مصريتان
لو حكينا يوما لأطفالنا من قصص الأساطير والخرافات أن هناك شعبا به من يقاتل ليثبت أن أرضا ليست ملكه، لما صدقونا واتهمونا بالكذب.. واقع مرير تعيشه مصر اليوم، طبيعي أن يحدث خلاف بين دولتين شقيقتين على قطعة أرض ويحاول كل طرف أن يثبت أنه صاحب الحق بها، لكن ليس الطبيعي أن يكون بيننا من يروجون أن تيران وصنافير ليستا مصريتين وأننا مغتصبون لأرض غيرنا، ليس طبيعيا في قانون أي دولة أن يثبت أحد الطرفين ملكية غيره، أن يكون الخلاف مصريا مصريا هذا أمر غريب.
هذا لا يحدث حتى في الروايات الخيالية، فالكاتب الخيالي يراعي الحبكة الدرامية حتى يقنع المشاهد بما يقدمه، أقف مذهولا عندما أتابع الفضائيات ويخرج علينا الخبراء الإستراتيجيون كل يوم ليقنعوا شعبنا أننا لسنا أصحاب الأرض، كيف تجرأوا وكيف طاوعتهم ألسنتهم أن يقولوا ذلك.
كيف وقف محامي الحكومة في المحكمة كخصم أمام محام آخر يثبت مصرية الجزيرتين، كيف طاوعته نفسه ليقول إنها ليست ملكنا وتجورنا على غيرنا، كيف ذهب إلى بيته وتحدث مع أطفاله عن موقفه هذا، كيف وقف نواب عن الشعب في البرلمان المصري وقالوا ليست أرضنا.
نحن الآن أمام معركة مصير يقف فيها طرف يقاتل بكل ما أوتي من قوة ليعلن موافقته عن التنازل عن أرضنا، أما نحن الطرف الآخر فلا نملك من أمرنا غير الكلمة وأبدا لن نبخل بها.
شكرا لكل مصري وقف مدافعا عن أرضنا ولن يرتضي السكوت.. شكرا للنواب المعارضين الواقفين في المعركة وحدهم تحت قبة البرلمان، شكرا لكل كاتب وكل عامل وكل رب أسرة لم تطاوعه نفسه أن يقول ليست أرضنا.
تيران مصرية وصنافير مصرية وأرضنا لن نفرط فيها ما حيينا.