المتحف الشريف
في معرض آل البيت في مصر، والذي أقيم مؤخرا بدار الأوبرا، واستحوذ على اهتمام العديد من الشباب ورجال الدين، والمهتمين بالآثار، والتاريخ الإسلامي، شعرت وكأن الزمان يعود بي عدة قرون، حيث حياة البساطة، وصحيح الإسلام، والحنيفية السمحة، وروح التسامح، كانت تشع من خلال الصور التي طاف الفنان الشاب إسلام يحيى سليم أنحاء مصر، لالتقاطها، وإمتاعنا بها.
عبرت اللوحات المصورة عن قرون جميلة كان المصريون يعيشون أجواء الحب، والمودة، والتراحم، ولم تكن شياطين الإنس، ودعوات التفرقة، والتشرذم، قد أطلت بوجهها الخبيث، وفكرها المقيت، حتى أقضت مضاجعنا، بعد.
وكشف، خلاله، عن كنوز مخبوءة تتمتع بها المحروسة، من تراث آل بيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وألقى بعبء ضرورة الاهتمام بها، ومسئولية نقل أنظار السائحين إليها، على الحكومة، ممثلة في وزارات الآثار، والأوقاف، والشباب، والخارجية.
فجر الكثير من المفاجآت في معرضه الذي حوى ما ينيف على 150 صورة، منها أن هناك شخصيات بعضها لا يزال يعيش بيننا تنتمي إلى الشجرة المباركة، وتنتسب إلى آل البيت الشريف، مثل الكابتن محمود الخطيب، والكابتن محمود الجوهري، المدير الفني الأسبق للمنتخب الوطني، رحمه الله، والزعيم خالد الذكر أحمد عرابي، وكذلك القائدان العظيمان عبدالحليم أبو غزالة، وسعد الدين الشاذلي.. وغيرهم.
"آل البيت.. قصص لها تاريخ" كان عنوان معرض الفنان إسلام يحيى، الذي يقول إنه استهدف إحياء التراث الهائل في مصر على مستوى الجمهورية، وضم العديد من الشخصيات، منها "العلمية، الفنية، والثقافية، الرياضية، العسكرية"، ولم تقتصر على رجال الدين فقط، فمنهم ابن النفيس مكتشف الدورة الدموية، والإمام جعفر الصادق، أحد رموز الشجرة الطاهرة، وعالم من علوم الكيمياء، وضم من العصر الحديث شخصيات، مثل الدكتور مصطفى محمود والشيخ متولي الشعراوى.
المشروع الأضخم الذي يعيش حلمه إسلام هو "متحف آل البيت"، ويقول عنه إنه سيكون طفرة هائلة نحو تشجيع السياحة الدينية، والتي ستجلب للدولة ما يربو على 2 مليار دولار سنويا، كحد أدنى، وتوثيقا لتاريخ الأمة العربية والإسلامية في مكان ثابت لمقتنيات المزارات التراثية.. والمتحف سيكون تأصيلا لرسالة الإسلام السمحة وتعاليمه السامية الممثلة لروح التعاون والوحدة والألفة، والتسامح، وعدم التفرقة بين المذاهب، ونبذ التطرف والعنف والتشدد.
هناك آثار كثيرة ومتعلقات شخصية لسيدنا رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، وآل بيته الأطهار، موزعة في بعض المساجد، فضلا عن المقتنيات والمتعلقات التي يمتلكها البعض لآل البيت محفوظة لا يستفيد منها عامة المسلمين، والمتحف يستهدف الاستفادة من هذا التراث الشريف.
معظمنا لا يعرف من مساجد ومقامات آل البيت سوى ما هو موجود في القاهرة، بينما هناك الكثير من الأضرحة والمساجد تنتشر في ربوع مصر، ووجود مثل هذا المتحف الفريد سيفيد في توثيق التراث النبوي، وتجميع آثار آل البيت، وإحياء تاريخ عمره 1400 عام، وسيصبح بمثابة منارة للإشعاع النوراني، والثقافي، والديني، ومحاربة الإرهاب والتطرف، ومواجهة فكر الجماعات الدموية.. وأعلن إسلام أن سماحة نقيب السادة الإشراف الدكتور محمود الشريف وكيل مجلس النواب، وافق على تبني فكرة المتحف، ووضعه تحت رعايته، وتعهد بتوفير كافة المتطلبات، وتسخير جميع الإمكانات حتى يصير صرحا إسلاميا شامخا، لا يدانيه ند في العالم بأسره.