رئيس التحرير
عصام كامل

ناجح محروس.. تخصص مسح أحذية مراقبي ورجال أمن امتحانات الثانوية

فيتو

العمل فضيلة مبدأ أكد عليه أمير الشعراء أحمد شوقي فقال "أيها العمال أفنوا العمر كدا واكتسابا "، وأمام لجنة مدرسة أمير الجيوش الثانوية بنات بمنطقة باب الشعرية وقف ناجح محروس، رجل بسيط ثلاثيني العمر بملابس رثة ووجه أسمر أثرت فيه الشمس بأشعتها الحارقة.. أصابعه خشنة سوداء من كثرة العمل، وغالبا لاتفارق حقيبة العدة علي كتفه، وهي أدواته الخاصة "ملمع الأحذية والفرشاة"، التي يقوم من خلالهما بسحره الخاص لتلميع الأحذية، وإعادتها جديدة.


نزح ناجح من إحدي القري الفقيرة بحثا عن لقمة العيش، وفضل السكن بمنطقة الجمالية بالقرب من منطقة المعز والحسين في إحدي الغرف الصغيرة، وقال:"جيت القاهرة من فترة، حاليا بطاقتي وحياتي في منطقة الجمالية، وأعرف المدارس في كل المناطق المجاورة". 

وياتي ناجح إلى لجنة امتحان مدرسة أمير الجيوش قبل انتهاء لجنة الثانوية العامة بنصف ساعة لمسح أحذية قوات الأمن من رجال الشرطة، ولا تنتهي مهمة ناجح عند هذا الحد، بل يجلس أمام اللجنة بعد انتهاء وقت الامتحان غير مبال بحرارة الشمس أو ساعات الجوع والعطش في صيام شهر رمضان، عملا بكلام الله عزوجل " وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ".

ويدخل إلى المدرسة لتلميع أحذية المراقبين والعمال، ويقول: "كل عمال المدرسة أصحابي ويعرفونني وبدخل المدرسة بعد انتهاء اللجنة واعرف كل مدارس المنطقة "، وبهذا ينطبق عليه وصف أمير الشعراء للعمال المتقنين لعملهم أمثاله "أتـقـنـوا يـحـبـبـكـم الله ويـرفـعـكـم جـنـابـًا.... إن لـلـمـتـقـن عـنـد الله والـنـاس الـثـوابـا".

ويؤكد عمال وموظفو المدرسة أن ناجح من الشخصيات الطيبة، والتي لا تثير المشكلات، وكل يوم يأتي لإتمام مهمته، ويعتبره بعض أولياء الأمور تميمة الحظ ووش السعد، وخاصة أن اسمه مشتق من النجاح، وهو اسم يدعو للتفاؤل "ناجح وش حلو على الطلاب".

الجريدة الرسمية