رئيس التحرير
عصام كامل

نادين البدير: ائذنوا لى بأربعة أزواج أو أكثر 1


أثارت الكاتبة والإعلامية السعودية نادين البدير، زوبعة من الانتقادات والغضب بعد أن نشرت مقالا غريبا فى صحيفة مصرية، دعت فيه إلى إباحة تعدد الأزواج.

كانت البدير، التى تعمل مقدمة برامج فى إحدى القنوات الفضائية كتبت مقالا بـ "المصرى اليوم" عنوانه "أنا وأزواجى الأربعة"، فى العام 2009 قالت فيه: "ائذنوا لى أن أُزفّ إلى أربعة، بل إلى خمسة، أو تسعة إن أمكن، أختارهم مختلفى الأشكال والأحجام، أحدهم ذو لون أشقر وآخر ذو سمرة بقامة طويلة أو ربما قصيرة، أختارهم متعددى الملل والديانات والأعراق والأوطان، وأعاهدكم أن يسود الوئام".

أضافت: "اخلقوا لى قانونا وضعيا أو فسروا آخر سماويا واصنعوا بندا جديدا ضمن بنود الفتاوى والنزوات، تلك التى تجمعون عليها فجأة ودون مقدمات، فكما اقتادونى دون مبررات لمتعة وعرفى وفريندز ومصياف ومسيار وأنواع مشوشة من الزيجات، فلتأذنوا لى أن أقتاد بدورى أربعة".

وفى أول رد فعل على هذه الدعوة الغريبة، تلقى النائب العام بلاغات ضد الصحيفة والكاتبة تتهمهما بتشجيع الفجور والترويج لنشر الفحشاء بين المجتمع المصرى وازدراء الأديان والشرائع السماوية.

واعتبرت البلاغات أن هذا الأمر مخالف للقوانين والأعراف، ومن قبل ذلك الأديان وميثاق الشرف الصحفى وهدما للدين الإسلامى.

غير أن نادين البدير سخرت من الغاضبين والمنتقدين لها ولدعوتها الغريبة، وكتبت مقالا عنوانه: "ما بكم؟ وما كل هذا الغضب؟".. جاء فيه:
"بما تشعرون، بالجرح؟ أم الإهانة؟ لِمَ تعتصرون؟ تعتقدون أن سطورى تنافت ومكانتكم التاريخية العريقة؟

ما كل هذا الغضب؟
لطالما دوت برءوسنا عبارة (حاتزوج عليك يا امرأة) وسكتنا، خنقتنا عبراتنا واكتفينا بتحمّل المهانة وأنتم تلغون شراكة زوجية مديدة هكذا وبلمح البصر.

خلال الأيام الماضية وبعد نشرى مقالة بعنوان (أنا وأزواجى الأربعة)، هاجت الدنيا من حولى وماجت.."انتشرت الأقوال والاتهامات، واكتشفت دواخل ذكورية كنت أجهلها.

أقسم رجل أن الساعة قد اقتربت وأن مقالى إحدى علاماتها.. ونصّب آخر نفسه قاضيا دينيا وشرع يطلق الأحكام والأوصاف داخل محكمة دينية شيّدها وهمُ خياله الخصب، من يجرؤ على التدخل بين الله وبينى غير فاقد عقل أو معتوه؟ من يتجرأ فيحدد حجم إيمانى غير متكبر يصرُّ على ربط الدين بالوحشية ووقاحة الألفاظ، وثالث قرر حرمانى جنات الخلد.. ورابع اعتبر المقال تشجيعا للفجور ونشرا للفحشاء".

وتابعت: أفرغتم المقال من مضمونه ومعناه الذى قصدته فى السعى نحو العدالة، وبزواج أكثر سعادة، بأسئلة طرحتها لأنى أعلم كما تعلمون أن معظم زيجاتنا غير سعيدة ويصيبها الملل بعد العام الأول، الحل موجود عند الرجال (عبر التعدد) لكن ماذا تفعل المرأة؟

أؤمن بأحادية العلاقة، كونها تناسب ظروفنا وعصرنا وتناسب شيئاً لم يجربه كثيرون اسمه الحب.

أؤمن بالمساواة الكاملة فى الحقوق والواجبات رغم إيمانى باختلاف الأنفس والأجساد، أؤمن أنه وجب إعادة التفكير بممارسة تعدد الزوجات لأنى أعرف أن....

- الدول العربية بل وأشدها تحفظا وقعت على اتفاقية سيداو (إلغاء أشكال التمييز ضد المرأة)... التوقيع على الاتفاقية يعنى التوقيع على مساواة المرأة بالرجل... وممارسة تعدد الزوجات خصوصا بأشكاله الجديدة المدعمة بفتاوى فوضوية يفرغ الاتفاقية من مضمونها ومن روحها. 

- تونس أصدرت قانونا يمنع تعدد الزوجات، وهى دولة عربية إسلامية.

- المغرب أصدرت قانونا يحدد تعدد الزوجات بشروط صارمة، وهى دولة عربية إسلامية.

المهم، رغم سطحية القراءة وشطحات الردود، أزعم أنى وصلت لمبتغاى واستفززت أعزائى الرجال، حققت جزءا كبيرا من هدفى فى إثارة حنقهم وغيرتهم، وانتصرتُ بجعلهم يشعرون بنفس شعور ملايين النساء ممن مورس ضدهن التعدد بأشكاله الهمجية الكثيرة"... ونكمل غدا

من كتابى "ضد الإسلام"..الطبعة الثانية

الجريدة الرسمية