رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا لوقالها وفعلها الرئيس


من أكثر شعوب العالم التى تهجو نفسها دائماً هو الشعب المصرى فدائماً يعزى مصائبة إلى نفسه وإن كل ما يحدث له ماهو إلا عقاب من رب العالمين أنزله لسوء خلقه مستشهدا بالحديث النبوى الذى يقول فيه ((لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا مابأنفسهم )).


ولكن كيف تغير الأقوام أنفُسها؟ القوم هم مجموعة من الناس تربطهم صفات مشتركة من اللغة والعادات والتقاليد فربما يكون القوم قبيلة أو عدة قبائل أو شعب بأكمله .

فتغير سلوك الشعوب لا يكون فراداً بل هى من صنع الحكام، فالحاكم إذا أراد أن ينهض بشعبه خاطبهم بما يريد النهوض به حتى يكتسب المؤيدين ويكون معارضوه فقط فى طريقة النهوض لا أكثر ثم يبدأ بعرض خطته على الشعب وينادى كل من له فكرة أو اختراع يعضض ويساند فكرة النهوض أن يطرحه لدراسته وتجريبه، ويعمل على تكاتف الأيادى فى داخل الوطن وخارجه من أبناء شعبه ثم تبدأ المرحلة التجريبية لمدة عام .

وبالطبع ستسن القوانين التى تعاقب من يقف حائلاً دون تنفيذ تجربة النهضة، ثم تعمم التجارب الناجحة فى مستوى القطر بأكمله. 
وهكذا يشعر أبناء الشعب بالانتماء وبذل قصارى جهده لإنجاح مشروع الوطن، وتذكر معى ما حدث فى أوائل ثورة 25 يناير حينما لم يكن هناك لا شرطة ولا أمن ولا رئيس كيف كانت أبناؤه تجند نفسها للحفاظ على الأمن، إنه الحب الغريزى للوطن لا أكثر، فالشعب يريد من يحترم عقليته لا من يقول إنه أعلم بخفايا الأمور بحكم منصبه وغيره جاهل ولا يعلم فوكلونى أموركم ولا تسألونى وثقوا بى .

لا ياسادة حكم الشعوب ليس كيانًا فرديًا بل شأن جماعى الكل يشترك فيه كل حسب مكانه، الجميع يشعرون ويرون ويفكرون فى نهضة بلادهم إذا طرحت فكرة النهضة كما يجب أن تكون .

النهضة ليست كلمات ودستورًا وقانونًا يوضع لتصفية حسابات قديمة، فالبلد للكل بجميع طوائفها.

فمن بيده غير الحكام أن يطلقوا العنان لعقول أبنائها فى المشاركة فى نهوض البلد؟

لو وقف الرئيس وخطب فى شعبه وقال لهم أيها الشعب لقد كذبت عليكم وقلت لكم إن لدى مشروع نهضة فأعطيتمونى صوتكم واليوم جئت لكم لكى أتطهر من هذه الكذبة الشنيعة وأقول إن الشعب لابد أن يشعر بقيمته داخل وطنه ولابد أن يكون لكل فرد من أبناء هذا الوطن الانتماء إلى أرضه حتى يتفانى فى خدمته، لذلك أقول لكم أرجو أن تساعدونى فى خلق وبناء بلدنا الحبيبة مصر وأنا اليوم أفتح الباب على مصراعيه لكل الأحزاب والشباب والنابغين ورجال الأعمال الشرفاء من داخل مصر وخارجها لبناء الوطن ومشاركة كل أطياف الشعب فى رسم خريطة جديدة لمصر بكل تفاصيلها ومؤسساتها وسنضع برنامجًا زمنيًا معاً نقوم بتنفيذه والاحتفال معاً بنجاح خطواته.

أيها الشعب ساعدونى فى أن أضع جحر الأساس وتقوية دعامات الوطن ليسهل على من يأتى بعدى إن نجحنا سوياً أن يكمل مسيرة هذا النجاح للوصول إلى القمم فنحن شعب ذاق الكثير من المرار .

لذلك دعونا نقفل صفحة الماضى بكل ما فيها ونبدأ من جديد فأيدينا جميعاً ممدودة لكل مصرى ندم مثلى على ما اقترف فى حق هذه الأرض الطاهرة.

آسف لقد استيقظت من غفوتى فوجدت هذه السطور قد سُطرت فهل نحن فى زمن يمكن أن نحلم ونحقق أو نسعى أو حتى التفكير فى تحقيق أحلامنا .

نعم سأظل أحلم ببناء الوطن الذى أتمنى أن أعيش فيه، لقد عشت غريبا ًوكأننى مسجون داخل حدود هذا الوطن. لن أكفُ عن الحلم ولا عن العمل وسأظل أسأل نفسى هذا السؤال: ماذا لو قالها وفعلها الرئيس؟
الجريدة الرسمية