعض المسلمين القدامى، فهو يرى إذا كان هناك خطأ لاجتهاد ابن تيمية فالإسلام هو المخطئ، وإذا أخطاء الشعراوي فالخطأ لا يمثله الشخص يحمله للإسلام، على الرغم أنه يعيش في ألمانيا ويدعي الليبرالية، إلا أن سلوكه لا يعبر عن ذلك، ولكن هذا الأمر المريب له توابع رصدت بعضها أو الذي أريد الإشارة إليه منها، أولا هذا الكاتب له مجموعة من الأصدقاء المصريين خليط من الصحفيين وأساتذه الجامعة والسياسيين، ومعظم هؤلاء من اليسار المصري، سواء كانوا أعضاء حزبيين أو يسار بدون هوية حزبية، وطبيعي هذا الأمر أخذ إشادة وترحيب كبير منهم، وللأسف هذا معروف عن شريحة من اليسار واتجاهها للدين أي دين!

ولهذا جاءت الأغلبية من التعليقات تؤيد هذا الاتجاه الغريب، ويخالف جميع الأديان السماوية، فمثلا كتبت السيدة أحلام انورسند: هذه هي المشاعر والأخلاقيات الحقيقية لتقدم الأمم.. والمحبة الربانية التي أوصانا بها الله في جميع كتبه السماوية.. فلا تفرقة بين الأديان الجميع يتألف بمحبة دون أي تعصب فكري أو ديني، فالجميع يحرصون ويهتمون بالمشاعر الإنسانية.. بلا حقد أو تطاول أو هجوم بل يسعون إلى التكاتف والمحبة الخالصة والمشاركة فيما ينمي مبادئهم وأخلاقهم ليتقربوا من بعض أكثر لتنهض بلادهم لمصلحتهم جميعًا... ولهذا هذه الدول في تقدم وازدهار.. لعل بعض النفوس المرضية تتخذ من هذه القيم طريقا أفضل لإرضاء رب العباد فيحل الحب والسلام بين الشعوب.. تحياتي وتقديري للكاتب العظيم بألمانيا "وتعليقات كثيرة تقول: يا ريت تعمم..!

الأمر الذي أزعجني جدا أن من هؤلاء، كاتبة أطفال تم تكريمها كثيرا من السيدة سوزان مبارك، يضاف إلى كل هذا عملها في هيئة قصور الثقافة عمرها الوظيفي تقريبا مسئولة عن الطفل المصري، السيدة فاطمة المعدول علقت على هذا الوضع الشاذ " الله رائع "..!

هذه السيدة عملت بين الأطفال بهذه العقلية ماذا نتوقع منها يمكن زراعته في عقول ونفوس الأطفال تجاه الدين!؟ لا أكون مبالغا أن نتاج الأطفال الذين يخرجون من عندها بمثابة بيئة صالحة للإرهاب والتشدد، لأن لكل فعل مساو له في القوة، ومضاد له في الاتجاه! الأستاذة التي كرمتها الدولة المصرية كثير!

الملاحظة الأخيرة على العمل المشبوه، هي مفاجأة على أرض مصر، وهي أن الدكتور إبراهيم أبو العيش رحمه الله -كما كتب أحد تلاميذه سلامة البابلي- قد بنى مسجدا على هيئة دائرة بدون أي تحديد قبلة أو اتجاه، من منطلق يمكن أن يصلى فيها المسلم المسيحي أو اليهودي، والغريب هذا يتم تحت دعوى التسامح والتراحم بين الأديان، وتكتمل الصورة لو علمنا أن الدكتور إبراهيم أبو العيش عاش فترة ليست بالقصيرة في ألمانيا.

ماذا يدبر للإسلام من أهله!؟ أصبح الأمر "سمك.. لبن.. تمر هندي" بأيدينا نسهم في تشويه الإسلام بدعاوى الحرية، كتبت لي المخرجة الشابة مرفت شليب وهي مسيحية قائلا: الصلاة لدينا لها قواعد وأصول وليست كما شاهدتها في الصور.. الهدف ليس الإسلام فقط بل جميع الأديان!
وبالتالي مايحدث ليس موجها للإسلام فقط كما قالت الصديقة، القضية تدمير الأديان بدعوى الحريات!
الجريدة الرسمية