رئيس التحرير
عصام كامل

وأطعموا البائس الفقير


هذا جزء من آية كريمة في سورة الأنعام، أردت الاستشهاد به والدعوة للتصدق في وجوه الخير وإخراج زكاة الفطر، التي فُرضت في السنة الثانية من الهجرة، وهي السنة نفسها التي فرض فيها الصيام، وقد شرعها الله سبحانه وتعالى جبرا لنقص الصيام إذ إنها طهرة للصائم غنيا وفقيرا من اللغو والرفث، وقيل إنها كصلاة السهو تجبر ما كان من خطأ أو نسيان في الصيام، وقيل إنها لإغناء الفقراء في يوم العيد، وفيها ما فيها من التراحم والتكافل بين المسلمين..


وهي واجبة على المسلم القادر على أدائها ممن يملك قوت يومه يخرجها عن نفسها وعمن يلزمه الإنفاق عليهم من والد ووالدة، وزوجة، وعيال، وهي مخصوصة بزمان مخصوص يبدأ من غروب شمس ليلة العيد وحتى مطلع الشمس، وقيل يبدأ من أول ليلة في رمضان فمن أخرجها في وقتها ذلك فقد أداها، ومن أخرجها في غير هذا التوقيت فهي صدقة له..

ومعلوم أن الصدقة والإنفاق في وجوه الخير من الأمور المحببة إلى النفس سواء للمتصدق أو المتصدق عليه، إذ إن فيها انشراح الصدر، وراحة القلب وطمأنينته، وفيها ما فيها من مقاومة شح النفس خصوصا إذا جاءت من فقير، وقد قال تعالى:"وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ" كما أنها تطفئ غضب الله سبحانه وتعالى كما في قوله صلى الله عليه وسلم: {إن صدقة السر تطفئ غضب الرب تبارك وتعالى} وتمحو الخطيئة، وتذهب نارها {الصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار}..

كما أنها وقاية من النار كما في قوله: {فاتقوا النار، ولو بشق تمرة} كما أن في الصدقة دواء للأمراض البدنية وقد قال صلى الله عليه وسلم {داووا مرضاكم بالصدقة}، كما أنها تصل العبد بربه وتقربه إليه وقد قال تعالى: "لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ" كما أن المنفق يدعو له ملك من الملائكة كل يوم {ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا} كما أن صاحب الصدقة يبارك له في ماله كما أخبر النبي عن ذلك بقوله: "ما نقص مال من صدقة".
الجريدة الرسمية