المستشارة هايدي فاروق.. حكاية امرأة هزت عرش نواب «تسليم الجزيرتين».. المصنفة رقم 2 عالميا في جمع الوثائق.. مبارك طلب منها مقاضاة إسرائيل.. والشيخ زايد استعان بها لتأكيد عروبة الجزر الإماراتي
جدل واسع أثارته هايدي فاروق، عضو الجمعية الجغرافية المصرية، بعد شهادتها داخل البرلمان في جلسة استماع مجلس النواب، أمس الإثنين، والتي أكدت على فيها مصرية جزيرتي تيران وصنافير، وهو ما استدعى جدلًا آخرًا حول هويتها ووظيفتها وطبيعة عملها التي تخول لها إمكانية الفصل في هذه القضية الشائكة بين الطرفين المصري والسعودي، واستعرضت هايدي عددًا من المعلومات عن حياتها العملية والشخصية في برنامج "مصر الحلوة" على فضائية "ME SAT" عام 2014.
المسمى الوظيفي
هي مستشار قضايا الحدود والسيادة الدولية والثروات العابرة للحدود (مياه – نفط – غاز..) مسمى وظيفي أكدت هي أنه مستخدم في كافة دول العالم عدا منطقة الشرق الأوسط باستثناء السعودية، وكانت الشرارة الأولى لبداية عملها في تخصصها هذا عام 1995، بمجرد إعلان تخرجها من كلية الحقوق جامعة القاهرة، عام 1995، وعُرف عن "هايدي" قدرتها على جمع الوثائق، حتى إنها تحتل حاليًا المرتبة الثانية على مستوى العالم في هذا الصدد.
علاقتها بمبارك
كان لمبارك دور مهم في حياتها المهنية حيث كان سببًا في تخصصها الذي استمرت فيه إلى يومها هذا، وتبدأ الحكاية مع أحد أجدادها من جهة والدها الذي كان آخر والي ديني للقدس، والذي ترك لأسرته ميراثا وأملاكا في القدس، وبالتالي كان من الطبيعي أن تسعى لإثبات هذا، وذلك بالتزامن مع رفع إسرائيل عدد من القضايا ضد مصر تطالبها بعدد من المحال والمؤسسات كان يملكها يهود مصريين مثل شيكوريل، حينها قال مبارك "البنت دي تتخرج وترفع قضية على إسرائيل"، ومن هنا بدأت قصة هايدي مع "الورق القديم" والوثائق.
ولم يقف اعتماد مبارك عليها عند هذا الحد، بل وصل الأمر إلى أنه بعثها عام 2006 للإشراف على ظهور خريطة مصر في مجتمع الخرائط الدولي متمثلًا في National Geographic وGeographical Journal، والإشراف على استقامة خط الحدود وعدم سرقة مثلث حلايب في الخريطة من مصر، وكان يتم هذا الأمر بمعدل سنوي.
ترسيم الحدود
أسهمت هايدي في ترسيم الحدود بين السعودية واليمن في 24 مايو 1999، وبعدها أسهمت في الفصل في ملكية أرخبيل جزر حوار للجانب البحريني، وبعد ذلك وجه لها الشيخ زايد دعوة في أكتوبر 1999 لزيارة الإمارات لفحص الوثائق الخاصة بعروبة الجزر الإماراتية الثلاثة "طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى".
حياتها الشخصية
هايدي متزوجة من السفير مدحت القاضي، الذي قابلته للمرة الأولى في ترسيم الحدود بين إريتريا وإثيوبيا، وجمع بينهما حب الوثائق القديمة والخرائط، وتكللت قصة حبهما بالزواج، وتؤكد هايدي أنها وجدت لدى زوجها مكتبة كبيرة من الخرائط والتي تحبها وتقدرها.
سد النهضة
وفيما يتعلق بإثيوبيا وسد النهضة قالت هايدي، إن هذه المشكلة تواجهها مصر منذ فترة طويلة، تعود إلى التاريخ الذي منحت مصر فيه إثيوبيا الأرض المصرية التي تبلغ مساحتها 3600 كم، حول نهر بارو والسوباط، في مايو 1902، حيث إن إثيوبيا تلوح بإنشاء سد في هذا المكان من ذلك الحين، ومتواصلة عبر السنوات حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن.
عمر سليمان
"حقوقنا التاريخية التي يتحدث عنها هؤلاء بُنيت على أرض ممنوحة وعلى اتفاقية حدودية"، نص مذكرة أرسلتها هايدي إلى عمر سليمان في إشارة إلى ما يُثار حول سد النهضة وحقوق مصر التاريخية في مياه نهر النيل، وحينما سألها سليمان عن مصدر كلماتها تلك أكدت هايدي له أن مصدرها وثائق من الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، ومن أطلس قديم يعود إلى عام 1913، واتفاقية عام 1902 تفيد بأن اتفاقية المياه تساوي اتفاقية الحدود، وقامت هايدي بمد سليمان بوثائق من الأرشيف البريطاني في هذا الشأن.
وأكدت هايدي، أنها تعرضت للتوقيف في مطار هيثرو لمدة 4 ساعات، إثر مكالمة من مجهول تفيد أن جواز سفرها الدبلوماسي غير سليم لإيذائها نفسيًا، خاصة أنها تعترف بأنها شخص "حساس" وذلك أثناء محاولاتها لإثبات هذا الأمر بغرض تعطيلها عن أداء مهمتها "التطوعية".
محلب
أشارت هايدي، إلى أنها قد تقابلت مع المهندس إبراهيم محلب، حينما كان رئيسًا للوزراء وأن الصورة لديه فيما يتعلق بالشئون القانونية في قضية سد النهضة كانت تصل مشوهة، مؤكدة أنها بصفة عامة يهمها "الشعب لا المسئولين" فيما يتعلق بالوثائق التي تُثبت الحقائق.