رئيس التحرير
عصام كامل

مكتبات مهددة بالإغلاق «تقرير»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في ظل انتشار المكتبات الإلكترونية واستغناء شريحة كبيرة من القرّاء عن قراءة الكتاب الورقي واستبداله بالكتاب الإلكتروني، خصوصا وأن عالم الإنترنت عالم رحب لا يمكن مصادرة الكتب عليه، فالجميع بإمكانه قراءة ما شاء وقتما شاء.


وشهدت الفترة الأخيرة خصوصا بداية الألفية الثالثة تغير في الإقبال على القراءة والمكتبات، حتى أن العديد من المكتبات أغلقت أبوابها إما لضعف وتراجع الإقبال عليها أو بسبب الحروب الأهلية كما في سوريا وليبيا أو التضييق على نشاطات بعض المكتبات للضغط على أصحابها.

غلاء الأسعار
فِي عام ٢٠١١ أعلنت مكتبة "جورج كيريوس" أشهر مكتبات الأطفال في أمريكا إغلاق أبوابها وذلك بسبب سوء الحالة الاقتصادية وارتفاع القيمة الإيجارية والتأمين على العاملين بها، وكان القائمين على المكتبة قد حاولوا تفادي قرار الغلق عن طريق طلب الدعم من مجلس مدينة كمبردج بقيمة ٢٠٠ ألف دولار الا أنه قوبل بالرفض، مما اضطرهم اسفين لإغلاق المكتبة بعد نشاط أدبي استمر منذ 1941 بصدور سلسلة كتب بعنوان "جورج كيريوس" للمؤلفين "مارجريت وهانز راي" والتي وزعت30 مليون نسخة وتم ترجمتها إلى أكثر من ٦٠ لغة عالمية.

رواية "بنات الله"
في عام ٢٠١٥، أغلقت مكتبة الفرجانى في ليبيا أبوابها أمام القرّاء بعد مداهمة الشرطة لها عدة مرات ومصادرة بعض كتبها، وذلك بعد بلاغ اعترض على بيع المكتبة لرواية "بنات الله" للكاتب التركي نديم جورسيل، والتي اعتبرها البلاغ مسيئة للذات الإلهية.

لكن صاحب المكتبة سمير الفرجانى أكد أن سبب الإغلاق هو نقص العمالة لا مصادرة الشرطة للعمل الروائي فقط.

إلى جانب مكتبة الفرجانى، فقد أغلقت العديد من المكتبات الشهيرة في ليبيا أبوابها نتيجة للحرب ونزوح السكان حتى أن البعض اضطر إلى تحويلها إلى مقاهى ومطاعم.

مكتبات الكرامة
أنشئت مكتبات الكرامة العامة بمبادرة من الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، وهى عبارة عن خمسة مكتبات عامة، في الأحياء الشعبية بالقاهرة والأقاليم، تقدم خدمة القراءة والاطلاع والاستعارة للشباب والأطفال ولها خمسة فروع في كل من دار السلام والزقازيق وطرة وبولاق الدكرور والخانكة.

وتمول المكتبات من قيمة الجائزة الدولية التي حصل عليها مدير الشبكة العربية، جمال عيد: في نوفمبر 2011، باسم جائزة المدافع عن الكرامة الإنسانية، من مؤسسة الكرامة الإنسانية في ألمانيا.

وقد أغلقت الشرطة المصرية في أواخر عام ٢٠١٦ مكتبتى طرة ودار السلام ثم الزقازيق مما اضطر القائمين على المكتبات بإغلاق فرعي الخانكة وبولاق الدكرور طوعا. 

ومن جانبه، سأل الناشط الحقوقي جمال عيد مؤسس المكتبات الرئيس عبدالفتاح السيسي على هامش المؤتمر الوطني للشباب بالإسماعيلية عن سبب الإغلاق فرد السيسي، موكدا أن سبب الإغلاق إجراء قانوني، و"محدش يقدر يتدخل في القضاء".

وتابع السيسي: "الأحكام القضائية خريطتها واضحة ومحدش يقدر يتدخل ويقول يا جماعة يلا إحنا مستعجلين".

وأضاف: "من حقك أن تعود للمحكمة لفتح تلك المكتبات، وأي إجراء يتخذ من قبل الحكومة لحماية الـ90 مليون، وإذا حصل "عيد" على حكم قضائي بإعادة فتح المكتبات فهو ملزم لي ولوزير الداخلية".
الجريدة الرسمية