بالفيديو.. حكاية أقدم بائع عرقسوس في الشرقية.. الحاج السيد: «بدأت رحلة عملي بجردل في عهد عبدالناصر.. زبائني كانوا من كبار الشخصيات.. الشغلانة مبقتش تجيب همها.. وتسبب المشروب في الفشل الكلوي «

يقبل الآلاف من أهالي محافظة الشرقية بشكل غير مسبوق على شراء المشروبات الشعبية المعروفة خاصة «العرقسوس» خلال رمضان، إذ يعد حاليا مشروبًا أساسيًا على مائدة الإفطار.

أقدم بائع عرقسوس
«فيتو» انتقلت إلى كفر أبو الريش بمدينة الزقازيق، والتقت «السيد أحمد محمود» الذي يعد أقدم بائع عرقسوس في محافظة الشرقية، ليروي لنا رحلته الطويلة مع المهنة، والتي ابتدأت منذ فترة ستينات القرن الماضى، وحتى الفترة الحالية.

يقول الحاج «السيد» والذي يبلغ من العمر 63 عاما (متزوج)، ولديه ابن وحيد وأربعة بنات: «بدأت في المهنة وأنا عمرى 15 عاما، وكان في عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر حيث كانت أدواتى بسيطة عبارة عن جردل وكوب وأكياس، وكنت أقوم بتجهيزه بمنزلي استعدادا لبيعها في الأيام العادية أو لتكون على مائدة الإفطار في شهر رمضان الكريم».

وأضاف الرجل الستينى: «عقب ذلك سافرت إلى القاهرة كأى شاب يبحث عن فرصة عمل ليكون مستقبله، وهناك عملت كبائع في محل تجارى يملكه أحد الأشخاص، وكنت أتقاضى منه عشرة جنيهات شهريا، وكانوا وقتها لا يكفون متطلبات المعيشة ثم عدت إلى مسقط رأسي بالزقازيق، واشتريت عربة لبيع المشروب المفضل لدى أغلب فئات الشعب المصري، وكنت أتجول بها بين عدد من الأحياء الشعبية في الزقازيق، وكان يوجد إقبال كبير من قاطنيها وكانت العملات النقدية الصاغ والتعريفة»، موضحا أن خام العرقسوس كان وقتئذ يتم استيراده من سوريا عن طريق المراكب، متابعًا: «وكنت أذهب لشرائه من أحد المحال التجارية الضخمة في القاهرة».

كبار الزبائن
واستطرد قائلا: «أيام زمان دى كانت جميلة عكس دلوقتى، وكان العرقسوس ثمنه جنيه وربع، وكنت بكسب فيها خمسة جنيهات يوميا، حيث كان زبائنى من كبار الشخصيات، ومن مهنتى المفضلة تزوجت أم طلعت وعمري 22 عاما، وكنت بتغدى وبتعشى لحمة وبتشري مستلزمات منزلي من صابون وعيش وسكر وشاى وخلافه وبعدما ربنا فرجها اشتريت محلا تجاريا».

مكسب حلال
وتابع:«العرقسوس أيام زمان كان أحلى في كل حاجة، وكان الأول الخام تجده معطر إنما حاليا مياه ساقعة وبلا طعم، كما أن المكاسب كانت أفضل والفلوس فيها بركة»، وأشار إلى أن كل الأقاويل التي تتردد على ألسنة البعض بأن المشروب يسبب الفشل الكلوى كلها كاذبة، متسائلا: «إزاي يسبب الفشل الكلوى وأنا وزوجتي نشربه منذ أكثر من 35 عاما ولم يحدث لنا شيء».