رئيس التحرير
عصام كامل

وما أدراك ما ليلة القدر!


غدًا ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، غدا يقف المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها متضرعيـن إلى الله تعالى أن يغير أحوالهم إلى أحسن حال، ويبدل سيئاتهم، ويتقبل أعمالهم، ويتجاوز عن مسيئهم، ويرحم موتاهم، ويعيد غائبهم، ويجمع شملهم ويوحد كلمتهم، ويختم بالباقيات الصالحات أعمالهم..


غدا تتوجه قلوب ملايين المسلمين إلى الله تعالى آملين، خاشعين، يرجون رحمته، ويخافون عذابه، تحدوهم الآمال أن تكون تلك الليلة هي ليلة القدر، التي هي الليلة المباركة التي يفرق فيها كل أمر حكيم، وهي الليلة الموعودة التي خص بها الله سبحانه وتعالى بها عباده المؤمنين، تعظيما وإجلالا وتشريفا لخير الشهور، وأجمل الليالي، وهي الليلة المباركة التي تكتب فيها الآجال والأرزاق، من حرمها فقد حرم الخير كله، ومن قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر..

وهي الليلة التي فضلها الله سبحانه وتعالى على سائر الليالي فيها تتنزل الملائكة وتصعد أعمال المؤمنين الصائمين الخاشعين الخائفين إلى الله فيقبل منها ما كان خالصا لوجهه الكريم ويتجاوز عما عدا ذلك، وهي الليلة التي تتغير فيها الآجال والأقدار، فيثيب فيها الطائع، ويغفر ويتجاوز ويصفح عمن أساء إذا وقف بين يدي الله ذليلا مكسورًا يرجــو رحمته ويخشى عذابه، وقد يبدل الله سيئاته حسنات بفضل هذه الليلة المباركة، وقد سميت بهذا الاسم لأنه قيل إنها مقدرة بوقت مخصوص وزمان مخصوص، وقيل لأن فيها تتغير أقدار العباد فيعطي فيها الله عز وجل محروما، ويرزق محسنا ويتجاوز عن مسيئ..

وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحريها في الأيام الوترية في العشر الأواخر من رمضان والمشهور أنها ليلة السابع والعشرين، فاللهم لا تحرمنا فضلها وبدل فيها أقدارنا ووسع أرزاقنا واكتبنا فيها من الشاهدين، ولا تجعلنا فيها من المحرومين الخائبين المطرودين.
الجريدة الرسمية