رئيس التحرير
عصام كامل

إسرائيل تنفض يدها عن أزمة كهرباء غزة.. إعلام الاحتلال يحمل الرئيس الفلسطيني المسئولية.. نتنياهو يزعم إجراء اتصالات مع مصر لحل المسألة.. والاتحاد الأوروبي يدخل على خط الأزمة

بنيامين نتنياهو والرئيس
بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس

رغم أن إسرائيل سبب كل المآسي التي يعاني منها الفلسطينيون وخاصة في قطاع غزة، إلا أنها تحاول أن تبعد أصابع الاتهام الموجهة إليها فيما يتعلق بخنق القطاع، وبالأخص بعد القرار الذي اتخذ قبل أيام بتقليص إمدادات الكهرباء لأهالي غزة.


خنق غزة
ويقود هذه المحاولات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي يحاول أن يبعد الشبهة عن الكيان الصهيوني، وأصدر تصريحات حول الموضوع قائلًا إن المسألة شأن فلسطيني داخلي، بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس.

سر الأزمة
ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، عن نتنياهو، قوله إن الأزمة داخلية ولا علاقة لإسرائيل بها وأي تفسير آخر يعتبر خاطئا.

كهرباء القطاع
وتأتي تصريحات نتنياهو، بعد قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشئون السياسية والأمنية الأحد الماضي بتقليص تزويد الكهرباء لغزة بادعاء أن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، طلب ذلك من الاحتلال الإسرائيلي.
ويعاني قطاع غزة الذي يعيش فيه نحو 2 مليون نسمة، منذ 10 سنوات، من أزمة كهرباء حادة بحيث يحتاج إلى نحو 400 ميجاوات من الكهرباء، على مدار الساعة، بينما لا يتوفر حاليًا منها إلا 120 ميجاوات من إسرائيل.

اتصالات مع مصر
وحاول الاحتلال أن يرمي الكرة في ملعب مصر، إذ أكد المحلل الإسرائيلي، عاموس هارئيل، اليوم الأربعاء، أن إسرائيل تجري اتصالات مع مصر ودول في الاتحاد الأوروبي لحل أزمة الكهرباء في قطاع غزة.
وأضاف هارئيل، في تقرير نشر في صحيفة "هاآرتس" العبرية أن بعد يومين من المشاورات حول قرار خفض إمدادات الكهرباء إلى قطاع غزة، أجرت إسرائيل محاولات واضحة لتهدئة الأمور.
وأشار إلى أن إسرائيل تعول على مصر من أجل تزويد القطاع بالكهرباء وحل الأزمة التي يعاني القطاع منها.
ولفت إلى أن قطع علاقات حماس مع الإرهابيين في سيناء يعد أمرًا هامًا بالنسبة لمصر، ويمكن أن يبرر المساعدات المصرية لتوريد الكهرباء إلى غزة.

جولة ميدانية جنوبًا
واختار "نتنياهو" التقليل من تسليط الأضواء على القضية وتداعياتها على القطاع إسرائيليا، حين قرر وبشكل مفاجئ إجراء الجولة الميدانية للمنطقة الجنوبية ومشارف قطاع غزة بعيدا عن الأضواء وكاميرات الصحافة.
وحسب القناة الثانية، فقد تم نقل الاجتماع لنتنياهو لقيادة بئر السبع، بسبب التوتر مع قطاع غزة، جراء أزمة الكهرباء في غزة.
وقالت القناة أن الاجتماع تمحور حول الوضع المتوتر بين إسرائيل وقطاع غزة على ضوء تقليص الكهرباء عن القطاع.
ورافق نتنياهو في زيارته، وزير الحرب أفيجدور ليبرمان، وقائد هيئة الأركان غادي ايزنكوت، وقائد المنطقة الجنوبية ايال زمير وعدد من كبار قيادة الأركان في كتيبة غزة حيث جرى استعراض الأوضاع على الحدود واستعدادات الجيش في المرحلة المقبلة.

تدخل أبومازن
ويحاول إعلام الاحتلال تحميل مسئولية أزمة الكهرباء للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ورجحت صحيفة "هاآرتس" أن هدف الرئيس عباس من وراء قطع الكهرباء عن غزة هو ضرب حركة حماس، وهذا التوجه كان معروفا لإسرائيل منذ عدة أشهر، ورغم التحريض الإسرائيلي على حماس بالتزامن مع الحملة التي تخوضها السعودية ضد قطر وحركة حماس، إلا أن الصحيفة استبعدت أن يكون هناك أي تنسيق بين إسرائيل وعباس بقطع الكهرباء كإجراء لإضعاف حماس بالقطاع ورجحت أن حكومة نتنياهو اختارت عدم التشويش على خطوات وإجراءات السلطة الفلسطينية.

ومن جهة أخرى طالب سمحا غولدين، والد الجندي القتيل هدار غولدين، الذي تحتجز حماس جثته، من الحكومة الإسرائيلية عدم تزويد الكهرباء لحماس حتى يتم اعادة جثة ابنه وبقية قتلى الجيش إلى إسرائيل. وهذه إشارة على أن الحكومة الإسرائيلية استجابت للضغوط ومتورطة في تقليص الكهرباء في القطاع.

وقال للقناة الثانية العبرية: "منذ ثلاث سنوات تطلب العائلة من الحكومة ممارسة الضغط لكي يفهم الجانب الثاني بأن ما يحتجزونه يصبح عبئا عليهم وليس كنزا".
الجريدة الرسمية