رئيس التحرير
عصام كامل

فرقة «أوف» تحرر فلسطين من الاحتلال 50 دقيقة بالأوبرا.. تقرير مصور

فيتو

وكأن الاحتلال سقط فجأة! بدت فلسطين على المسرح شابة يافعة، دونما أغلال تحبس الدم في يدها، كانت حرة تقفز وترقص.. وطن كامل على خشبة مسرح سرق من الزمن "50 دقيقة حرية" ليبدو حرًا كما نتمناها، بدون لقب محتلة.





يكاد يقسم جميع الحاضرين لحفل سفارة فلسطين - بمسرح الأوبرا الصغير، مساء أمس السبت، والذي استضاف فرقة أوف للدبكة والفنون الشعبية، أنه رأى تلك الأرض المقدسة، اشتم رائحة الميرمية تفوح من أرجاء المسرح، ويجري طعم الزيت والزيتون على ألسنتهم دون أكله، لمسوا حضارة كنعان وقلعة أريحا، وطافوا حول المسجد الأقصى، دونما حركة.. فقط من على مقاعدهم !.










بسطت فرقة "أوف" على مدار 50 دقيقة –مدة العرض- شال ختيارة فلسطينية، قاسمها الزمان تعاريجه، فصارت تتغنى للبلاد وبها.. ألقت على البساط سنواتها، بكاء وفرح، عزة وصمود، الحنين في الغربة، وجع الانتظار على الحواجز، ضيق المخيم، أسوار القدس، وحصار غزة.. بكت كثيرًا لكنها لم تبك! كانت دموعها ابتسامة ورقصة، وانتشاء في دبكة عرس تتحزم فيه بالأمل كي لايسقط الدمع سهوًا.. كانوا يبكون رقصًا... نعم؛ كانوا يبكون الوطن ويمجدونه رقصًا وغزلا، حتى لا يتسلل الدمع إلى قلوبهم.. تبدو الدبكة دائمًا أقوى من رغبة البكاء عند الفلسطيني.







جاءوا من أحياء القدس العتيقة، إلى أرض أم الدنيا، يحملون رسالة واحدة من جموع الشعب الفلسطيني، مضمونها: "هاهي حقيقتنا، دون نقطة دم واحدة.. هذا نحن بدون احتلال ونكبات متتالية"، وافترشوا بتلك الرسالة أرض مسرح الأوبرا، فتمثل أمام حضور الحفل وطن بكامل هيبته، بسهوله وبحاره وحضارته، رأوا أمامهم يافا ونابلس والقدس وغزة.. تنفسوا الصعداء ودب الشوق ليحيا في أوصالهم، أمدت رقصات الفرقة وتراثها الحياة في قلوب الحضور.











"50 دقيقة" تأرجحت فيها أقدام الحضور ما بين تراث أنا دمي فلسطيني، فلاح لها بطرف المنديل، فنادت "ياظريف الطول"، فأجاب "ع العين موليتين".. تبسمت؛ فتراضوا ورقصوا سويًا "دلعنة".

*أسماء الرقصات التي تم تقديمها، والمستوحاة من التراث الفلسطيني، سواء المقاوم، أو الأعراس، أو أجواء العشق.










الجريدة الرسمية