حقيقة موقف أمريكا تجاه قطر!
هل أمريكا تعاني من التخبط والتضارب في سياساتها تجاه قطر.. هل حصل خلاف داخل الإدارة الأمريكية بخصوص التعامل مع قطر؟
هذا السؤال ثار لدى كثيرين بعد أن خرج وزير الخارجية الأمريكي يطالب دول الخليج بتخفيف الحصار على قطر، مشيرا إلى أن هذا الحصار يضر بالحرب على الإرهاب ويضر بالتجارة الأمريكية، بينما خرج بعده رئيسه ترامب ليعلن أنه على قطر أن توقف فورا تمويلها للإرهاب ونشر الأيديولوجية المتطرفة.
لكن من يدقق في كل تصريحات الوزير الأمريكي والرئيس الأمريكى سوف يكتشف في نهاية المطاف أنه لا يوجد خلاف داخل الإدارة الأمريكية تجاه قطر.. فإن وزير الخارجية الأمريكي في الوقت الذي طالب فيه دول الخليج بتخفيف الحصار على قطر فإنه أقر بأن لقطر باعا طويلا في دعم وتمويل المنظمات الإرهابية وبتمسك واشنطن والرئيس ترامب بضرورة محاربة التطرف.
أما الرئيس الأمريكى فإنه في الوقت الذي طالب فيه قطر بتحسين سلوكها والتوقف فورا عن تمويل الإرهاب، فإنه أبدى حرصه على وحدة البيت الخليجي، كما قال المتحدث باسم البيت الأبيض تعقيبا على الاتصال التليفوني بين ترامب والسيسي، وهكذا نحن إزاء موقف أمريكي شبه واضح يتمثل في عدم استغناء أمريكا عن خدمات قطر حتى الآن، ولكنه يريد تهذيب سلوكها أو تغيير دورها.
لقد استخدم الأمريكان من قبل -سواء في عهد بوش أو عهد أوباما- مخلب القط لتقويض الأنظمة السياسية في عدد من الدول العربية، ولتمويل هذه العملية أيضا.. والآن بعد أن اكتشف ترامب عدم جدوى عملية تقويض الأنظمة السياسية من الخارج بل خطره على المصالح الأمريكية، صارت قطر بالنسبة لأمريكا في عهد ترامب حافظة نقود تمنحه الأموال لا يريد أن تخسرها، ويسعى للحفاظ عليها للحصول على أكبر قدر من أموالها.. وهكذا أمريكا لا تعارض الضغط على قطر، ولكنها لا تذهب إلى حد الإجهاز عليها.