رئيس التحرير
عصام كامل

الثانوية العامة تحصد أرواح الشباب.. طالب يشنق نفسه في بولاق بسبب «الإنجليزي».. فتاة تلقي بنفسها في بحر شبين الكوم لصعوبة الفيزياء.. وإحباط محاولة انتحار في الإسماعيلية

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

بعد أيام من انطلاق ماراثون الثانوية العامة خلال العام الدراسي 2016 -2017، شهدت الساحة حالة من الحزن والألم والصراخ بين صفوف الطلاب وأولياء الأمور، خاصة بعد الانتهاء من امتحان اللغة الأجنبية الأولى، وآخرهم امتحان الفيزياء والتاريخ الذي أداه الطلاب أمس الأحد.


وأصبح "بعبع" الثانوية العامة الآن يهدد حياة كل أسرة مصرية بالمجتمع فبدلًا من أن يفكر الطالب في مستقبله أصبح يفكر في الموت بسبب صعوبة الامتحانات واستياء الطلاب والخوف على مستقبلهم في تلك المرحلة الحاسمة، فجعلت الثانوية العامة الطلاب يفضلون الموت عن أداء الامتحان والتخلص من الحياة.

وشهدت الفترة الأخيرة فور انطلاق ماراثون الثانوية العامة العديد من حالات الانتحار أو الإقدام عليها، لتصبح ثانوية الموت وحصد الأرواح هي السائدة.

الإسماعيلية
وحاول طالب بمدرسة "أبو صوير" بالإسماعيلية الانتحار بالقفز من شرفة اللجنة، أمس الأحد، مهددا رئيس اللجنة قائلا: "غششوني وإلا هرمي نفسي"، بسبب صعوبة امتحان مادة التاريخ  بالثانوية العامة، وتابع الطالب باكيا: "التاريخ صعب والأسئلة أول مرة نشوفها".

بولاق الدكرور
كما أقدم طالب بالصف الثالث الثانوي على الانتحار شنقًا بمنطقة بولاق الدكرور بالجيزة، أمس الأحد، عقب رسوبه في إحدى المواد الدراسية، خوفًا من والده.

وتعود الواقعة إلى تلقي قسم شرطة بولاق الدكرور، بلاغًا يفيد بانتحار "م.ع" طالب بالصف الثالث الثانوي، وبإجراء التحريات، تبين أن الطالب كان يمر بحالة نفسية سيئة عقب أداء امتحان اللغة الإنجليزية، كما أنه راسب في الامتحان العام الماضي.

وأفادت التحريات الأولية، أن الطالب توجه إلى حمام الشقة التي يسكن بها، وقام بكتابة خطاب موجه لوالدته، طالبها فيه بعدم الحزن عليه، وأن سبب الانتحار أن والده لا يحبه مثل باقي أشقائه ويعامله بشكل سيئ، ثم علق رقبته في حبل وانتحر.

المنوفية
فيما أقدمت فتاة بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية على الانتحار بإلقاء نفسها في بحر شبين الكوم من أعلى كوبري المشاة، بسبب صعوبة امتحان الفيزياء.

وقالت الدكتورة لبنى عبد المجيد، أستاذ الاجتماع بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان، إن الانتحار هو مشكلة نفسية واجتماعية، مرتبطة بالبعد الأخلاقي والقدرة على التوازن مع المجتمع.

وأضافت:" ما يدفع الطلاب للانتحار هي عوامل اجتماعية ونفسية وبها جزء كبير ذاتي يتعلق بالمنتحر نفسه".

وتابعت أستاذ الاجتماع بجامعة حلوان:" إذا تم تحليل الثانوية العامة بمصر وفق المعطيات النظرية البسيطة المطروحة، سنجدها دائمًا أنها مؤهل لإنتاج حالات انتحار، وذلك لأن المجتمع والأسرة ومحيط الأصدقاء والبيئة الاجتماعية تكون سببا في وجود ضغط كبير على الطالب".

وأكدت الدكتورة لبنى عبد المجيد، أن الطلاب بطبيعتهم هم في مرحلة نفسية واجتماعية لها سمات حساسة، فيتم شحنهم بالخوف على مستقبلهم ويطلب منهم أن يحققوا نتائج ربما تفوق قدراتهم الحقيقية.

وقالت:" التلميذ العادي لديه بعض التماسك النفسي والاجتماعي لأنه يستطيع أن يستوعب الموقف، لكن الطالب الذي لديه توتر نفسي أو قلق زائد أو خوف زائد وغير قادر على التوازن من الممكن أن يقدم على الانتحار".
الجريدة الرسمية